لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

جولة مع يسوع إلى السامرة

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

خادم الرب الأخ: حليم حسب الله
 

الفصل الثاني

الخادم المثالي والنموذج الرائع

"تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته" (1بط2: 21)

 "فلما علم الرب أن الفريسيين سمعوا أن يسوع يصير ويعمد تلاميذ أكثر من يوحنا مع أن يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه. ترك اليهودية ومضى أيضا إلى الجليل" (يو4: 1-3).

بدأت العبارة السابقة بالقول "فلما علم الرب"، يا له من اسم رائع "الرب"، هذا اسم من أسمائه الكثيرة من الأزل وإلى الأبد. لقد لقب به وهو في جسد الاتضاع (لو1: 38، 2: 11). وقاله سمعان بطرس عندما رأى معجزة السمك الكثير (لو5: 8). وأيضا قاله يوحنا وسمعان بطرس بعد قيامته من بين الأموات (يو21: 7و17). وكل من يؤمن به لابد أن يشهد بالروح القدس بذلك (1كو12: 3). وسيأتي اليوم قريبا الذي فيه يعترف كل لسان ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض أنه هو الرب (في2: 10و11). وويل لمن ينكر ذلك فإنه يجلب على نفسه هلاكا سريعا (2بط2: 1).

 لقد كان يوحنا المعمدان يعمد بمعمودية التوبة، وكان يكرز في برية اليهودية قائلا "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات" (مت3: 1و2و6). هذا هو أساس رسالته، لذلك قال عن نفسه "أنا صوت صارخ في البرية قوموا طريق الرب كما قال إشعياء النبي" (يو1: 23).

لم يأت الرب يسوع برسالة المعمدان، ولم يأت ليمارس أية ممارسة ولم يذكر عنه ذلك، لكنه جاء كما قال عن نفسه "...لكي يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو19: 10). وقال "... أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو10: 10). وقال أيضا "لأن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مر10: 45). فهو لم يأتي لكي يعمد، لكن كان هذا ادعاء من الفريسيين عليه كما سمعوا، حتى أنه قيل "أن الفريسيين سمعوا أن يسوع يصير ويعمد تلاميذ...". إن هذه الفئة من اليهود كثيرا ما تسببوا في حدوث قلق وانزعاج، فالرب يسوع لم يعمد أحد بل تلاميذه كما هو مكتوب "..مع أن يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه".

لم يكن الرب يسوع من المحبين للإزعاج وحدوث المشاكل وعمل المقارنات. كما أنه لم يكن رجل التعصب والتحزب. لقد جاء لغرض سام ورائع ألا وهو إتمام عمل الفداء. لما رأى أن الفريسيين يوقعون بينه وبين رسوله الذي جاء ليعد الطريق أمامه، إذ قالوا "...أن يسوع يصير ويعمد تلاميذ أكثر من يوحنا...ترك اليهودية ومضى إلى الجليل". إنه يحب السلام لأنه "رب السلام".

"ترك اليهودية": لقد تركها لأنه لا يريد أن يخدم في أجواء مليئة بالمشاحنات والمنازعات. إنه "إله السلام" (في4: 9)، و"رئيس السلام" (إش9: 6). لقد ترك اليهودية ومضى إلى الجليل، إلى الجماعة المحتقرة والمسكينة والبائسة "جليل الأمم". لقد ترك كبرياء القوم ومضى إلى البؤساء "روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين. أرسلني لأشفي المنكسري القلوب. لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر. وأرسل المنسحقين في الحرية. وأكرز بسنة الرب المقبولة" (لو4: 17-19).

وهنا نسأل هل كان هؤلاء الفريسيون يحبون يوحنا المعمدان؟ وهل كانوا مطيعين لرسالته؟. واضح لنا من كلمة الله أن هؤلاء كانوا كهيرودس الملك يهابون يوحنا المعمدان عالمين أنه رجل بار وقديس (مر6: 20). وكانوا يحترمونه خشية من الناس لأن يوحنا عند الجميع مثل نبي (مت21: 25و26) ولكنهم لم يقبلوا إرساليته، حتى أن المعمدان نفسه قال لهم "يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي. فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة..." (مت3: 7-9).

عندما تحول البعض من تلاميذ يوحنا المعمدان عنه، ربما هذا أحدث ألما في نفسه أو على الأقل عند تلاميذه الباقين، مع أن يوحنا المعمدان عندما سمع أن الجميع يتركونه ويذهبون وراء الرب يسوع قال "من له العروس فهو العريس. وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس. إذا فرحي هذا قد كمل. ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص. الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع. والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم. الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع" (يو3: 29-31). لقد كان يوحنا فرحا لذهاب الجميع وراء الرب يسوع، لكن الرب يسوع كان يعرف ما يجوز في أعماق الإنسان. إنه يعرف جبلتنا، يعرف أننا بشر، أننا تراب نحن، لذا لابد أن يجوز شيء من الألم عندما يتخلى الجميع عنا. لقد اجتاز الرب يسوع في مثل هذا الموقف العصيب. فقال لتلاميذه في أسى "تتركونني وحدي" مع أنه كان يعرف أنه ليس لوحده "وأنا لست لوحدي لأن الآب معي" (يو16: 32). لقد تأثر الرب يسوع عندما تخلى عنه تلاميذه مع أنه كان يعرف أنه في الآب والآب فيه. والرسول بولس أيضا جاز في مثل هذا الظرف في وقت كان يحتاج فيه إلى وقوف من كانوا معه بجواره. قال "...الجميع تركوني. لا يحسب عليهم. ولكن الرب وقف معي وقواني.." (2تي4: 16و17).

إن الرب يسوع يقدر مشاعر الإنسان، يعرف مقدار الآلام التي نعاني منها في وحدتنا...لذا ترك اليهودية حتى لا يبدو أن هناك صراعا بينه وبين رسوله...لقد أراد أن لا يخدش كرامة ذلك الرجل العظيم ولا يجرح مشاعره. لقد أراد أن يؤكد أن المحبة هي لب الرسالة. وأن يعلمنا كيف يجب أن تكون علاقتنا البشرية كريمة راقية متسامية "وادَين بعضكم بعضا بالمحبة الأخوية. مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة" (رو12: 10). 

الرب يسوع لا يقبل بأية صورة أن تكون مقارنة بينه وبين رسوله يوحنا المعمدان، ولا يريد نهائيا أن يقلل من قيمة رسالته لذلك ترك اليهودية حيث خدمة المعمدان ومضى إلى الجليل. وهنا نتعلم أعظم الدروس من النموذج الرائع والخادم المثالي ربنا يسوع المسيح، بأنه ينبغي أن يتوافر الاحترام المتبادل بين العاملين في حقل خدمة الرب. ولا تهان كرامة واحد لحساب آخر عن طريق إعطاء المجال وإتاحة الفرصة لعمل مقارنات بين خادم وآخر. فلقد أعطى الرب كل واحد رسالة محددة، وإرسالية معينة بحسب فكره الإلهي. ويجب أن نعلم أنه لا يوجد خادم مشابه للآخر بل كل واحد يكمل الآخر. فلا خدمة بلا منفعة ولا خادم بدون رسالة، لذلك من باب اللياقة والحكمة عندما يرى الخادم حدوث مقارنات بينه وبين الآخرين ينبغي أن يترك المكان ويذهب إلى مكان آخر بحسب إعداد الرب له. وليس ذلك فقط بل على الخادم عندما يرى حدوث مشاحنات بين أعضاء الكنيسة من جهة قبول رسالته من عدمها أن يترك المكان فورا ولا يتسبب في ازدياد حدة التوتر والمشاحنات "لأن ثمر البر يزرع في السلام" (يع3: 18).

عزيزي الخادم...لنخدم في النور بعيدا عن المشاكل وحدوث الانزعاج ولنحترس من الجسد البغيض الذي فينا، والذي يحب التعالي والكبرياء ويحب أن يكون الأول كديوتريفس (1يو9). لقد سقط تلاميذ الرب يسوع في هذا الشرك "وداخلهم فكر من عسى أن يكون أعظم فيهم"، فبادرهم الرب يسوع بالعلاج فورا وقال لهم: "الأصغر فيكم جميعا هو يكون عظيما" (لو9: 46-48).

لم يكن الرب من أرباب المشاكل وصانعي الخصومات. لقد قال الفريسيون إن يوحنا يعمد وأيضا يسوع يعمد، وكان من الامكان أن يدافع عن نفسه أو يبرهن على سلطانه، لكنه لم يفعل هذا أو ذاك بل ترك اليهودية ومضى إلى الجليل. إنه لا يحب المنازعات أو المجادلات "الذكي يبصر الشر فيتوارى" (أم22: 3). ألا نتعلم من السيد العظيم وما فعله هذا الدرس الرائع؟، وهو إذا ذهبنا إلى مكان ما لخدمة الرب، وشعرنا بل وتأكدنا أن رسالتنا غير مقبولة والأبواب مغلقة، فالأفضل أن نذهب إلى حيث يريدنا الرب حتى ولو إلى السامرة، وفي هدوء تام دون عمل أي انزعاج أو مشاكل. لقد حاول الرسول بولس ومن معه أن يتكلموا بكلمة الله في آسيا لكن منعهم الروح القدس. ثم حاولوا أن يذهبوا إلى بثينية فلم يدعهم الروح، إلى أن رأى الرؤيا الخاصة بمكدونية فذهبوا متحققين أن الرب قد دعاهم إلى هناك لتبشيرهم (أع16: 6-10).

لقد رفض الرب يسوع من اليهود، لذلك يقول البشير يوحنا "فلما علم الرب يسوع أن الفريسيين (قادة الأمة) سمعوا أن يسوع يصير ويعمد تلاميذ أكثر من يوحنا ترك اليهودية". يا لها من كلمات عجيبة إذ أننا لا نرى أي أحد يخبره بما حدث إذ لم يكن محتاجا لأي أحد أن يخبره بكل ما يحدث. فهذا الشخص الذي وضع نفسه وأطاع، لم يكن سوى "الرب والسيد". فهذا الذي قال عنه الفريسيون أنه نجار ومن الناصرة، لم يكن سوى "مسيح الله" الذي فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا (كو2: 9). إن عبارة "علم الرب" تعلن عن أن الرب هو كلي العلم والمعرفة فلا شيء يمكن أن يخفى عليه أبدا. الذي علم هو الرب يسوع، العالم لسرائر الأمور لأنه هو الله المتجسد والقدير والعالم بكل شيء، والذي يعلم بكل ما تخفيه الصدور والذي قال له صاحب المزمور "يا رب قد اختبرتني وعرفتني. أنت عرفت جلوسي وقيامي. فهمت فكري من بعيد" (مز139: 1و2). لكن الفريسيين لم يروا فيه إلا يسوع المحتقر والمخذول من الناس (إش53: 3).

إن روح الغيرة والتنافس تجعل الرب يسوع يمضي بعيدا. عندما أرسل الرب يسوع الأثني عشر تلميذا في إرساليتهم إلى مدن إسرائيل أوصاهم قائلا "وكل من لا يقبلكم فأخرجوا من تلك المدينة وانفضوا الغبار أيضا عن أرجلكم شهادة عليهم" (لو9: 5). وعندما أرسل السبعين قال لهم "وأية مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم فاخرجوا إلى شوارعها وقولوا حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم. ولكن اعلموا هذا أنه قد اقترب منكم ملكوت الله" (لو10: 10و11). ولكن قبل أن يقول الرب لهم هذا الكلام وضع لهم مثالا وهو أنه إذ لم تقبل شهادته في اليهودية (يو4: 3) ترك اليهودية ومضى إلى أماكن أخرى.

مما لا شك فيه أن خدمة الرب يسوع في اليهودية وتعميده لكثيرين عن طريق تلاميذه قد أغضب رؤساء اليهود غضبا شديدا، وربما كانوا قد بدأوا بالفعل باتخاذ خطوات لمنع انتشار هذا التعليم الجديد الذي يتعارض مع تعاليمهم، ولمقاومة هذا الشخص الذي وضح أن تأثيره على عقول وقلوب الشعب قد بدأ يهدد ويضعف سلطتهم. لقد عرف الرب يسوع كل هذا، ولأنه كان يعرف أيضا أن ساعته لم تأت بعد وأنه لازال لديه الكثير ليتمم، ليستطيع بعد ذلك أن يقول للآب "العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته" (يو17: 4) فاختار الرب يسوع أن يترك اليهودية من نفسه ويذهب إلى الجليل. تلك المنطقة التي كانت تبعد عن أورشليم وسلطة السنهدريم وتقع تحت حكم هيرودس.

لقد كان شعور الفريسيين نحو المسيح شعورا عدائيا، وكأنه جاء ليؤسس له حزبا مع أنه لم يأت لأجل غرض مثل هذا ولم يفعل هذا، بل جاء لأجل فداء وخلاص الإنسان الهالك. لكن السؤال الهام هو كيف تصرف المسيح تجاه هذا العداء؟. إن الرب ذو حساسية ومشاعر لا يمكن أن يشابهه فيه أحد. هذا الذي كتب عنه "لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته..." (إش42: 2). رغم نعمته ومحبته فإنه عندما يشعر بالرفض وعدم القبول فإنه يتحول. هذا الشيء يفعله مع الخاطئ والمؤمن على السواء. لقد تركهم عندما رأى إصرارهم على احتقاره ورفضه وإن كان قد عاد إليهم مرارا "بسطت يدي طول النهار إلى شعب متمرد (معاند) سائر في طريق غير صالح وراء أفكاره" (إش65: 2). ولقد قال أيضا "ويل لهم أيضا متى انصرفت عنهم" (هو9: 12). في سفر نشيد الأنشاد نرى أن العريس الحبيب المجيد أتى من بعيد متخطيا كل ما يعطل وصوله إلى عروسه المحبوبة. لكن عندما قرع على الباب وجد منها الرفض وعدم الاهتمام. وللأسف هذا ما يحدث أحيانا كثيرة من مؤمنين. تقول العروس "قد خلعت ثوبي فكيف ألبسه. قد غسلت رجلي فكيف أوسخهما" (نش5: 3). إنها أعذار واهية قدمتها العروس لعريسها. لقد قرع عليها أولا مستخدما أروع العبارات "صوت حبيبي قارعا. افتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لأن رأسي امتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل" (نش5: 2). الذي تحمل كل هذه الآلام، الذي رضي أن تمتلئ رأسه من الطل وقصصه من ندى الليل، لم ترد العروس أن توسخ رجليها لتفتح له الباب. يا له من كسل وعدم تقدير! ماذا كانت النتيجة لذلك؟ تقول العروس "حبيبي مد يده من الكوة فأنت عليه أحشائي. قمت لأفتح لحبيبي...فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحول وعبر. نفسي خرجت عندما أدبر (عندما أعطاني ظهره) (نش5: 4-6).

لقد كان المسيح مرفوضا من اليهودية، ومرفوضا أيضا من الناصرة هؤلاء القوم الذين أخذوه ليطرحوه من فوق الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه (لو4: 28و29). إنه مرفوض من هذا وذاك، ولكن هل مرفوضا أيضا من عزيزي القارئ؟.

والآن يمكننا أن نذكر بإيجاز الأسباب التي جعلت الرب يسوع يترك اليهودية ويمضى إلى الجليل:-

 · ليوقف كلام وافتراء الفريسيين والمقارنات التي تسببوا فيها بين الرب يسوع ويوحنا المعمدان.

 · ليحفظ تلاميذه وتلاميذ يوحنا المعمدان من الخصومات والانشقاق والغيرة الأمور التي كان الفريسيون يريدون أن يوقعونهم فيها.

 · لحفظ كرامة ورسالة يوحنا المعمدان بدون مساس من أحد. لقد قال الرب يسوع لسامعيه عن المعمدان "أ نبيا. نعم أقول لكم وأفضل من نبي...الحق أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان..." (مت11: 9-11).

 · ليعلمنا عمليا كيف نتصرف التصرف الحكيم عندما تحدث من الناس، حتى ولو كانوا مؤمنين، مقارنات بيننا وبين زملائنا في الخدمة. إنه الذوق الصالح الذي يريد الرب أن يعلمنا إياه. لقد فعل هذا ليكون لنا مثالا.

 · ليعلمنا أيضا بأن لا نتمسك بمكان ما حتى ولو كان نجاحنا فيه ملحوظا، بل لنذهب إلى الأماكن المحتاجة. في ذات مرة بعد أن صنع الرب يسوع العديد من معجزات الشفاء حتى أن كل المدينة (كفر ناحوم) اجتمعت على الباب عند البيت الذي كان فيه، قال له تلاميذه "إن الجميع يطلبونك" فكان جوابه "لنذهب إلى القرى المجاورة لأكرز هناك أيضا لأني لهذا خرجت..." (مر1: 32-34و37و38). وأيضا فيلبس المبشر الذي كان يكرز في مدينة من مدن السامرة واستخدمه الرب بطريقة رائعة وعجيبة حتى أن "كثيرون من الذين بهم أرواح نجسة كانت تخرج صارخة بصوت عظيم. وكثيرون من المفلوجين والعرج شفوا. فكان فرح عظيم في تلك المدينة" (أع8: 4-8). ورغم ذلك لكن ملاك الرب كلمه قائلا: "قم واذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزة التي هي برية فقام وذهب..." (أع8: 26و27). لقد لحق فيلبس المبشر بالوزير الحبشي واستخدمه الرب في خلاص نفسه.

 · ليعلمنا أيضا الابتعاد عن الرغبة في الشهرة التي تقود إلى الكبرياء ونفور الآخرين.

 · ليعلمنا كيف يجب أن نتحفظ من روح التعصب واحتقار الآخرين حتى ولو اختلفوا معنا في الرأي. لنلاحظ القول "ترك اليهودية" التي كان فيها، "ومضى إلى الجليل"، واجتاز في السامرة التي لا يرغب أن يجتاز فيها أي يهودي.

 · لأنه كان يعلم التوقيت المناسب للوصول إلى نفس مسكينة ومحطمة وذو سمعة مشوهة بسبب خطاياها، ألا وهي المرأة السامرية. كان لابد أن يذهب إليها لأنه الراعي الذي يذهب لأجل الضال حتى يجده. لذلك ترك اليهودية وفي طريقه إلى الجليل كان لابد له أن يجتاز السامرة ليلتقي بها عند بئر سوخار. لقد ذهب إلى حيث لا يحب اليهود أن يذهبوا. ذهب ليلتقي مع من كانت تحتاج إليه. لقد ترك اليهودية ومضى إلى الجليل وكان لابد له أن يجتاز السامرة وذلك لأجل امرأة مسكينة مستعبدة لشهواتها تحتاج إلى من يحررها.

*********************

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر

الفصل الحادي عاشر

الفصل الثاني عشر

الفصل الثالث عشر

الفصل الرابع عشر

الفصل الخامس عشر

الفصل السادس عشر

الفصل السابع عشر

الفصل الثامن عشر

الفصل التاسع عشر

الفصل العشرون

الفصل الحادي العشرون

الفصل الثاني والعشرون

الفصل الثالث والعشرون

الفصل الرابع والعشرون

الفصل الخامس والعشرون

الفصل السادس والعشرون

الفصل السابع والعشرون

الفصل الثامن والعشرون

الكتاب كاملاً

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.