لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

جولة مع يسوع إلى السامرة

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

خادم الرب الأخ: حليم حسب الله
 

الفصل التاسع عشر

المرأة السامرية والاعتراف بالخطية

"من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم" (أم28: 13).

الشخص الذي التقى بالمرأة السامرية هو الله الحي الكلمة المتجسد ربنا يسوع المسيح (يو1: 1و4و14). ولأنه هو حي، فكلمته أيضا "حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته" (عب 4: 12). ولأن كلمته حيه فهي تفتح القلب وتحيي النفس، ولذلك عندما قال للمرأة "اذهبي وأدعي زوجك وتعالي إلى ههنا" (يو4: 16). وكأنه يقول لها اذهبي وتعالي كما أنت بخطاياك ولا تخف عني شيء، تعالي مكشوفة واخلعي رداء التستر والبر الذاتي والادعاء الكاذب. أن الرب يسوع لا يهبنا الغفران والخلاص إلا إذا جئنا إليه كما نحن، لا نخف عنه شيء. نأتي إليه بصدق ونضع كل عيوبنا قدامه وبالتالي كلها تسقط ونتحرر منها. إن اللقاء مع الرب يسوع يغير متى كشفنا له كل شيء.

قال الرب يسوع للمرأة السامرية "...وتعالي إلى ههنا" بمعنى تأتي حيث يوجد هو. إذا لنأتي بكل خطايانا عند قدميه وفي محضره ونطرحها ونثق فيه أنه سيبعدها عنا إلى الأبد. بمجرد أن قالت المرأة للرب "ليس لي زوج"، على الفور أشار الرب إلى خطيئتها إذ قال لها "حسنا قلت ليس لي زوج. لأنه كان لك خمسة أزواج والذي لك الآن ليس هو زوجك. هذا قلت بالصدق" (يو4: 17و18).

لقد قالت "ليس لي زوج"، إنها إجابة بها شيء من الصدق لكنها لم تعلن الحقيقة كاملة. لقد كان لها خمسة أزواج والذي لها الآن ليس هو زوجها. لم يسألها الرب يسوع عن الخمسة أزواج هل طلقت الواحد بعد الآخر أم أنهم مات الواحد بعد الآخر؟ فهو يعلم عنها كل شيء ولذلك قال لها "حسنا قلت. كان لك... والذي لك الآن...". لقد كشف ماضيها التعيس وكشف أيضا حاضرها الأكثر تعاسة لأنه هو الله الذي يعلم كل شيء. لم يتكلم معها عن أخطائها، لكنه تكلم عن بصيص من الصراحة "حسنا قلت"، يا لها من نعمة رائعة نابعة من قلبه المملوء نعمة وحقا التي لا تجرح ولا تفضح لكنها تغفر وتستر.

لقد عاشت الخطية في أبشع صورها ومع ذلك لم ترتو. لكن جاء إليها الشخص الذي متى ملك الحياة بقوة روحه القدوس يجعلها ترتوي وتشبع، وبالتالي لا تبحث عن ارتواء بعيدا عنه. أنه يسوع المسيح الذي يربطنا معه بعلاقة روحية سماوية. إنه يقدم نفسه لها ولكل نفس لم تشعر بالارتواء والاكتفاء قائلا: هل تقبلينني فتمتلئ حياتك بالاكتفاء والبهجة والشبع والارتواء؟.

بعد أن كشف الرب يسوع للمرأة ماضيها وحاضرها أمامها كصفحة مقروءة، قالت له "أرى أنك نبي" (يو14: 19). وبدلا من أن تعلن عن احتياجها إلى شخص المسيح المبارك وخلاصه الثمين، حاولت الهروب منه، ومن الحديث معه عن واقع حياتها إلى موضوع آخر، فبدأت تسأل عن السجود (يو4: 20). إنه أمر يثير التعجب، فمع أنها ساقطة في أوحال الخطية، وبدلا من أن تبحث عن خلاص نفسها وكيفية الرجوع إلى الله الحي بتوبة صادقة، نراها تتحدث عن أسمى الموضوعات الروحية، السجود والمسيا. يا لها من خدع شيطانية ومباحثات غبية من ورائها الهروب من أمام الرب يسوع ومن أمام الضمير المبكت. لقد دخلت المرأة في هذه المناقشة لكن الرب يسوع لم يوضح لها أين السجود الحقيقي فقط بل وضح لها أيضا لمن نسجد. إنها تشبه كثيرين من المسيحيين الذين يعيشون الخطية في أبشع صورها وفي ذات الوقت يتحدثون عن العبادة والسجود. مع أنه من باب اللياقة ينبغي التوبة أولا وقبول الرب يسوع في الحياة ثم بعد ذلك يكون من السهل فهم السجود في معناه الصحيح الذي يقود إلى ممارسة عملية صحيحة.

لقد قالت المرأة للرب يسوع "آباؤنا... وأنتم..." (يو4: 21و22) هذه هي مشغوليتها. إن كثيرين يهلكون بسبب "نحن... وأنتم". يا لها من مضيعة للوقت. لنتذكر أن أهم شيء هو أن نخلص. مرات كثيرة يضيع الوقت وتنتهي الفرصة بسبب أسئلة لا فائدة منها بل تسبب ضيقا وخصومات بدلا من أن نبحث عن خلاص نفوسنا، وننسى القول المكتوب "والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالما أنها تولد خصومات" (2تي2: 23) وأيضا "...غير نافعة وباطلة" (تي3: 9). كثيرون يتحدثون في هامش المسيحية ويجهلون الحقيقة وهي أن يسوع هو المخلص.

يقاوم الشيطان عمل الله في قلب الإنسان، ففي العدد التاسع عشر تقول المرأة للرب يسوع "أرى أنك نبي"، وفي العدد العشرين تقول "آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه". يا لها من مراوغات دينية من قلب مملوء بالخطية دون التفكير في أعظم وأروع عطية!. الإنسان بطبيعته متدين لكنه يرفض إنجيل نعمة الله.

عندما طلب الرب يسوع من المرأة أن تدعي زوجها وتأتي إليه لتشرب، حاولت بكل قوتها أن تهرب منه ومن الحديث معه لذلك لم تقل الحقيقة كاملة، فأجابت قائلة له "ليس لي زوج". وهنا مدحها الرب وشجعها بالقول "حسنا قلت ليس لي زوج.. هذا قلت بالصدق". إنها تشبه الابن الضال الذي "وإذ كان لم يزل بعيدا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله" (لو15: 20). إنها نعمة الله ومحبته العجيبة التي تتجه إلى الإنسان الساقط المسكين.

لم يترك الرب المرأة حتى قادها إلى الاعتراف بخطيئتها "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم" (أم28: 3). "ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران" (إش55: 7). إنه اعتراف مصحوب بتوبة حقيقية. مهما كانت طريقة إخفاء الخطيئة، لكن الرب يعلم كل شيء. لذلك إما أن نحضر خطايانا أمام الرب ونعترف بها ليغفرها وإما تحضرنا خطايانا أمامه للدينونة.

كل من لا يقر بخطاياه ويتركها لابد أن تكشف في يوم الدينونة أمام الجميع، ويدان فاعلها بسببها "ويدان الناس بكل ما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم" (رؤ20: 12). كل الأعمال، ما يفعل في المخادع ينادى به على السطوح، والذي يعمل في الظلام والخفي والكلام الذي لا يسمع به أحد ينادى به على جميع المسامع. ولكن الذي يقر بخطاياه ويتركها يرحم. يطرحها الرب في أعماق البحر، ولا يعود يذكرها فيما بعد (مي7: 19، عب8: 12).

يمكن للإنسان أن يخفي خطاياه من أمام أعين البشر، الأهل والأقارب، لكن لابد أن تفضح وتستعلن أمام الله. قال داود للرب "...أنت عرفت جلوسي وقيامي. فهمت فكري من بعيد. مسلكي ومربضي ذريت وكل طرقي عرفت. لأنه ليس كلمة في لساني إلا وأنت يا رب عرفتها كلها. من خلف ومن وقدام حاصرتني وجعلت علي يدك. عجيبة هذه المعرفة فوقي ارتفعت لا أستطيعها" (مز139: 1-6). نعم إن الرب يعلم كل شيء عنا فهو "يعرف خفيات القلب" (مز44: 21).

*********************

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر

الفصل الحادي عاشر

الفصل الثاني عشر

الفصل الثالث عشر

الفصل الرابع عشر

الفصل الخامس عشر

الفصل السادس عشر

الفصل السابع عشر

الفصل الثامن عشر

الفصل التاسع عشر

الفصل العشرون

الفصل الحادي العشرون

الفصل الثاني والعشرون

الفصل الثالث والعشرون

الفصل الرابع والعشرون

الفصل الخامس والعشرون

الفصل السادس والعشرون

الفصل السابع والعشرون

الفصل الثامن والعشرون

الكتاب كاملاً

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.