لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

سِفْر زَكَرِيَّا

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

خادم الرب الأخ رشاد فكري

 مقدمة
 

أقسام العهد القديم:

ينقسم العهد القديم إلى أربعة أقسام هي:

1-   الناموس:  ويشمل أسفار موسى الخمسة.

2-   الأسفار التاريخية: وتشمل الأسفار من يشوع إلى أستير.

3-   الأسفار الشعرية: وتشمل الأسفار من أيوب إلى نشيد الأنشاد ويضاف إليها مراثي إرميا.

4-   الأسفار النبوية: وتشمل الأسفار من إشعياء إلى ملاخي- وتنقسم الأسفار النبوية إلى قسمين:

(أ‌) الأنبياء الكبار: وتشمل نبوات: إشعياء وإرميا وحزقيال ودانيال.

(ب‌) الأنبياء الصغار: ويشمل النبوات الاثني عشر: من هوشع إلى ملاخي.

وتسمية الأنبياء بالكبار أو الصغار هو بالنظر إلى حجم نبواتهم؛ فالأنبياء الصغار، نبواتهم أصغر من النبوات الأربع الأخرى، وليس لأنها أقل قيمة أو أهمية منها.

مقابلة بين الأنبياء الكبار والأنبياء الصغار

1-  نبوة إشعياء: يقابلها نبوات هوشع وعاموس وميخا.

2-   نبوة إرميا: يقابلها نبوات عوبديا ويونان وناحوم.

3-   نبوة حزقيال: يقابلها نبوات يوئيل ويونان وناحوم.

4-   نبوة دانيال: يقابلها نبوات حجي وزكريا وملاخي.

تاريخ الأسفار النبوية

أولاً: النبوات التي كُتبت قبل سبي الأسباط العشرة الذي حدث سنة 721 ق. م وتشمل:

1-   نبوة يونان: من حوالي سنة 824 ق.م إلى سنة 783 ق.م.

2-  نبوة عاموس: من حوالي سنة 810 ق.م إلى 783 ق.م.

3-   نبوة هوشع: من حوالي سنة 790 ق.م إلى سنة 722 ق. م.

4-   نبوة يوئيل: من حوالي سنة 875 ق.م إلى 848 ق.م. (كما يظن).

5-   بوة إشعياء: من حوالي سنة 700 ق.م إلى سنة 659 ق.م.

6-   بوة ميخا: من حوالي سنة 785 ق.م إلى 710 ق.م.

ثانياً: النبوات التي كُتبت بعد سبي الأسباط العشرة وقبل سبي يهوذا سنة 606 ق.م وتشمل:

1-  نبوة ناحوم:     من حوالي 710 ق.م إلى 699 ق.م.

2-   نبوة صفنيا:   من حوالي سنة 658 إلى سنة 623 ق.م.

3-  نبوة إرميا:   حوالي سنة 628 ق.م.

4-   نبوة حبقوق :   من حوالي سنة 650 ق.م. إلى سنة 628 ق.م.

5-   نبوة عوبديا:    من حوالي سنة 889 إلى سنة 884 ق.م (كما يظن).

ثالثاً: النبوات التي كُتبت أثناء السبي البابلي وهي:

1-   نبوة حزقيال: من حوالي سنة 595 ق.م إلى سنة 575 ق.م.

2-  نبوة دانيال: من حوالي سنة 606 ق.م إلى سنة 537 ق.م.

رابعاً: النبوات التي كُتبت بعد الرجوع من السبي وهي:

1-  نبوة حجي: حوالي سنة 519 ق.م.

2-  نبوة زكريا: حوالي سنة 519 ق.م.

3-   نبوة ملاخي: من حوالي سنة 443 ق.م إلى سنة 424 ق.م.

 

تعريف النُبُوَّة

كلمة «نُبُوَّة» في الأصل تعني "فورة" أو "اندفاق" دلالة على ما للنطق بالوحي من قوة إلهية دافقة في الأنبياء «لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس» (2بط 21:1) «مخبر منذ البدء بالأخير، ومنذ القديم بما لم يفعل، قائلاً: رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي» (إش 1:46) وتتجه النبوة في اتجاهين:

1-  الإعلان عن حوادث مستقبلة «ما هي الأوليات؟ أخبروا .. أو أعلمونا المستقبلات.  أخبروا بالآتيات فيما بعد لنعرف أنكم آلهة» (إش 22:41،23).

2-  الكشف عن حالة الناس الموجهة إليهم للوعظ والإرشاد والتوبيخ لكي يصلحوا ويرجعوا إلى الله.

تفسير النُبُوَّة

«عالمين هذا أولاً: أن كل نُبُوَّة الكتاب ليست من تفسير خاص» (2بط 20:1) أو من تفسيرها الخاص في ذاتها، أي أن معناها الحرفي لا يوضحها تماماً، بل يجب أن تُفهم بواسطة الروح القدس الذي أملاها وذلك بالارتباط مع النبوات الأخرى بمعنى أن النبوة لا تحمل في ذاتها تفسيرها الخاص فقط، بل يجب أن تُفهم وتُدرس في موضعها بالارتباط بكل النظام النبوي وبقية الأسفار النبوية.

وبعض المسيحيين، مع أنهم يعرفون أجزاء معينة من النبوات ويجدون لذَّة في دراستها، لكنهم لا يدركون أنها تشير بكيفية قاطعة إلى البقية من الشعب القديم، لذا لا يستطيعون المُثابرة على درس جميع النبوات ومعرفة أفكار الله فيها.  والبعض يرون بأنه لا فائدة من دراسة النبوات ويقولون إنها غامضة جداً وأن المُفسرين قد اختلفوا اختلافاً كبيراً في تفاسيرهم لها.  ولكن لو أدرك دارس النبوات ما تقوله عن إسرائيل إنما تقصد به إسرائيل بالذات من جهة قضاء الرب عليه ورجوع بقية منه للرب وللمجد الأرضي مستقبلاً، لزالت من أمامه معظم الصعوبات التي يجدها في دراسته للأسفار النبوية.  والكثير من أقوال الرب نفسه ومن أجزاء أخرى من كلمة الله لا يمكن فهمها تماماً إلا إذا كان هناك إلمام بروح النبوة أو بالحري بما تتضمنه النبوات في مجموعها.  ومتى وصلنا إلى إدراك هذه الحقيقة فإننا لن نفقد التعليم أو التعزية الروحية التي تقدمها لنا النبوات عن طبيعة الله غير المتغيرة وطرقه السامية.

 

الكنيسة ونبوات العهد القديم

الكنيسة سر لم يُعرَّف به بنو البشر في العهد القديم، إنما أُعلن فقط لرُسله القديسين وأنبيائه بالروح، أي «رُسل وأنبياء العهد الجديد»، وعلى ذلك فقد كانت الكنيسة سراً منذ الدهور في الله (أف 5:3،9؛ كو 26:1،27).

وعلى ضوء هذا الشاهد يجب أن نعلم أن الكنيسة لا مكان لها إطلاقاً في نبوات العهد القديم التي تجعل تمييزاً واضحاً بين اليهودي والأممي، أما في كنيسة الله فلا يوجد فارق بين اليهودي أو الأممي بل الكل واحد في المسيح (غل 28:3؛ كو 11:3).  ونبوات العهد القديم تتعلَّق بالشعب القديم كشعب أرضي بركاته أرضية ودعوته أرضية والرجاء الخاص به رجاء أرضي.  أما الكنيسة فهي سماوية في بركاتها ودعوتها ورجائها.

وقد وُضعت في بعض نسخ الكتاب المقدس عنوانات خاطئة لكثير من أصحاحات العهد القديم.  فقد ذُكرت الكنيسة مراراً في تلك العنوانات مع أنه لا ذكر للكنيسة مطلقاً في نصوص تلك الأصحاحات.

آراء المفسرين بخصوص إتمام النبوات

هناك ثلاثة آراء في هذا الموضوع:

أولاً: يقول البعض إنه ليس هناك الآن شيء يُسمَّى شعب الله القديم وأن هذا الشعب ليس له مواعيد باقية وإنما كل المواعيد تمت وحصل عليها بعد رجوعه من السبي البابلي، ولكن هذا الرأي خاطئ كما سنرى.

ثانياً: يقول آخرون إن هذا الشعب قد أُلغي في العهد الجديد، وإسرائيل الآن هو إسرائيل الروحي لأن اليهودي حسب الجسد ليس يهودياً وليس الختان في اللحم هو الختان إنما الختان هو ختان القلب بالروح، وحسب زعمهم أن الكنيسة حلَّت محل إسرائيل وكل المواعيد المكتوبة لهذا الشعب تحولت إلى الكنيسة، وأعطوا كل المواعيد الخاصة بالشعب صفة روحية أي جعلوا البركات الأرضية المادية لهذا الشعب بركات روحية لكي تتمشَّى مع غرضهم، وأطلقوا على الشعب القديم كنيسة العهد القديم وعلى الكنيسة الآن كنيسة العهد الجديد،  وهذا اعتقاد خاطئ كما سنرى.

ثالثاً: يقول فريق ثالث إن شعب إسرائيل الآن هو شعب الله وهذا خطأ أيضاً لأنه قد أُطلق على هذا الشعب عندما سُبي لقب: «لوعمي» أي لستم شعبي فادعاء هذا الشعب حالياً بأنه شعب الله هو ادعاء باطل لأنهم الآن في دور «لوعمي»، وهم في حالة الرفض تحت القضاء الإلهي (انظر هوشع 1،2).

الرد على هذه الآراء الثلاثة الخاطئة:

أولاً: لو تتبعنا تطبيق المواعيد النبوية على الراجعين من السبي لوجدنا أنها لم تنفذ كلها.  وعلى سبيل المثال لا الحصر إن الذين رجعوا من السبي البابلي هم البقية من مملكة يهوذا ولم يرجع معهم أحد من مملكة إسرائيل (أي العشرة أسباط) التي تَشتَّت على يد الدولة الأشورية، في حين أنه لو تتبعنا المواعيد النبوية لوجدناها لكل الأسباط.  والأدلة على ذلك منها:

1-«هكذا قال رب الجنود: هأنذا أُخلِّص شعبي من أرض المشرق ومن أرض مغرب الشمس.  وآتي بهم فيسكنون في وسط أورشليم» (زك 7:8).  ولنسأل أصحاب هذا الرأي: هل الذين رجعوا من السبي البابلي رجعوا من الشرق ومن الغرب أي من كل أطراف الأرض أم رجعوا من المشرق فقط؟ فنرى من هذا أن هذا الوعد لم ينطبق على الراجعين من السبي بل سيتم مستقبلاً.

2-«فيزول حَسَد أفرايم (وأفرايم يُكْنَى به عن مملكة إسرائيل-الأسباط العشرة)، وينقرض المُنافقون من يهوذا (أي مملكة يهوذا المُكَوَّنة من سبطي يهوذا وبنيامين).  أفرايم لا يَحْسِد يهوذا، ويهوذا لا يُضايق أفرايم» (إش 13:11).

وهذا لم يتم عند الرجوع من السبي البابلي لأن الذين رجعوا من السبي البابلي هم بقية من مملكة يهوذا فقط.

   3-«هأنذا آخذ عصا يوسف التي في يد أفرايم (مملكة إسرائيل) .. وأضم إليها عصا يهوذا، وأجعلهم عصا واحدة فيصيرون واحدة في يدي .. ومَلكٌ واحدٌ يكون ملكاً عليهم كلهم ..» (حز 19:37-28) وهذا أيضاً لم يتم بعد الرجوع من السبي البابلي.

ثانياً: الذين يقولون إن كل البركات الخاصة بهذا الشعب تَحَوَّلَت إلى الكنيسة وأن البركات الأرضية صارت روحية، نقول لهم إن الكنيسة شيء جديد وفي الرمز يُكْنَى عنها بالتقدمة «الجديدة» للرب (لا 16:23).  أي أنها كانت سراً غير معروف، وهي تختلف تماماً عن الشعب القديم.  فالشعب القديم كان اختياره كأمة منذ تأسيس العالم، أما الكنيسة فاختيارها أفراداً قبل تأسيس العالم ومن كل العالم، وهم مولودون ثانية ويسكن فيهم الروح القدس، ولذلك ليس لهم مركز في العالم إنما هم غُرباء ونُزلاء في الأرض.

كما أن الكنيسة ليست امتداداً للعهد القديم، كما أنها ليست إلغاء للشعب القديم إنما هي شيء جديد تماماً.  وللرد على جعل المواعيد والبركات الأرضية بركات روحية نقول إن النبوات التي تكلمت عن مجيء المسيح الأول في اتضاعه قد تمت تماماً ولا يمكن تفسيرها تفسيراً روحياً، وهذه النبوات هي بعينها التي تتكلم عن مجيء المسيح الثاني بالمجد والقوة.  فعندما أتى المسيح في المرة الأولى لا يمكن أن تفسر ولادته في بيت لحم (مي 5) تفسيراً روحياً، ولا ركوبه على جحش ابن أتان (زك 9) ولا بيعه بثلاثين من الفضة (زك 11) ولا ثقب يديه ورجليه (مز 22) ولا عدم كسر عظامه (مز 34) ولا طعنه بالحربة في جنبه (زك 12).  فأي سخافة لو حولنا هذه الحقائق إلى أمور روحية، فنقول مثلاً إن المسيح شرب خلاً روحياً، أو قُسِّمَت ثيابه تقسيماً روحياً .. وهكذا.

وكما أن النبوات التي تكلمت عن مجيئه الأول تمت حرفياً فكذلك النبوات التي تكلمت عن مجيئه الثاني ليملك على الأرض ستتم حرفياً وليس روحياً.

وعندما يقول الكتاب إن الرب شَتَّت شعبه، هل هذا التَشْتِّيت روحي؟ وعندما يذكر الكتاب أن الرب سيجمع شعبه، هل هذا الجمع روحي؟  وعندما يذكر الكتاب أن هذا الشعب سيبقى بدون ذبيحة ومذبح وبدون رئيس أو أُفود، هل هذا الكلام مَجَازي أم استعاري؟

وكيف يمكن التفسير بأن اليهود هم المسيحيون؟ وأن أورشليم هي الكنيسة وأن كنعان هي السماء؟ وهل عرش ابن داود سيكون في السماء أم على الأرض؟ وهل أرض كنعان وأرض جلعاد التي سيجعل الرب فيها شعبه هي أرض روحية أو مكان روحي؟ أم هي أماكن على الأرض فعلاً؟

ثالثاً: الادعاء بأن الشعب الحالي هو المقصود بالمواعيد خاطئ، كذلك لأن الرب قال عن هذا الشعب: «لستم شعبي» كما نقرأ في سفر هوشع، وذلك من وقت السبي البابلي.  لقد كانوا شعبه عندما اختارهم ووضع اسمه عليهم لكي يكونوا شهوده ضد عبادة الأصنام، لكن عندما انغمس هذا الشعب في عبادة الأصنام أسْلَمه الرب للسبي وأطلق عليه «لوعمي» وحتى في أيام الرب على الأرض سُمِّي العيد عيد اليهود وليس عيد الرب (يو 2:7) وكما قال الرب في مثل الكَرَّامِين «أُرْسِل إليهم ابني قائلاً يَهابُون ابني» (مت 23:22-44) وكانت النتيجة أن هذا الشعب رفض ابن الله وقتله، ومع ذلك أعطاهم الرب فرصة أخرى بعد موته وقيامته على أساس طلبته من الآب وهو على الصليب «يا أبتاه اغفر لهم» ولذلك وقف الرسول بطرس وكرز لهذا الشعب أن يتوبوا لكنهم رفضوا، ثم قاموا برجم استفانوس، وهكذا كما رفضوا الرب رفضوا الروح القدس أيضاً واستحق هذا الشعب القضاء، وقد تم ذلك في سنة 70 م على يد تيطس الروماني.  وهذا الشعب الحالي عديم الإيمان الذي يعتمد على قوة السلاح وليس على الله، ليس هو شعب الرب.

لكن الشعب الذي ستتم له المواعيد هم البقية التي ستولد ثانية بعد اختطاف الكنيسة والتي ستجتاز الضيقة العظيمة، وبعد أن يعلن الرب لأورشليم أن جهادها قد كمل لأنها قبلت من يد الرب ضعفين عن كل خطاياها (إش 1:40،2؛ زك 12:9).

مقارنة بين نبوة زكريا ونبوة حجي

1- بدأت نبوة حجي قبل نبوة زكريا بشهرين فقط لأن نبوة حجي كانت في الشهر السادس من السنة الثانية لداريوس (حج 1:1) بينما كانت نبوة زكريا في الشهر الثامن من نفس السنة (زك 1:1) وقد استمرت نبوة حجي أربعة شهور فقط من الشهر السادس إلى الشهر التاسع (قابل حج 1:1 مع 18:2،20).

2- تدور نبوة حجي حول توبيخ اليهود الراجعين من السبي البابلي على تراخيهم في بناء بيت الرب وانصرافهم للاهتمام بأمورهم الخاصة وما لحق بهم بسبب ذلك من نكبات إذ منعت السماوات عنهم نَدَاها ومنعت الأرض غلتها «لماذا يقول رب الجنود؟ لأجل بيتي الذي هو خراب، وأنتم راكضون كل إنسان إلى بيته» (انظر حج 1:1-11).  أما نبوة زكريا فتدور حول الممالك الأممية التي كان الشعب لا يزال خاضعاً لها، وحول المسيّا ورفضه وموته، والضيق الذي سيقع على الشعب في الأيام الأخيرة، ثم أمجاد ملكوت المسيا على الأرض بعد ذلك، أي أن نبوة زكريا أوسع أُفقاً بكثير من نبوة حجي.

المسيح في نبوة زكريا

1- يُكْنَى عن المسيح في هذه النبوة «بالغُصْن» وقد قيل عنه «عبدي الغُصْن» (زك 8:3).  وهو كالعبد موضوع إنجيل مرقس، كما قيل عنه أيضاً «الرجل الغُصْن» (زك 12:6) وهو كالرجل أو ابن الإنسان موضوع إنجيل لوقا.

2-  يُقال عن المسيح إنه حجر الزاوية (زك 9:2، 7:4).

3-  يُذكر المسيح أنه الملك على كرسيه في ملك البر والسلام كملكي صادق الحقيقي (زك 13:6).

4-  تنبأ عن دخول المسيح أورشليم راكباً على أتان (زك 9:9).

5- وتنبأ عن المسيح كالراعي الصالح الذي ضُرب بسيف العدل الإلهي عوضاً عن الخراف (قارن زك 7:13 مع يو 11:10؛ مت 31:26).

6- ويُذكر أن المسيح رجل رفقة الله أي الذي مع أنه قد صار إنساناً إلا أنه بلاهوته ابن الله المُعَادِل لله والذي هو مع الله أو عنده منذ الأزل (قارن زك 7:13 مع يو 1:1-3؛ في 6:2).

7- ويتنبأ زكريا عن رفض اليهود للمسيح وبيعه بثلاثين من الفضة (قارن 12:11 مع مت 14:26-16).

8- ويتنبأ أيضاً عن ظهور المسيح لخلاص البقية ولدينونة الشعوب وإقامة الملكوت على الأرض (زك 10:12، 2:13، 3:14-5).

الموضوعات الرئيسية التي تتناولها نبوة زكريا

1- الممالك الأممية (أزمنة الأمم) في زمان عزل إسرائيل من مركز السيادة وهي الإمبراطوريات الأربع: بابل، مادي وفارس، اليونان، الرومان (أصحاحا 1،6).

2- المسيح كاهناً على عرشه وهو الذي سيبني هيكل الرب ويحمل الجلال (أصحاحات 2، 3، 4، 6، 8، 14).

3-  رَفْض اليهود للمسيح وما تَرتَّب على ذلك من نتائج (أصحاح 11).

4- انسحاق البقية في التواضع والانكسار والتذلل وهم ينظرون إلى المسيح كمَنْ طعنوه وهم يرونه نازلاً من السماء لإنقاذهم (أصحاح 12).

5- الحصار الأول والثاني لأورشليم بواسطة الأمم ثم خلاصها بواسطة ظهور الرب (أصحاحا 12،14).

6- المسيح مَلكاً على كل الأرض، والأمم جميعاً يصعدون من سنة إلى سنة ليسجدوا وليُعَيِّدُوا عيد المظال (أصحاح 14).

زكريا نبي الرجاء؛ ونبوة زكريا هي نبوة الرجاء

يُسمَّى زكريا نبي الرجاء ونُبوته بنبوة الرجاء لأنه في كل أصحاح يتكلم عن الرجاء أي رجاء الشعب الأرضي وهي في ذلك تشبه رسالتي تسالونيكي حيث تجد الرجاء في كل الأصحاحات مع هذا الفارق أن نبوة زكريا تتكلم عن رجاء أرضي خاص بالشعب الأرضي أما رسالتا تسالونيكي فتتكلمان عن رجاء سماوي خاص بالكنيسة، ولا غرابة في ذلك فالشعب القديم له رجاؤه - وللكنيسة رجاء آخر خلاف رجاء الشعب القديم الذي هو شعب أرضي دعوته أرضية وبركاته أرضية.

أما الكنيسة فسماوية، بركاتها سماوية ودعوتها سماوية ورجاؤها سماوي إلا أن كثيرين من المسيحيين مع الأسف قد فقدوا الرجاء السماوي الخاص بالكنيسة، وليس ذلك فقط، لكنهم يريدون أن يفقدوا الشعب القديم الرجاء الأرضي الخاص به، فلم يضعوا أمامهم الرجاء السماوي وفي نفس الوقت لا يريدون أن يكون لنبوات العهد القديم تحقيق في رجاء سعيد بملك المسيح على الأرض، ومما يدعو للدهشة وللحسرة أن يقال إن الموت هو مصير كل إنسان وأن المسيح يأتي إلينا ليأخذنا إليه بالموت تحقيقاً لوعده، ولكن شكراً لله لأن مجيء المسيح لأخذ قديسيه إليه هو الرجاء المبارك الموضوع أمامنا باستمرار ونشكر الله أيضاً لأن إلهنا من ضمن أسمائه أنه «إله الرجاء» (رو 13:15) فهو رجاء أرضياً للشعب القديم ويُعْطِي رجاء سماوياً للكنيسة.

وعندما ننظر إلى سفر زكريا باستثناء المقدمة التي تشمل الأعداد الستة الأولى من الأصحاح الأول نجده ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وكل قسم يختتم بهذا الرجاء الأرضي.

1-  فالقسم الأول، يحتوي على الثمان رؤى وينتهي بالأصحاح السادس ويُخْتَم بالكلام عن وضع التيجان على رأس يهوشع رئيس الكهنة مُمَثِّلاً للرب يسوع المسيح الرجل الغُصْن الذي يكون كاهناً على كرسيه أي مَلكاً وكاهناً في مُلك البر والسلام كملكي صادق الحقيقي.

2-  والقسم الثاني، يشمل أصحاحي 7، 8 وفيه نرى الإجابة عن السؤال الذي قدمه الشعب بخصوص الصوم، ولكن الرب ينتقل من الصوم إلى المستقبل السعيد عندما يكون العريس معهم فلا يصومون (19:8).  وهكذا نجد أن القسم الثاني يُخْتَتَم بالرجاء أيضاً.

3-  القسم الثالث، يشمل الأصحاحات 9-14 ويُخْتَتَم بالرجاء أيضاً؛ حيث نجد الرب يقضي على الأعداء ويُبيدهم ويُقيم مَلكُوته على الأرض ويكون الرب مَلِكَاً على الأرض ويكون الرب وحده واسمه وحده كما يتكلم عن عيد المَظَال الذي يُشير إلى المُلك الألفي.

***

 كلمة عامة عن شخصية زكريا بن برخيا

هو زكريا ابن بَرَخِيَّا بن عِدُّوَ.  هذا الاسم الثلاثي له دلالته العجيبة في هذا السفر، فزكريا معناه الله يذكر، وبَرَخِيَّا معناه الله يُبارك، وعِدُّوَ معناه الوقت المناسب.  ولأن الله يحتفظ بمواعيده لشعبه فإنه يذكر شعبه كما نرى ذلك في رُؤى ورسائل زكريا، وعندما يذكرهم سيُباركهم، ولكن سيفعل ذلك في الوقت المناسب والوقت المناسب لم يأت بعد.

والسفر الوحيد الذي ذكر أنه «ابن عِدُّوَ» هو سفر عزرا (عز 1:5، 14:6).  على أن كلمة ابن كثيراً ما تستعمل للجد بدل الأب كما في تكوين 5:29 حيث يقال عن لابان إنه «ابن ناحور» مع أن ناحور جده، وعلى هذا النحو أيضاً يقول لابان عن أولاد يعقوب إنهم أولاده مع أنهم أحفاده (تك 18:31).  وعلى هذه القاعدة يكون «عِدُّوَ» هو جد زكريا.  ومن المحتمل أن بَرَخِيَّا مات صغيراً وبذلك أصبح «عِدُّو» في منزلة الآب لزكريا وأصبحت شهرة زكريا أنه ابن عِدُّو.  وعِدُّو هو أحد الكهنة الذين رجعوا من بابل مع زربابل ويهوشع (نح 1:12،4)، وعليه يكون زكريا أحد أبناء الكهنة (نح 12:12،16)، وعلى ذلك فهو يجمع في شخصه بين وظيفتي النبي والكاهن.  وقد تنبأ قبل أن يمارس الخدمة الكهنوتية لأنه كان غُلاماً (انظر 3:2).

والجزء الأخير من نُبوته كان في السنة الرابعة لداريوس المَلك (زك 1:7).  ويمكن أن نستنتج بناء على ما جاء في عزرا 14:6،15 أن زكريا رأى الهيكل عندما تَمَّ بناؤه.  ويذكر التاريخ اليهودي أن زكريا عاش بعد ذلك طويلاً ومات في يهوذا ودُفن في مقابر الأنبياء بجبل الزيتون بجوار زميله حجي النبي.

 

أقسام السِفْر 


ينقسم هذا السِفْر إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول

يبدأ من أصحاح 7:1 حتى أصحاح 6 (أي يبدأ بعد المقدمة التي تشمل الأعداد الستة الأولى من الأصحاح الأول).  وهذا القسم عبارة عن ثماني رُؤى رآها النبي في ليلة واحدة وهي تدور حول معاملات الله مع شعبه.  وهذا القسم له طابع سفر الرؤيا الذي يتخذ لنفسه طابع نبوات العهد القديم والرموز المستعملة فيها.  وهذه الرُؤى هي:

1- الرُؤيا الأولى:  تشمل شجرة الآس والراكب على الفرس الأحمر في الظل وخلفه الخيل الحُمْر والشُقْر والشُّهْب.  وهي تُرينا الإمبراطوريات التي استخدمها الرب في قصاص شعبه (7:1-17) في أزمنة الأمم.

2- الرُؤيا الثانية: القرون، وهي رمز آخر لهذه الإمبراطوريات ثم الصُنَّاع الذين يُشيرون إلى الشخصيات التي استخدمها الرب في إسقاط هذه الإمبراطوريات (8:1-21).

3- الرُؤيا الثالثة: عبارة عن حَبْل القياس الذي يُشير إلى إعادة اقتناء الرب أورشليم في مُلكه الألفي (1:2-13).

4- الرُؤيا الرابعة: يهوشع رئيس الكهنة، الذي يُشير إلى البقية التقية التي ستكون من الشعب القديم بعد اختطاف الكنيسة وقد تطهرت من خطاياها بدم المسيح وعادت إلى مقام القُرب من الله (1:3-10).

5- الرُؤيا الخامسة: المَنَارة التي تُشير إلى ربنا يسوع المسيح ملك البر كالشاهد الأمين لله طبقاً لمطاليب بره في ظهوره بالقوة لدينونة الشعوب بالعدل وإقامة ملكوت البر والاستقامة (1:4-14).

6- الرُؤيا السادسة: الدَرْج الطائر الذي يُرينا اللعنة التي تستقر في بيت الشرير إشارة إلى قضاء الرب العاجل حين سيَقطع من الأرض كل أشرارها (1:5-4).

7- الرُؤيا السابعة: الإيفة ونساؤها الثلاث رمز شر الأُمَّة بعد اختطاف الكنيسة في أبشع صور الارتداد والإلحاد (5:5-11).

8- الرُؤيا الثامنة: المركبات الأربع الخارجة من قِبَل رب الجنود وهي تشير إلى القضاء على الأمم.  أما الخيل فهي تشير إلى الإمبراطوريات الأربع التي تعاقبت في السيادة على الشعب بعد عزله من مركز السيادة (1:6-8).

القسم الثاني:

ويشمل أصحاحي 7، 8 وهو عبارة عن رد الرب على السؤال الذي أرسله الراجعون من السبي واستقروا في بيت إيل بخصوص الصوم.

القسم الثالث:

ويشمل الأصحاحات 9-14 وهو نُبوات عن رفض المسيح وصَلْبه والنتائج التي تَرَتَّبت على ذلك ومجيء الرب بالمجد والقوة للدينونة وإقامة المَلكوت الألفي السعيد.

 

افتتاحية * مقدمة ضرورية *

*  السابع

*  السادس

*  الخامس

 *  الرابع

*  الثالث

 *  الثاني

*  الأول

*  الرابع عشر

*  الثالث عشر

*  الثاني عشر

*  الحادي عشر

*  العاشر

*  التاسع

*  الثامن

 آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة Baytallah.com

 

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.