لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

سِفْر زَكَرِيَّا

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

خادم الرب الأخ رشاد فكري

 الأصحاح السادس

 ينقسم هذا الأصحاح إلى قسمين رئيسيين هما:

1- الرُؤْيَا الثامنة والأخيرة: وهي رُؤْيَا المركبات وخيلها (ع 1-8)

2- تتويج يهوشع رئيس الكهنة، كرمز للمسيح المَلك والكاهن الـذي سيبني هيكله، والاحتفاظ بالتيجان في هيكل الرب تذكاراً لأصحاب التقدمات (ع 9-15)

***

     v          الرُؤْيَا الثامنة والأخيرة: رُؤْيَا المركبات وخيلها (ع 1-8)

«فعدت ورفعت عينيَّ ونظرت وإذا بأربع مركبات خارجات من بين جبلين، والجبلان جبلا نحاس. في المركبة الأولى خيل حُمر[*]، وفي المركبة الثانية خيل دُهْم، وفي المركبة الثالثة خيل شُهْب، وفي المركبة الرابعة خيل مُنَمَّرَة شُقر. فأجبت وقلت للملاك الذي كلمني: ما هذه يا سيدي؟ فأجاب الملاك وقال لي: هذه هي أرواح السماء الأربع خارجة من الوقوف لدى سيد الأرض كلها» (ع 1-5).

 تُعْتَبَر رُؤْيَا المركبات الأربع التي فيها الخيل ختام الرُؤَى التي رآها النبي، وفيها نرى طرق الله في سياسة الأرض خلال الفترة الطويلة فترة أزمنة الأمم. والقول عن المركبات إنها أرواح السماء الأربع خارجة من الوقوف لدى سيِّد الأرض كلها يوافق ما جاء في نبوة دانيال «كنت أرى في رُؤْيَاي ليلاً وإذا بأربع رياح السماء هجمت على البحر الكبير. وصعد من البحر أربعة حيوانات عظيمة..» (دا 2:7،3). فالرياح هنا بمثابة الظروف الوقتية الخطيرة التي تجتاز فيها الأمم والتي تُسَيِّرُها يد الله غير المنظورة لتَتْمِيم مقاصده تعالى من نحو إمبراطوريات العالم المُتَتَالية وتشكيلها. وفي سفر الرُؤْيا نقرأ عن أربع رياح الأرض «وبعد هذا رأيت أربعة ملائكة واقفين على أربع زوايا الأرض، مُمْسِكين أربع رياح الأرض لكي لا تهرب ريح على الأرض، ولا على البحر، ولا على شجرة ما» (رؤ 1:7). تشير رياح الأرض هنا إلى قوى الشر وآلاته العاملة في الأرض. والفرق بين رياح السماء ورياح الأرض هو أن رياح السماء تشير إلى الآلات التي يستخدمها الله لتنفيذ أغراضه، أما رياح الأرض فتشير إلى العوامل الأرضية في مشهد الدينونة. إذن فالمركبات بخيولها تُرَى كآلات تستخدمها العناية الإلهية لتنفيذ أغراض الله. أي أن هذه الرُؤْيَا تُرينا بوضوح سلطان الله في استخدام الآلات التي بها يُوقِع القضاء والقصاص على الأمم وفي هذا تعزية لشعبه. فالرب قصد أن يُعطِي راحة وثقة لقلوب البقية لكي تعلم أن الله هو سيد الأرض كلها وأن كل الأشياء تخدم قصده، ولذلك هو يُرْسِل غضبه ضد الأمم التي افترست شعبه. وهذا نفس ما نراه في سفر الرُؤْيَا حيث نقرأ «ورأيت ملاكاً آخر طالعاً من مشرق الشمس معه ختم الله الحي، فنادى بصوت عظيم إلى الملائكة الأربعة، الذين أُعطوا أن يَضَرُّوا الأرض والبحر، قائلاً: لا تَضَرُّوا الأرض ولا البحر ولا الأشجار، حتى نختم عبيد إلهنا على جباههم» (رؤ 2:7،3). أي أنه قبل حدوث ذلك الاضطراب العظيم يذكر الله مُختاريه ويُعِدَّ ما هو لضمان أمانهم وحفظهم من الموت كمَنْ ختمهم الله الحي. فقبل أن تقع الويلات على الأرض ستُفْرَز لله بقية من الشعب، ويَختِمهم الله للخلاص والبركة.

وفي هذه الرُؤْيَا نرى مركبات القضاء زاحفة على الأرض بسرعة. ففي الرُؤْيَا الأولى رأينا الخيول الحُمْر والشُّقْر والشُّهْب واقفة خلف الرجل الراكب على الفرس الأحمر بين الآس الذي في الظل (زك 8:1)، أما هنا فنراها خارجة بسرعة عظيمة للعمل. وكَوْن المركبات خارجة من بين جبلي نحاس يوضِّح لنا فكرة القضاء. فالنحاس يُشير إلى دينونة الله، أما الجبل فيُشير إلى الثبات الذي لا يتزعزع «عدلك مثل جبال الله» (مز 6:36). فنرى في جبل النحاس قضاء الله ودينونته الثابتة. وهناك تشابه بين هذه الخيول وبين الخيول المذكورة في سفر الرُؤْيَا أصحاح 6 مع هذا الفارق: أن خيول سفر الرُؤْيَا يجري عملها أثناء النصف الأول من أسبوع الضيقة حيث مُبتدأ الأوجاع[†] أما الخيول في سفر زكريا فعملها طيلة أزمنة الأمم.

نخلص من كل ما سبق أن الله ليس من مشيئته أن يستعيد فوراً مقاليد حكم الأرض، ولا أن يترك الأرض كُلية لشر الإنسان. ومن هنا نرى الله يُسَيْطر على تلك الإمبراطوريات، ليس عن طريق التدخل المباشر، بل عن طريق آلات يستخدمها، فتكون نتيجة نشاط تلك الآلات مُطابقة لمشيئته. والإله الحكيم وحده يستطيع أن يفعل ذلك لأنه يعرف كل شيء ويُدير كل الأشياء لإتمام أغراضه. إن هذه السلطة التي تمارسها آلات خارجة من حضرة العلي هي التي نراها مُسْتَخْدَمة فيما له صلة بحقوقه تعالى على الأرض. وهذه هي صفات الله في نُبوة زكريا، وهي كذلك صفاته وطابع سياسته في الزمان الحاضر، أي خلال الأربع الإمبراطوريات، أما حين يملك المسيح فإن السياسة تكون في ذلك الوقت مباشرة في شخصه المبارك وستكون أورشليم هي قاعدة تلك السياسات ومقرها.

«التي فيها الخيل الدُّهْم تخرج إلى أرض الشمال، والشُّهْب خارجة وراءها، والمُنَمَّرة تخرج نحو أرض الجنوب. أما الشُّقْر فخرجت والتمست أن تذهب لتتمشَّى في الأرض، فقال: اذهبي وتمشَّي في الأرض. فتمشّت في الأرض. فصرخ عليَّ وكلَّمني قائلاً: هوذا الخارجون إلى أرض الشمال قد سكنوا روحي في أرض الشمال» (ع 6-8).

المركبات التي فيها الخيل الدُّهْم تخرج إلى أرض الشمال، وأرض الشمال هنا هي أرض بابل أرض الكلدانيين التي كانت تقع شمال إسرائيل ويجب أن نُفرِّق بين أرض الشمال هذه وبين مَلك الشمال المذكور في نبوة دانيال أصحاح 11، والذي لا يُشار به إطلاقاً إلى نبوخذنصر، بل إلى عدو الشعب في الأيام الأخيرة، ويُسمَّى «الأشوري» ولو أن الكلدانيين والممالك المجاورة يُطْلَق عليها أحياناً لقب الشمال كما يُذْكَر هنا. والخيل الدُّهْم تُشير إلى مملكة فارس التي استخدمها الرب للقضاء على بابل، وخروجها نحو أرض الشمال معناه خروجها كآلات للقضاء على مملكة بابل. والخيل الشُّهْب خارجة وراءها أي وراء الخيل الدُّهْم، فالخيل الشُّهْب التي تُشير إلى اليونان خارجة وراء الخيل الدُّهْم التي تُشير إلى الفُرْس. وكما استُخدمت الخيل الدُّهْم للقضاء على بابل استُخدمت الخيل الشُّهْب (أي اليونان) للقضاء على الفُرْس. أما الخيل المُنَمَّرة التي تخرج نحو الجنوب فتُشير إلى الدولة الرومانية، وأرض الجنوب هي مصر. ومعنى ذلك أن الدولة الرومانية كانت ستُستَخدَم للقضاء على اليونان في مصر. وفعلاً انتصر الجانب الروماني بقيادة أكتافيوس الذي سُمِّيَ بعد ذلك باسم أُغسطس قيصر، الجانب اليوناني بقيادة كليوباترا وهي آخر مَنْ حَكَم مصر من اليونانيين. وبانتصار أكتافيوس الروماني هذا زالت دولة اليونان وحلَّت مَحلَّها الإمبراطورية الرابعة وهي الإمبراطورية الرومانية. أما الخيل الشُّقْر فخرجت والتمست أن تذهب لتتمشَّى في الأرض؛ وهذا يُشير إلى اتساع الإمبراطورية الرومانية. ونلاحظ أنه يُذْكَر في العدد السادس أرض الشمال وأرض الجنوب. أرض الشمال هي بابل، وأرض الجنوب هي مصر. أما الأرض في العدد السابع فيُقْصَد بها الأرض الواسعة التي استولت عليها الدولة الرومانية.

أما كَوْن الخارجين إلى أرض الشمال قد سكنوا روح الرب في أرض الشمال فمعناه أن الفُرْس الذين أخرجهم الرب نحو بابل واستخدمهم في القضاء عليها قد أراحوا روح الرب في أرض الشمال لأنهم قضوا على البابليين.

وهناك بعض ملاحظات عامة على هذه الرُؤْيَا الثامنة والأخيرة نُلخصها فيما يلي:

(1) الخيل في الرُؤْيَا الأولى التي رآها النبي في الأصحاح الأول كانت واقفة لكن الخيل في الرُؤْيَا الثامنة كانت خارجة وذلك للقضاء ولتنفيذ سياسة الله ومقاصده.

(2) في الأصحاح الأول 15 يُقال عن هذه الخيل إنها أتت وقَدَّمَت تقريراً للرب وقالت إن الأرض ساكنة ومطمئنة، والرب غضب، لكن هنا في الأصحاح السادس نجد أن الرب يستخدم الخيل في تنفيذ القضاء سواء في أرض الشمال التي هي بابل أو أرض الجنوب التي هي مصر التي كانت في ذلك الوقت مقر حكم اليونان.

(3) تُذْكَر الخيل الحُّمْر في الأصحاح السادس التي تُشير إلى بابل، ولكن لا يُذكر لها سير لأن بابل كانت قد انتهت.

تتويج يهوشع رئيس الكهنة (ع 9-15)

«وكان إليَّ كلام الرب قائلاً: خذ من أهل السبي من حلداي ومن طوبيا ومن يدعيا الذين جاءوا من بابل، وتعال أنت في ذلك اليوم وادخل إلى بيت يوشيا بن صفنيا» (ع 9، 10).

نجد هنا ما سيحدث بعد نزع الشر من الأرض وإبادة ممالك الأمم، وهو تتويج المَلك الحقيقي الكاهن على كرسيه الذي سيبني هيكل الرب، ليس لإسرائيل فقط، بل لكل الأمم.

ففي الصباح بعد انتهاء رُؤَى الليل أرسل الرب زكريا إلى الرجال الثلاثة الذين ينتظرهم كآتين من بلاد بعيدة حاملين تقدمة لهيكل الرب. وهنا تمتد النبوة للتطلع إلى الهيكل في المستقبل المجيد، بيت الصلاة لكل الأمم الذين سيأتون بهداياهم وتقدماتهم، ليس فقط من اليهود الذين جاءوا من البلاد التي تَشتَّتُوا فيها بل الأمم «من مشرق الشمس إلى مغربها» (ملا 11:1) أما معاني هذه الأسماء فهي:

1- حلداي = الرب قاضي

2- طوبيا = الرب طيب أو الرب خيري

3- يدعيا = الرب يعلم 

4- يوشيا = الرب يدعم أو يسند

5- صفنيا = الرب يستر أو يخبئ.

هؤلاء من أهل السبي جاءوا من بابل ومعهم تقدمات لعمل الرب في بناء الهيكل. ومع أنهم لم يستفيدوا من الحرية التي أُتيحت لهم مع غيرهم بقرار كورش الفارسي للرجوع إلى أرضهم وبناء هيكل الرب، ومع أنه لم يكن لهم الإيمان الكافي للعودة إلا أنه كانت لهم شركة قلبية عملية مع الذين رجعوا.

فحلداي وطوبيا ويدعيا هم الوافدون من بابل ولا نجدهم في غير هذا المكان، أما يوشيا بن صفنيا فهو رجل تقي نزل عنده أولئك الرجال الثلاثة الأتقياء ضيوفاً.

«ثم خذ فضة وذهباً واعمل تيجاناً وضعها على رأس يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم[‡]» (ع 11).

أي خذ فضة وذهباً مما جاءوا به معهم من بابل مساهمة في بناء بيت الرب، إذ كان هذا هو الغرض الرئيسي من مجيئهم إلى أورشليم، واعمل تيجاناً[§] وضعها على رأس يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم. بحسب فكرنا البشري كنا نتوقع أن تُوضَع هذه التيجان على رأس زربابل الرئيس السياسي لأنه هو الحاكم، ولكنها وُضعت على رأس يهوشع الكاهن العظيم، وذلك لأن المسيح المَرْمُوز إليه بيهوشع سوف لا يكون رئيس الكهنة فقط، بل أيضاً رئيس ملوك الأرض (رؤ 5:1). وبكل كمال يوضع التاج على رأس يهوشع وهو الكاهن للدلالة على أنه سيُضاف إلى وظيفته الكهنوتية وظيفة أخرى هي الوظيفة الملكية.

وإذ ازدانت رأس يهوشع بهذه التيجان صار يقف في وسط إخوته رمزاً للمسيّا المنتظر، ويا له من شرف أن صار رمزاً للمسيح في ظهوره للعالم. ذلك الذي يُقال عنه: «وعلى رأسه تيجان كثيرة» (رؤ 12:19) أما مجيئه للمُلك كمَلك الملوك (رؤ 16:19) فسيتم فيه رمز ملكي صادق الذي كان كاهن الله العلي وكان أيضاً مَلك ساليم أي ملك السلام (قارن تك 18:14-20 مع عب 1:7-3).

«وكلِّمه قائلاً: هكذا قال رب الجنود قائلاً: هوذا الرجل الغصن اسمه. ومن مكانه يثبت ويبني هيكل الرب» (ع 12).

مع أن يهوشع الكاهن العظيم وقف في وسط إخوته كرمز للمسيح في مجده المستقبل بوصفه الكاهن المُتوَّج، غير أنه حصل على هذا التكريم من يهوه بواسطة النبي زكريا كرمز فقط، أما الرجل الحقيقي فسيأتي مستقبلاً. لأجل ذلك كلمه زكريا قائلاً: «هكذا قال رب الجنود قائلاً: هوذا الرجل الذي اسمه الغصن.  ومن مكانه ينبت ويبني هيكل الرب». أي أنه يأتي من نسل إبراهيم، ومن سبط يهوذا، ومن بيت داود في أرض عمانوئيل في بيت لحم أفراتة (قابل إش 2:53؛ مر 6:2؛ مر 2:5؛ رو 5:9).

ÿ     «هوذا الرجل الغصن»:

1-   فهو الرجل الذي تبرهن من قبل الله بقوة الآيات والعجائب (أع 22:2).

2-   وهو الرجل المُعيَّن من الله ديّاناً للأحياء والأموات (أع 31:17).

3-   وهو الرجل المَلك الذي يبني هيكله ويملك (زك 12:6).

4-   وهو الرجل الكامل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار (مز 1).

5- ثم لنذهب إلى مشهد الصليب بعد كلام زكريا بخمسة قرون فلنسمع بيلاطس ينطق بهذه الكلمات عينها وهو لا يدري: «فخرج بيلاطس أيضاً خارجاً وقال لهم: ها أنا أُخرجه إليكم لتعلموا أني لست أجد فيه عِلَّة واحدة. فخرج يسوع خارجاً وهو حامل إكليل الشوك وثوب الأرجوان. فقال لهم بيلاطس: هوذا الإنسان!» (يو 4:19).

والرب نفسه الذي مات فوق الصليب هو الذي قام من الأموات وجلس فوق جميع السماوات. والذي كان يوماً حاملاً إكليل الشوك نراه الآن بالإيمان مُكَلَّلا بالمجد والكرامة (عب 2)، وسوف يُسْتَعلَن في ملكوته وعلى رأسه تيجان كثيرة (رؤ 19)، ففي المكان الذي أُهين فيه في نفس المكان لا بد أن يتمجَّد.

ÿ  «ويبني هيكل الرب». إن الهيكل الذي بُنيَ في أيام عزرا ويهوشع وزربابل استمر حتى أيام هيرودس الكبير الذي جَدَّدَه وعمل به إصلاحات كثيرة قبل ميلاد المسيح بنحو 160 سنة. وفي بداية خدمة المسيح في سن الثلاثين (لو 23:3) كان قد مرَّ على الهيكل وهو يُصْلَح 46 سنة، وهذا هو المقصود من قول اليهود للمسيح: «في ست وأربعين سنة بُني هذا الهيكل ..» (يو 20:2) ومع أن هيرودس استخدم في إصلاحه 18 آلاف عامل إلا أنه لم يَكْمُل، فصرف بعد ذلك أيضاً سنة ونصف حتى أكمل القدس، وثماني سنوات حتى أكمل الأبنية. وعلى حد قول يوسيفوس المؤرخ اليهودي المشهور: استمرت أعمال الترميم والتجديد فيه حتى سنة 64م، حين أتمه هيرودس أغريباس، ثم جاء الرومان فأخربوها سنة 70م، أي بعد الانتهاء من تجديده بست سنين فقط حسب قول الرب: «وإذ كان قوم يقولون عن الهيكل إنه مُزَيَّن بحجارة حسنة وتُحَف: قال: هذه التي ترونها، ستأتي أيام لا يُترَك فيها حجرٌ على حجرٍ لا يُنْقَض» (لو 5:21،6).

ثم بعد اختطاف الكنيسة سوف يُبْنَى هيكل الرب مرة أخرى. وفي النصف الأخير من أسبوع الضيقة العظيمة ستُقام في ذلك الهيكل العبادة الوثنية حيث «يُسْتَعلَن إنسان الخطية، ابن الهلاك، المُقاوِم والمُرتفع عن كل ما يُدعى إلهاً أو معبوداً، حتى أنه يجلس في هيكل الله كإله، مُظهِراً نفسه أنه إلهٌ» (2تس 3:2-5).

وبسبب إقامة العبادة الوثنية سيأتي الخراب كما قال الرب: «فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المُقَدَّس ..» (مت 15:24).

ورجسة الخراب هي العبادة الوثنية التي ستُقام في الهيكل بعد اختطاف الكنيسة في النصف الأخير من أسبوع الضيقة والتي بسببها سيأتي الخراب والغضب المذكور في نبوة دانيال هكذا: «على جناح الأرجاس مُخَرَّب حتى يتم ويُصَبَّ المَقْضِيُّ على المُخَرِّب» (دا 27:9). فكلمة على جناح أي بسبب أو على أساس انتشار الأرجاس التي هي عبادة الأصنام سيأتي الخراب. فالمُخرِّب هو ملك الشمال، والمُخرَّب هو أورشليم بما فيها الهيكل. ويمكن أن تُقرأ عبارة دانيال هكذا: بسبب انتشار الأرجاس سيُوجَد مُخرِّب (بكسر الراء)، وهو الأشوري أو مَلك الشمال، وما قُضَيَ به سيُصب على المُخرَّب (بفتح الراء) وهو أورشليم بما فيها الهيكل. وفي هذا المعنى يقول إشعياء النبي: قد عقدنا عهداً مع الموت، وصنعنا ميثاقاً مع الهاوية (الذي هو الوحش الروماني)» (إش 15:28).

«السوط الجارف (وهو مَلك الشمال أو الأشوري المستقبلي) إذا عبر لا يأتينا، لأننا جعلنا الكذب ملجأنا، وبالغش استترنا» لكن الرب يَرُد عليهم بالقول: «يُمحَى عهدكم مع الموت، ولا يثبت ميثاقكم مع الهاوية. السوط الجارف إذا عَبَرَ تكونون له للدَّوْس» (إش 17:28،18).

فالهيكل الذي بُنيَ في أيام زكريا وأصلحه هيرودس أخربه تيطس الروماني سنة 70م. والهيكل الذي سيُبنى بعد الاختطاف سيُخْرِبه ملك الشمال في أواخر السبع السنين، لكن الهيكل الذي سوف يبنيه الرب هو الذي سيدوم مدة المُلك الألفي. وفي حزقيال أصحاحات 40-45 نجد تفاصيل كثيرة عن هذا الهيكل الألفي المجيد الذي سيبنيه الرب نفسه تحت إشرافه وسيكون بناؤه أفخم وأعظم بناء على الأرض، سيكون كامل الجمال، وإليه تأتي كل الشعوب. إن مجد الرب الذي رآه حزقيال يُفارِق الهيكل وأورشليم (حز 1،10،11،12،23)، سيعود إليها ثانية في المُلك الألفي كما هو مكتوب: «فيُعْلَن مجد الرب ويراه كل بشر جميعاً، لأن فم الرب تكلَّم» (إش 5:40)، «وإذا بمجد إله إسرائيل جاء من طريق الشرق وصوته كصوت مياه كثيرة، والأرض أضاءت من مجده» (حز 2:43). فهيكل سليمان في كل عظمته لا يُعَدّ شيئاً بالنسبة لذلك الهيكل العتيد الذي سيُشرِّفه الرب بوجوده شخصياً، ولذلك لا نقرأ عن وجود التابوت في الهيكل الألفي لأن التابوت يُمثِّل حضور الله، وبما أن المسيح حاضر شخصياً وسط شعبه لذلك لا يُذْكَر التابوت في الهيكل الألفي.

وفي الهيكل الألفي ستُقام عبادة الله على الأرض بتقديم ذبائح الخطية لمدة سبعة أيام، مُخَصصين بذلك لأنفسهم ذبيحة المسيح ككفارة عن خطاياهم (حز 18:43-26)، وبعد ذلك تكون ذبائحهم حتى نهاية المُلك الألفي مُحرقات وذبائح سلامة تذكاراً دائماً لذبيحة المسيح كأساس قبولهم لدى الله (حز 27:43)، وهكذا ستكون من جانب كل الأمم (إش 7:56؛ ملا 11:1)، لأنه حيث يكون الهيكل الحرفي تكون أيضاً الذبائح الحرفية «هكذا قال السيد الرب: هذه فرائض المذبح يوم صنعه لإصعاد المُحْرَقَة عليه ولرش الدم عليه» (حز 18:43).

قد يتبادر للذهن أن هذا يتعارض مع قيمة ذبيحة المسيح الكفَّاريِّة بعد تقديمها مرة واحدة، ولكن في الحقيقة لن يكون لتلك الذبائح الحرفية أي قيمة كفَّاريِّة كما لم يكن لها في العهد القديم قيمة كفَّاريِّة، لأنه «لا يمكن أن دم ثيران أو تيوس يرفع خطايا» (عب 4:10) وإنما كانت في العهد القديم مجرد رموز للذبيحة الحقيقية ذبيحة المسيح التي كانت عتيدة أن تُقَدَّم مرة واحدة والتي هي الذبيحة اللازمة وحدها. وهكذا الذبائح الحرفية العتيدة أن تُقدَّم في الهيكل الحرفي لن تكون لها أية قيمة كفَّاريِّة بل ستكون بمثابة إعلان لهم بتخصيص فوائد كفَّارة المسيح عنهم ومجرد صورة تذكارية لذبيحة المسيح. وسيكون ربنا يسوع في الهيكل الألفي «ملك الملوك ورب الأرباب» و«مُشتهى كل الأمم»، ومن هيكله هذا سيخرج ليرد الفجور عن يعقوب (رو 26:11) ومنه يسمع صوته خارجاً لمجازاة أعدائه (إش 6:66).

وسيكون بيت الرب هذا هو البيت الوحيد لله على الأرض ويُدعَى «بيت الصلاة لجميع الأمم» (إش 7:56؛ زك 20:8-23).

«فهو يبني هيكل الرب، وهو يحمل الجلال ويجلس ويتسلَّط على كرسيه، ويكون كاهناً على كرسيه، وتكون مشورة السلام بينهما كليهما» (ع 13).

نلاحظ أن كلمة «فهو يبني هيكل الرب» مُكَرَّرة مرتين، مرة في عدد 12 ومرة ثانية في عدد 13 وذلك للتأكيد ولعظمة المهمة. وستأتي إليه الأمم ليعلِّمهم طرقه، ومنه تخرج الشريعة.

إن الإشارة هنا إلى المَرمُوز إليه ربنا يسوع المسيح، أي أنه هو نفسه يكون ملكاً وكاهناً. لقد كانت الوظيفة الكهنوتية والوظيفة الملكية منفصلتين عن بعضهما تمام الانفصال حتى أنه عندما أراد الملك عُزِّيا أن يشغل وظيفة الكاهن ويرفع بخوراً على مذبح البخور قاومه الكهنة، وكان البَرَص الذي ضُرِب به على جبهته من قِبَل الرب دليلاً قوياً على كون هاتين الوظيفتين منفصلتين كل الانفصال (2أخ 16:26) ولكن الرب يسوع سيشغل هاتين الوظيفتين وسيكون كاهناً وملكاً على كل الأرض وقد أعطى الرب هذا الامتياز لمُؤمني العهد الجديد «الذي أحبنا، وقد غسَّلَنا من خطايانا بدمه، وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه» (رؤ 5:1،6).

ويقول الرسول بطرس عن المؤمنين أيضاً إنهم: «كهنوت ملوكي» (1بط 9:2).

نعم «وهو يحمل الجلال»؛ ذلك لأنه قد أثبت جدارته وقدرته على أن يفعل ذلك. لقد احتمل فوق الصليب ثقل مطاليب مجد الله من جهة خطايا شعبه، ففي مكان الخطية ومن أجل الخطية احتمل كل ما كان ضرورياً لأجل مجد الله، لذلك أعلن الله رضاءه وسروره به، فأقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماوات ومَجَّده بالمجد الذي كان له عنده من قبل كَوْن العالم- ولسوف يُظهِره قريباً جداً في ذلك المجد عندما يُقيمه مَلكاً على جبل صهيون «أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي» (مز 2) حيث يتم القول: «يحمل الجلال» أي جلال الله ومجده على الأرض تماماً كما حمله في السماء؛ ويجلس ويتسلَّط على كرسيه أي كرسي داود أبيه يوم يملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية (لو 32:1،33). وعند ذلك تتم النبوة «وأجعل مفتاح بيت داود على كتفه، فيفتح وليس مَنْ يُغلق، ويُغلِق وليس مَنْ يفتح. وأُثَبِّته وتداً في موضع أمين، ويكون كرسيَّ مجدٍ لبيت أبيه. ويُعلِّقون عليه كل مجد بيت أبيه، الفروع والقضبان، كل آنية صغيرة من آنية الطسوس إلى آنية القناني جميعاً» (إش 22:22-24) وأيضاً «عظيم مجده بخلاصك، جلالاً وبهاءً تضع عليه» (مز 5:21) وأيضاً «ومباركٌ اسم مجده إلى الدهر، ولتمتلئ الأرض كلها من مجده. آمين ثم آمين» (مز 19:72).

وهنا شيئان تريدهما النبوة هما:

1-  أنه سوف يكون كاهناً على كرسيه كملكي صادق ملك البر وملك السلام الذي كان داود ظلاً له كملك البر وسليمان ظلاً له كملك السلام ويحتفظ المسيح بخدمة الكاهن العظيم لحساب شعبه «أقسم الرب ولن يندم: أنت كاهنٌ إلى الأبد على رتبة ملكي صادق» (مز 4:110).

2-   وتكون مشورة السلام بينهما، إنها مشورة أزلية بينه وبين يهوه أي بين يهوه والرجل الغُصْن.

وهذا المستقبل المُبَارَك هو الذي تنتظره كل الأرض وتئن لأجله كل الخليقة (رو 19:8-22) لأن هذا الكاهن الملكي هو «مُشتهى كل الأمم» (حج 7:2).

إذ انفتحت عين المُرنِّم بالنُبوة على ذلك المستقبل هتف قائلاً: «اهتفي للرب يا كل الأرض. اهتفوا ورنِّمُوا وغنوا .. اهتفوا قدام الملك الرب! .. الأنهار لتصفق بالأيادي. الجبال لترنم معاً أمام الرب» (مز 4:98،6،8).

«وتكون التيجان لحالم ولطوبيا وليدعيا ولحين بن صفنيا تذكاراً في هيكل الرب» (ع 14).

«حالم» اسم آخر لحلداي، و«حين» اسم آخر ليوشيا، فهم نفس الأشخاص وما أجمل ما نراه في عمل النعمة هذا -أن أولئك اليهود الأتقياء لم يرجعوا كما أشرنا مع إخوتهم من بابل ليتضامنوا في عملية بناء الهيكل، غير أنهم كانوا في شركة مع الذين أتوا من بابل وقاموا ببناء الهيكل، وتجلَّت عواطفهم وشركتهم مع إخوتهم في مجيئهم من بابل إلى أورشليم حاملين تقدماتهم للعمل، وقد رأى الرب ذلك جميعه وسجله وكانت عيناه عليهم لأن تَصرَّفهم هذا كان كريماً في عينيه، ومن هنا أوصى بأن تحفظ تلك التيجان تذكاراً لشركتهم في عمل إخوتهم بل في عمله، تبارك اسمه، في إقامة مسكنه في أورشليم.

وليس ذلك فحسب، بل إن هؤلاء الإسرائيليين الحقيقيين المخلصين أصبحوا في رحلتهم الطويلة من بابل صورة لأولئك الذين سيأتون في يوم مجد المسيّا ليبنوا بيت الرب.

وهكذا نجد أن أية خدمة يقوم بها أي واحد لها قيمة في نظر الله، ولا بد أن تُسجَّل له ويكافأ عليها يوم يقف أمام كرسي المسيح. ألم يقل الرب إن «كأس ماء بارد .. فالحق أقول لكم إنه لا يضيع أجره» (مت 42:10). وكما يقول الرسول بولس: «إذاً يا إخوتي الأحباء، كونوا راسخين، غير مُتزعزين، مُكْثِرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب» (1كو 58:15)، وأيضاً «لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم» (عب 10:6).

«والبعيدون يأتون ويبنون في هيكل الرب، فتعلمون أن رب الجنود أرسلني إليكم. ويكون، إذا سمعتم سمعاً صوت الرب إلهكم» (ع 15).

نرى هنا أنه لإعجاب الرب وسروره بهم اعتبرهم صورة لأولئك الذين سيأتون من بعيد في بداية مُلك المسيح ليساهموا في بناء بيت الرب «وبَنو الغريب يَبنُون أسواركِ، وملوكهم يخدمُونكِ. لأني بغضبي ضَرَبتُك، وبِرضْوَاني رحمتك. وتنفتح أبوابك دائماً. نهاراً وليلاً لا تُغْلَق ليُؤتَى إليك بغنى الأمم، وتُقَاد مُلوكهم .. مجد لبنان إليك يأتي. السرو والسنديان والشربين معاً لزينة مكان مَقدسي، وأُمجِّد موضع رجليَّ» (إش 10:60-13).

على هذه الصورة سيبني المسيح هيكل الرب (ع 12). وفي نعمته يسمح بأن يشاركه آخرون يعملون تحت إرشاده وتوجيهاته في هذا العمل المجيد- وهذا نفس المبدأ الذي نراه في تدبير النعمة الحاضر، فالرب يقول لبطرس: «وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي» (مت 18:16)، ويقول بولس: «نحن عاملون مع الله» أي عمّال زملاء تابعون لله وذلك فيما يتعلق ببناء كنيسته (1كو 3). ما أعظم النعمة! ويا له امتيازاً يجل عن التعبير أن نُصبح مرتبطين هكذا بالرب في تنفيذ مشروعاته!.

ÿ  «فتعلمون أن رب الجنود أرسلني إليكم». يَتَمَسَّك النبي زكريا بإتمام نبوته كدليل على إرساليته من قِبَل يهوه، ويُعْتَبَر النبي هنا رمزاً للمسيح كالنبي الموعود به (تث 5:18؛ يو 20:1،21 انظر أيضاً زك 8:2،9،11).

ÿ  «ويَكونُ، إذا سَمِعتُم سَمَعاً صوت الرب إلهِكُم». يُخْتَتَم الأصحاح بوضع البقية تحت مسئولية الطاعة. وبهذه الطريقة يربط الرب إتمام مواعيده بطاعتهم، وهكذا يربط الحاضر بالمستقبل لا شك في أن هبات الله ودعوته هي بلا ندامة، كذلك فسوف يُحقِّق أغراضه وينفذها، لكنه من الجهة الأخرى يُقدِّم البركة لشعبه مشروطة بالسلوك في طرقه وهذا ما نجده في سفر الأعمال: «فتُوبوا وارجعوا لتُمْحَى خطاياكم، لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب. ويُرْسِل يسوع المسيح المُبَشَّر به لكم من قَبْل. الذي ينبغي أن السماء تقبله، إلى أزمنة رد كل شيء، التي تكلَّم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر» (أع 19:3-21). فالرسول بطرس يتكلَّم هنا عن رجوع المسيح للأمة اليهودية مُقدَّماً على أساس توبتهم. فالله سيقودهم إلى التوبة وإطاعة الإيمان، وعلى ذلك ستأتي البركة بالنعمة مما يجعل نواميسه في قلوبهم «ويكونون لي شعباً وأنا أكون لهم إلهاً. وأُعطِيهم قلباً واحداً وطريقاً واحداً ليَخَافُوني كل الأيام، لخيرهم وخير أولادهم بعدهم. وأقطع لهم عهداً أبدياً أني لا أرجع عنهم لأُحْسِن إليهم، وأجعل مَخَافَتي في قلوبهم فلا يَحِيدون عني. وأفْرَح بهم لأُحْسِن إليهم، وأغرسهم في هذه الأرض بالأمانة بكل قلبي وبكل نفسي» (إر 38:32-41)، وأيضاً «بل هذا هو العهد الذي أقطعه مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام، يقول الرب: أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم، وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً. ولا يُعَلِّمُون بعد كل واحدٍ صاحبه، وكل واحدٍ أخاه، قائلين: اعرفوا الرب، لأنهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم، يقول الرب، لأني أصفح عن إثمهم، ولا أذكر خطيتهم بعد» (إر 33:31،34).

وفيما يتعلَّق بالمسيحي فلا شك في أن الطاعة هي سبيل كل بركة فقد امتلك المسيحي بركة الخلاص من لحظة رجوعه وإيمانه القلبي بابن الله الوحيد مبذولاً فوق الصليب، غير أن الطاعة هي المُمَيِّز لحياة المؤمن الحقيقي ولذلك يقول الرب مخاطباً ملاك كنيسة فيلادلفيا: «لأنك حفظت كلمة صبري، أنا أيضاً سأحفظك من ساعة التجربة ..» (رؤ 10:3).

وعلى الصورة ذاتها يُكفِّل الله النجاح والحماية للبقية الراجعة من بابل ويضمن التمتع بالبركة الحاضرة في بناء الهيكل، تماماً كما سيحدث في يوم قادم للبقية التي يمثلها هؤلاء الأتقياء يوم يسمح لها الرب أن ترى إتمام هذه النبوات المجيدة بشرط توبتهم ورجوعهم إلى الرب.


[*] الحُمْر هنا تستحضر أمامنا تساؤلاً: ففي الرؤيا الأولى في أصحاح 1 كان اللون الأحمر هو لون الإمبراطورية الثانية «مادي وفارس»، ولكن هنا هو لون إمبراطورية بابل. وللإجابة على ذلك نقول: إن بابل هي آلة قضاء مثل الفرس تماماً، وعلى ذلك تُرى «فارس» في الأصحاح الأول باللون الأحمر كمن حلّت محل بابل كآلة من آلات القضاء وسيكون مصيرها مصير بابل نفسها.

[†] انظر كتاب: سفر الرؤيا مفصلاً آية آية للأخ/ ناشد حنا، وأيضاً كتاب: سفر الرؤيا مفصلاً كلمة كلمة (للكاتب).

[‡] تعني هنا رئيس الكهنة.

[§] ليس من المحقق هنا أن كلمة تيجان هي بصيغة الجمع لا بصيغة المفرد، والفارق الوحيد هو أنه إذا كانت الصيغة الصحيحة هي المفرد فالتاج المقصود هو تاج المسيّا بصفة كونه ملكي صادق الحقيقي. أما إذا كانت صيغة الجمع فالإشارة تكون إلى مجده الأوسع كملك الملوك ورب الأرباب أي سيادته الشاملة على كل الأرض.

 

افتتاحية * مقدمة ضرورية *

*  السابع

*  السادس

*  الخامس

 *  الرابع

*  الثالث

 *  الثاني

*  الأول

*  الرابع عشر

*  الثالث عشر

*  الثاني عشر

*  الحادي عشر

*  العاشر

*  التاسع

*  الثامن

 آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة Baytallah.com

 

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.