لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

يســــــــ يهوه ـــــــــوع

العهد القديم

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».

الباب الثالث

الثالوث الأقدس إلهنا الواحد من الأزل وإلى الأبد

الفصل السادس عشر

زكريا 8:2-13، 1:3و2، 8:4و9

الأقانيم كالله الواحد في القضاء

أيضاً في التوراة يقول النبي زكريا « لأنه هكذا قال رب (يهوه) الجنود: بعد المجد أرسلني إلى الأمم الذين سلبوكم، لأنه من يمسكم يمس حدقة عينه. لأني هأنذا أحرك يدي عليهم فيكونون سلباً لعبيدهم. فتعلمون أن رب (يهوه) الجنود قد أرسلني » (زكريا 8:2و9). وهنا نرى اثنين المرسَل والمرسِل. والمرسَل اسمه « رب (يهوه) الجنود » وقال عن الذي أرسله أنه « رب (يهوه) الجنود ».ويقول يوحنا في الإنجيل « الله أرسل ابنه الوحيد إلى العالم » (يوحنا الأولى 9:4). إذن، فالرب (يهوه) المرسِل هو الآب والرب (يهوه) المرسَل هو الابن. ولكن لماذا لا يكون المتكلم المرسَل هو النبي زكريا ذاته؟ الجواب:

أولاً – لأن المتكلم يقول عن نفسه « هكذا قال رب (يهوه) الجنود » (زكريا 8:2) وزكريا النبي ليس هو رب الجنود. حاشا!

ثانياً – لأنه يقول « بعد المجد أرسلني » (زكريا 8:2) وزكريا النبي لم يصل إلى المجد بجسده قبل إرساليته، أمّا الرب يسوع فبعد آلامه على الصليب قام ودخل إلى المجد بجسده كما قال « أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟ » (لوقا 25:24و26). ومن هناك سيُرسل في مجيئه الثاني.

ثالثاً – لأنه يقول « أرسلني إلى الأمم الذين سلبوكم » (زكريا 8:2). وزكريا النبي أُرسِل إلى إسرائيل ولم يُرسَل إلى الأمم الذين سلبوهم. أمّا الرب يسوع فيرسل للقضاء على هؤلاء الأمم من أجل سلبهم السابق واللاحق لشعبه القديم كقوله « أحرك يدي عليهم ».

وإن قيل أن المتكلم في زكريا 8:2و9 ليس هو الرب بل الملاك الذي كان يخاطب زكريا. قلنا. نعم، هو فعلاً الملاك الذي خاطب زكريا. ولكن مَن هو هذا الملاك؟ لقد سُمي « رجل راكب على فرس أحمر وهو واقف بين الآس » (زكريا 8:1) و« الرجل الواقف بين الآس » (ع 11) و« الملاك الذي كلمني » (ع 9و13و14و19، 3:2، 1:4و4، 5:5و10، 4:6) و« الملاك » (ص 3:3، 5:6) و« ملاك الرب » (ص 11:1و12، 1:3و5و6) ولا يخفى أن ملاك الرب هو في التوراة ذات الرب ظاهراً لشعبه في صورة ملاك أو صورة رجل. ولكن ألا نجد في نبوة زكريا نفسها ما يؤيد أن « ملاك الرب » الذي كان يكلم النبي هو « الرب » نفسه وإنه « الابن الوحيد »؟ نعم نجد.

أولاً – إن هذا الملاك يتكلم باعتباره أنه « الرب » ذاته. وهذا واضح من القول وأراني يهوشع الكاهن العظيم قائماً قدام ملاك الرب (يهوه)، والشيطان قائم عن يمينه ليقاومه. فقال الرب (يهوه) للشيطان: « لينتهرك الرب (يهوه) يا شيطان! لينتهرك الرب (يهوه) الذي اختار أورشليم! » (زكريا 1:3و2) فملاك الرب تسمى هنا الرب وهو الذي يقول للشيطان « لينتهرك الرب ». وهنا نرى أقنومين، كل منهما باسم الرب (يهوه). والمذكور أولاً هو ملاك الرب أو الابن ومن ثم فالمذكور ثانياً هو الآب. ومما يجدر بالذكر هنا أنه وإن كان الملاك ميخائيل قد استُخدم لانتهار الشيطان في مخاصمته إياه محاجاً عن جسد موسى، نفس العبارة التي استخدمها الابن هنا في انتهاره للشيطان (يهوذا 9) إلا أنه لا ينتج من ذلك أبداً أن ميخائيل هو الابن، حاشا! والدليل على ذلك قاطع مانع وهو أنه في كل مرة يُذكر بها « ملاك الرب »، الذي هو الابن، لا يُذكر بالمرة أن اسمه الملاك ميخائيل بل بالعكس في كل المناسبات يُذكر أنه « الرب (يهوه) ». وفي كل مرة يُذكر فيها الملاك ميخائيل لا يُذكر بالمرة أن اسمه الرب (يهوه) حاشا وألف حاشا!.

ثانياً – قول زكريا « وكانت إليَّ كلمة الرب (يهوه) » أي الابن « قائلاً: إن يدي زربابل قد أسستا هذا البيت، فيداه تتممانه، فتعلم أن رب (يهوه) الجنود » أي الآب « أرسلني إليكم » (زكريا 8:4و9) وواضح أيضاً أن المرسَل هنا ليس هو النبي زكريا لأن المتكلم وهو الرب المرسَل يقول للنبي « فتعلم » أيها النبي أن « رب (يهوه) الجنود أرسلني إليكم »

إذن فالرب يسوع لا غيره، لا ملاك ولا إنسان، هو الذي قال « هكذا قال رب (يهوه) الجنود: بعد المجد أرسلني إلى الأمم الذين سلبوكم، لأنه من يمسكم يمس حدقة عينه. لأني هأنذا أحرك يدي عليهم فيكونون سلباً لعبيدهم. فتعلمون أن رب (يهوه) الجنود قد أرسلني » (زكريا 8:2و9).

فرب الجنود المرسَل من المجد السماوي للانتقام من أعداء شعبه الأرضي هو الابن ملك إسرائيل، ورب الجنود الذي سيرسله هو الآب لأن الابن قد جلس عن يمينه منتظراً حتى توضع أعداؤه موطئاً لقدميه. (عبرانيين 12:10و13) وبعد فترة الانتظار هذه في دوائر المجد الأسنى في الأعالي سيرسله الآب ثانية من هناك إلى الأرض ليدين الأمم ويملك عليهم. ولذلك يقول رسوله بطرس لبني إسرائيل « فتوبوا وارجعوا لتُمحى خطاياكم، لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب » يقصد الآب « ويُرسِل يسوع المسيح المُبشَّر به لكم قبل. الذي ينبغي أن السماء تقبله، إلى أزمنة رد كل شيء، التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر » (أعمال 19:3-21)

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

المقدمة ، افتتاحية هامة، الباب الأول، الباب الثاني، الباب الثالث، 3-2 ، 3-3 ، 3-4 ، 3-5 ، 3-6 ، 3-7 ، 3-8 ، 3-9 ، 3-10، 3-11 ، 3-12 ، 3-13 ، 3-14 ، 3-15 ، 3-16 ، 3-17 ، 3-18، الباب الرابع ، الباب الخامس ، الخاتمة.

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.