كتاب ... وقرار بقلم جوش ماكدويل

 

تـمـــــــــــهيد
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس

 

الفصل الثاني 

كيف كُتب الكتاب المقدس؟ 

               1 المواد المستعملة في كتابة الكتاب المقدّس 

               2 - أشكال الكتب القديمة 

               3 - أنواع الكتابة 

               4 - أقسام الكتاب المقدس 

        يتساءل الكثيرون عن خلفية الكتاب المقدس وأقسامه والمواد التي استُعملت في إنتاجه. ونقدّم للقارئ هنا بعض المعلومات التي تساعد على فهم ذلك، ليزيد تقديره لكلمة اللّه.

أولاً - المواد المستعملة في كتابة الكتاب المقدس :

1 - مواد الكتابة :

        (أ) ورق البردي - لـم نستطع الحصول على كل المخطوطات القديمة من الكتاب المقدس، لأنها كانت مكتوبة على مواد تَبلى، معظمها من ورق البردي المصنوع من نباتات البردي التي كانت تنمو في المياه المصرية الضحلة. وكانت السفن الكبيرة المحملة بالبردي تصل إلى ميناء بيبلوس الفينيقي، ومنها جاءت الكلمة اليونانية "بيبلوس" بمعنى "كتب" كما أن الكلمة الإنكليزية “paper” التي تعني "ورق" تجيء من الكلمة اليونانية التي تعني "البردي".

        أما طريقة صنع ورق البردي فكانت بقَطْع شرائح طويلة رفيعة من نبات البردي، ودقّها ثم لصق طبقتين منها على بعضهما، طبقة بالطول والأخرى مستعرضة عليها، وتوضع في الشمس لتجف، ثم ينعّمون سطحها بحجر أو بغير ذلك من المواد. وكان ورق البردي من سماكات مختلفة، بعضها رقيق جداً. وترجع أقدم أنواع ورق البردي الموجودة الآن إلى سنة 2400 ق.م. ولا يمكن لمخطوطات الكتاب المقدس المصنوعة من ورق البردي أن تعمّر طويلاً، إلا إذا كانت محفوظة في أماكن جافة، كصحاري مصر، أو كهوف وادي قمران حيث اكتُشفت مخطوطات البحر الميت. وقد استمر ورق البردي في الاستعمال حتى القرن الثالث بعد الميلاد.

        (ب) الرقوق - وهي من جلود الماعز والأغنام والغزلان والحيوانات الأخرى، بعد نزع الشعر عنها ومسحها لتصير صالحة للكتابة عليها. ويشتق اسم "الرقوق" في اللاتينية من مدينة "برغامس" في آسيا الصغرى، التي اشتهرت بعمل الرقوق.

        (ج) الرق - وهو اسم جلد العجل الذي كانوا يصبغونه باللون الأرجواني ويُكتب عليه باللون الفضي أو الذهبي. وتوجد اليوم مخطوطات قديمة منه ترجع إلى عام 1500 ق.م.

        (د) وهناك مواد أخرى للكتابة مثل الفخار الذي كثر وجوده في مصر وفلسطين. وقد تُرجمت الكلمة في الكتاب المقدس "شقفة" (أيوب 8:2). كما كانوا يكتبون على الأحجار بقلم من حديد. كما كانوا يكتبون على اللوحات الطينية بأدوات حادة، ثم يجفّفونها لتظل سجلاً باقياً (إرميا 13:17 وحزقيال 1:4). وكانت هذه أرخص وسيلة، وأبقاها على الزمن. كما كانوا يكتبون بقلم معدني على ألواح خشبية مغطاة بالشمع.

2 - أدوات الكتابة

        (أ) قلم من حديد للحفر على الحجر.

        (ب) قلم معدني مثلث الجوانب مسطح الرأس للكتابة على لوحات الطين أو الشمع.

        (ج) القلم المصنوع من الغاب وطوله من ست إلى ست عشرة بوصة، له سنّ كالإزميل. وقد استعمله أهل ما بين النهرين. أما اليونانيون فقد استخدموا الريشة في القرن الثالث ق.م. (إرميا 8:8).

        (د) الحبر وكان يُصنع من الفحم والصمغ والماء.عودة إلى أعلى الصفحة

ثانياً - أشكال الكتب القديمة :

        (أ) الدَّرج الذي يصنعونه من لصق صفحات من ورق البردي ببعضها ثم يطوونها على خشبة أو عصا. وكانوا يكتبون على جانب واحد من الورق. وكانوا أحيانا يكتبون على جانبي الورق (رؤيا 1:5). وكانت الأطوال تختلف. فقد وُجد دَرْج طوله 144 قدماً. ولكن متوسط الطول كان من 20-35   قدماً. وقد قال كاليماخوس أمين مكتبة الإسكندرية "إن الكتاب الكبير مجلبة للتعب".

        (ب) الكتاب - لتسهيل القراءة كانوا يضعون أوراق البردي على بعضها ويكتبون عليها من الجهتين. وقد قال جرينلي إن المسيحية كانت الدافع الأساسي لتطوير شكل الكتاب إلى الشكل الذي نراه اليوم. وقد ظل المؤلفون يكتبون على "الدرج" حتى القرن الثالث الميلادي.عودة إلى أعلى الصفحة

ثالثاً - أنواع الكتابة :

        (أ) الكتابة المنفصلة وفيها تُكتب الحروف الكبيرة منفصلة عن بعضها. ومخطوطتا الكتاب المقدس المعروفتان بالفاتيكانية والسينائية، من هذا النوع.

        (ب) الكتابة المشَبَّكة التي تكتب فيها الحروف الصغيرة مترابطة. وقد بدأ استعمال الحروف المشَبَّكة في القرن التاسع الميلادي.

        وقد كُتبت المخطوطات العبرية واليونانية بدون فواصل بين الكلمات، كما أن التشكيل في العبرية بدأ في القرن التاسع الميلادي. ولـم يخلق هذا صعوبة بالنسبة للكتابة اليونانية، لأنها تنتهي عادة بحروف خاصة معروفة "بالدِفْثُنْج". كما أن الناس كانوا معتادين على قراءة هذا النوع من الكتابة، وكانوا يقرأونه عادة بصوت عال حتى لو كانوا منفردين !عودة إلى أعلى الصفحة

رابعاً - أقسام الكتاب المقدس :

        (أ) الأسفار - (أنظر الفصل الثالث).

        (ب) الأصحاحات - جرى أول تقسيم للأسفار الخمسة الأولى عام 586 ق.م.، إذ قُسِّمت إلى 154 جزءا لتسهيل قراءتها مرة كل ثلاثة سنوات. وبعد ذلك بخمسين سنة قُسمت إلى 54 قسما، كل قسم منها قُسم إلى 669 جزءاً لتسهيل الرجوع إلى الآيات. أما اليونانيون فقد قسّموا الكتاب المقدس إلى أجزاء عام 250م. وكانت أول محاولة لتقسيم الأسفار إلى أصحاحات عام 350م. على هامش النسخة الفاتيكانية ولـم تتغير هذه الأقسام حتى القرن الثالث عشر، عندما قسَّم الأسفار إلى أصحاحاتها المعروفة حاليا ستيفن لانجتن الأستاذ بجامعة باريس الذي أصبح فيما بعد رئيس أساقفة كنتربري.

        (ج) الأعداد - أول تقسيم مقبول في العالـم كله حدث عام 900م. تقريباً. وكانت الترجمة اللاتينية المعروفة بالفولجاتا أول مخطوطة يتم فيها التقسيم إلى أصحاحات وإلى أعداد في العهدين القديم والجديد.

الفصل التالي

عودة إلى أعلى الصفحة

الفصل السابق