الجمعة 23 مايو - أيار - 2003

كلمة الله والمناقشات العقلية


ثبِّت خطواتي في كلمتك ولا يتسلط عليّ إثم (مز119: 133)

يجب أن يرسخ في القلب أن أقدس واجب مفروض على كل إنسان وبالأخص المؤمن هو واجب الطاعة التامة بغير قيد أو شرط للكلمة ولسلطانها. وسواء فهمنا الحكمة من بعض العبارات أو لم نفهم، وسواء كان الغرض أمامنا واضحاً أو مكتوماً، علينا أن نطيع من كل القلب بغير فحص أو مناقشة. يكفينا أن الله تكلم وأعلن فكره، ولا حاجة لنا بعد ذلك للبحث أو التساؤل ( لماذا لا يكون كذا؟ ) لا محل لهذا التساؤل على الإطلاق.

يقول المعترض: لماذا لا نستعمل عقولنا؟ و لماذا لا نناقش كلمة الله؟ وقد ينخدع البعض من أسئلة كهذه. لكننا نجاوب بالقول: لأن عقولنا ليست كما كانت وقت أن خلقها الله في الإنسان الأول؛ لقد دخلت الخطية إلى العالم فسقط الإنسان بسببها وتلف عقله وفسد تمييزه، ووضعت الخطية طابع السقوط والفساد على كل كيانه الأدبي، والإنسان كله نفساً (شهواته وغرائزه) وروحاً (عقله وتفكيره وإدراكه) وجسداً (أعضاؤه المادية التي تُستخدم في تنفيذ إرادته) قد انحط انحطاطاً كُلياً.

ولماذا فسد الإنسان كله؟ إن السبب في كل هذا الخراب هو عدم الطاعة لكلمة الله وعدم احترام وصيته. هذا الإهمال للكلمة وعدم احتمال سلطانها، فتح الطريق لفساد الذهن والإرادة والعواطف بالخطية. ولو أن الذهن (العقل) ظل سليماً لبرهن على التو على سلامته بخضوعه لكلمة الله وإعزازها. لكن واقع الأمر هو أن ذهن الإنسان أصبح أعمى وقلبه فاسداً، وفي أعماق داخله التواء بحيث لا يمكن التعويل عليه ولو إلى لحظة واحدة في أمور الله.

إن كلمة الله فوق مستوى عقولنا، وأبعد من أن ندركها بالذهن الطبيعي الساقط، لأنه كما يسمو الله فوق الطبيعة، وكما تعلو السماء عن الأرض، هكذا تسمو وتعلو كلمة الله فوق مستوى عقولنا. ولو كان الكتاب المقدس مجرد كلام بشري ومجرد فكر إنساني، لكان يحق للعقل البشري أن يقلب الآراء فيه ويستنتج ما شاء. أما والكتاب المقدس هو كلمة الله، فيجب أن نؤمن ونصدِّق أنه المقياس الكامل، وعليه يجب أن نقيس أقوال الناس، ولا ينبغي أبداً أن نضع كلام الله تحت الفحص بالعقول البشرية المُظلمة، وإلا فلا حدود لضلال العقل البشري في متاهات الإلحاد والكُفر.


 

ماكنتوش

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS