الاثنين 21 إبريل - نيسان - 2003

الشغل بهدوء


هؤلاء نوصيهم ونعظهم بربنا يسوع المسيح أن يشتغلوا بهدوء (2تس3: 12)

إن الإنهماك في المصالح الزمنية عامل في جفاف الحياة الروحية وتحول القلب عن الرب وعما يمجده، وبالتبعية يعرِّض المؤمن للسقوط في كثير من الخطايا.

ويا للأسف فكثير من المؤمنين في الوقت الحاضر قد جعلوا من أشغالهم صنماً لهم يهبون وقتهم وراحتهم وصحتهم وكل قواهم لخدمته، وكأن لا فكر لهم في أي شيء آخر! ولا شك أن الرب لا يسمح لمثل هؤلاء الذين أهملوا شركتهم به وعملهم لأجل أن يحصلوا على شيء يُذكر من وراء ما انصرفت إليه قلوبهم.

أظهر شاب مرة لأحد العلماء استغرابه من أن الحصول على الثروة يكون في أغلب الأحيان مصحوباً بالقلق والتعاسة، وأشار إلى حالة تاجر غني لم يكن يشعر بالسعادة حتى كأحد موظفيه الصغار. فأخذ العالِم تفاحة من سلة بجواره وأعطاها لطفل كان بالغرفة معهما، الذي بالجهد استطاع أن يقبض عليها بيده الصغيرة. بعد ذلك أعطاه تفاحة أخرى ملأت يده الثانية، ثم انتقى العالِم تفاحة ثالثة أكبر من سابقتها وجميلة المنظر وقدمها للطفل. ولما حاول هذا أن يمسك الثلاث تفاحات بيديه لم يستطع فسقطت منه التفاحة الثالثة على الأرض، عندئذ حزن الطفل وأطلق صوته بالبكاء.

بعد ذلك التفت العالِم إلى الشاب وقال « انظر، هذا ما يحصل عندما يحاول الإنسان أن يمتلك أكثر مما يكفيه ».

يشتهي الإنسان أن يصير غنياً في الزمان، ولو على حساب التساهل في مسئوليته أمام الله من حيث العبادة أو العيشة، ولكن هيهات أن يجد راحة لقلبه حتى ولو وصل إلى ما تصبو إليه نفسه « تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر » (مز16: 4) وأيضاً « القليل مع مخافة الرب خير من كنز عظيم مع هم » (أم15: 16).

أيها القارئ العزيز، اطلب الغِنى الحقيقي، كن غنياً لله. قد تكون حقولك مُثمرة ولكن قلبك في قحط، قد تكون تجارتك ناجحة ولكن نفسك مُفلسة، قد يكون بين يديك الكثير ولكنك تكون في حياتك الروحية فقيراً، غير متمتع بشيء مما لك من بركات كثيرة في المسيح. إن كنت تشعر بفراغ في قلبك فاملأه بعيشة الشركة مع السيد الذي قال « عندي الغنى والكرامة » (أم8: 18).


 

كاتب غير معروف

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS