الثلاثاء 4 مارس - آذار - 2003

شجرة في مارة!!


فجاءوا إلى مارة. ولم يقدروا أن يشربوا ماء من مارة لأنه مُر ... فأراه الرب شجرة فطرحها في الماء فصار الماء عذبا (خر15: 23-25)

سار شعب الرب ثلاثة أيام في البرية ولم يجدوا ماءً؛ فهذه هي طبيعة البرية. لا يوجد في هذا العالم ما ينعش نفس المؤمن. مسرات الخطية وجاذبيات الأرض لم تَعُد تُشبعه (مز63: 1).

وبعد مسيرة الثلاثة أيام في الرمال الساخنة وجدوا ماءً، لكنه كان مراً. وكم يحدث هذا في الاختبار العملي. إننا نتطلع إلى أشياء نظن فيها السعادة، لكننا نُصاب بالإحباط إذ نجدها مُرّة.

لم يستمر الفرح والترنم طويلاً بعد الخلاص العظيم، فقد اصطدموا سريعاً بمارة في البرية. ونحن كذلك لا نعبر ثلاثة أيام مبتهجين حتى تصادفنا مارة التي تُبكينا. ولا شك أن شعب الرب بعد أن رأوا فعله العظيم معهم وكيف خلصهم بذراع قوية، كانوا يتوقعون شيئاً مختلفاً تماماً في معاملاته معهم. لقد كانوا يتوقعون طريقاً سهلاً وناعماً، ولا يتوقعون المتاعب التي تنتظرهم والمنغصات التي تصادفهم. ونحن كذلك بعد أن تمتعنا بالخلاص وغفران الخطايا والسلام مع الله، فإننا نتوقع طريقاً خالياً من الأشواك في هذا العالم، ولكننا نُحبط إذ نجد العكس: أن الطريق شائك، وأن البرية مليئة بالأحزان والحرمان.

لقد تحوّل التسبيح عند البحر الأحمر إلى تذمر عند مارة. واعتبروا أن موسى قد أتى بهم إلى هذه المتاعب وتجاهلوا أنهم جاءوا إلى هذا المكان وهم يسيرون خلف عمود السحاب. إن التذمر على الظروف هو في الحقيقة تذمر على الرب الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته.

وصرخ موسى إلى الرب. وهذا ما كان يجب أن يفعله الشعب. إن كل مارة تصادفنا يجب أن تقودنا إلى الرب، ليس فقط في صلاة، بل في صراخ وارتماء عليه وتمسك به.

« فأراه الرب شجرة فطرحها في الماء فصار الماء عذبا ». الشجرة رمز لشخص المسيح وعمله (مز1: 3؛ نش2: 3؛ رؤ2: 7). إن شخص المسيح يزيل مرارة مارة. كذلك صليب المسيح (1بط2: 24) هو العلاج الشافي عندما نتألم نتيجة تبعيتنا للمسيح. وعندما نقبل حكم الموت ونسلِّم ونخضع لإرادته سنختبر أن هذه الإرادة صالحة ومرضية وكاملة، وتزول المرارة.


 

محب نصيف

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS