الاثنين 17 مارس - آذار - 2003

جعلت الرب أمامي


جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع (مز16: 8)

كل مؤمن يستطيع الآن أن يعيش وأمام قلبه المثال الكامل الرب يسوع المسيح، ويستطيع أن يقول « جعلت الرب أمامي في كل حين ».

وينبغي، أول كل شيء، أن يكون الرب أمام قلوبنا في محبته الفادية. كنا هالكين وقد جاء إلينا ليفدينا « الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ». هذه هي الترنيمة التعبدية لجميع الذين اغتسلوا بالدم الكريم. وجميع الذين يعرفون الثمن الذي دُفع للفداء، يذكرون كل يوم أن المسيح أحبنا وأنه « حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة » (1بط2: 24). إننا نحتاج أن نتزود بنظرة جديدة إلى تلك المحبة العظيمة ليزداد تقديرنا لشخصه العزيز. أما تذوب قلوبنا فينا إن كنا حقاً نذكر أنه اشترانا بدمه؟!

وينبغي أيضاً أن يكون الرب المبارك أمامنا في تواضعه على الأرض، هو « وديع ومتواضع القلب ». وكم تتبارك نفوسنا إذا نحن تعلمنا منه دائماً، أليست دعوتنا هي أن نسلك كما سلك ذاك؟ هل نمر في حزن أو ضيق؟ لقد سلك هو في الحزن والضيق قبلنا، وكان كاملاً في خضوعه وفي صبره. هل يسيء الناس فهمنا ويسيئون الحكم علينا؟ هذا كان نصيبه من جيل معوّج وملتوِ. هل نحن في عوز أو احتياج؟ هو يعرف كل شيء عن ذلك، وينفعنا كثيراً إن كنا نضع حياته على الأرض مادة للتأمل أمام قلوبنا، لأننا ننال بذلك قوة ونجد عوناً. وبقوة الروح القدس نُظهر للناس صورته الجميلة.

نجعله أيضاً أمامنا كالمُكلل بالمجد والكرامة على عرش أبيه. لقد جلس هناك لأجلنا. إن محبته لم تتغير وقوته تعضدنا. إنه هناك لأجلنا ونحن منقوشون على صدره. إنه يعرفنا بعلمه الواسع ويعرف ظروفنا وهو الكفيل بها. لنكلمه عن أعوازنا وننتظره وحده، ونتقبل من يده المُحسنة كل ما يقدمه لنا. هذه هي الحياة التي دُعينا لأن نحياها كمفدييه.

ثم ينبغي أن نجعله كمن سيأتي إلينا. في كل مساء ننتظر قدومه إلينا قبل شروق شمس الصباح. وفي كل صباح نتوقع مجيئه قبل أن يميل النهار. لا بد أن يأتي سريعاً وسنلاقيه وجهاً لوجه، ونشاركه مجده ونُشابه صورته ويدوم حالنا هكذا إلى أبد الآبدين.


 

لمؤلف مجهول

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS