الثلاثاء 25 فبراير - شباط - 2003

القيامة وما بعدها


تعرفني سبيل الحياة. أمامك شبع سرور. في يمينك نعم إلى الأبد (مز16: 11)

إننا نتمتع، ونحن هنا على الأرض، بوجود الرب معنا، ولكن هناك في السماء سنكون نحن كل حين مع الرب. وإن كان وجوده معنا أزال من وادي ظل الموت المرارة، وأعطى لوادي البكاء حلاوة، لكنه ما زال هو وادي ظل الموت (مز23: 4). ووادي البكاء (مز84: 6). قد نفرح أحياناً، ولكن سرعان ما يأتي ما يسبّب الأحزان. فليس العالم الذي نعيش فيه هو مناخ الحياة الأبدية. صحيح إن الحياة فينا، ولكننا لسنا بعد فيها. وعندما نصل إلى جو الحياة الأبدية بالقيامة، حينئذ نستطيع أن نقول: « تعرفني سبيل الحياة ».

وفي مزمور16: 11 نجد وصفاً لِما سنكون عليه في السماء: ونجد فيها بركات خماسية كالآتي:

(1) المكان: أمامك. ما أروع السماء! إن جمال السماء هو أننا سنكون أمامه، وسنكون كل حين مع الرب (1تس4: 17).

(2) الكمية: شبع. وفي هذا قال المرنم:

هناك يا سياحُ فيها تمتعوا وتلذذوا بالرب حتى تشبعوا
طوبى لكم أفراحكم لا تُنزع وقلوبكم للدهرِ لا تتزعزع

(3) النوعية: السرور والنِّعم. سرور غير مخلوط بأي نوع من الحزن. نحن هنا على الأرض قد يشوب أفراحنا بعض الأسى، أما في السماء فهي أفراح صِرف بلا أية مكدرات.

(4) الكرامة: في يمينك. قارن مزمور110: 1. وهل توجد كرامة، أو يوجد عِز أعظم من جلوس عروس عن يمين عريسها، الملك الذي يحبها وتحبه؟!

(5) المدة: إلى الأبد. قد نفرح هنا على الأرض في مناسبات يجمعنا فيها الرب معاً. ولكن يأتي وقت ونفترق. أما في السماء فسيتم اللقاء الذي لا يعقبه فراق. إننا هنا تدخلنا قطرات من الفرح، أما هناك فسوف ندخل نحن في ملء الفرح، ونُغمر فيه بالتمام.

ونحن يمكننا أن نختبر ذلك جزئياً عندما يكون لسان حالنا « جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع » (مز16: 8). فالمؤمن الذي يحظى بجلسة في محضر الرب، يخرج من تلك الحضرة ورائحة السماء تفيح منه، يفتح فمه فتخرج منه كنوز روحية، نظراته ونغمات صوته تدل على أنه كان يشرب من نهر الحياة، ويتغذى على خبز الله.


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS