الأربعاء 26 نوفمبر - تشرين الثاني - 2003

حتمية الولادة ثانية


لا تتعجب أني قلت لك ينبغي أن تولدوا من فوق (يو3: 7)

نعم، ليس هناك مجال للتعجب، بل إنه أمر حتمي: « ينبغي » أن يولد الإنسان من فوق، وأن يأخذ طبيعة أخرى من الله، فالإنسان مولود بطبيعة فاسدة ساقطة. ومع أنه لا يعمل الخطية قسراً، بل يلتذ بها، فإنه لا يقدر أن يمتنع عنها. الإنسان لا يقدر أن يترك الخطية إذا أراد، ولو أنه لا يريد، كما قال المسيح « الحق الحق أقول لكم إن كل مَنْ يفعل الخطية هو عبد للخطية » (يو8: 34).

لقد أثّرت الخطية في الكيان البشري كله وفي إمكانياته وذهنه وإرادته، فلم تَعُد مسألة الولادة من فوق اختيارية أو تكميلية، لكنها مسألة ابتدائية جوهرية وحتمية. فكما أن الحجر لو تُرك لنفسه لا يقدر سوى أن يَهوي، ولكن لكي يرتفع إلى فوق لا بد له من قوة من خارجه ترفعه، هكذا الطبيعة البشرية تجنح تلقائياً إلى الخطية والشر. إن ناموس الجاذبية في مسألة سقوط الحجر يُشبه إلى حد كبير ناموس الخطية والموت في الكيان البشري الشرير (رو7: 23؛ 8: 2).

يقول الرب عن الإنسان في إرميا13: 23 « هل يغير الكوشي جلده؟ أو النمر رقطه؟ فأنتم أيضاً تقدرون أن تصنعوا خيراً أيها المتعلمون (المعتادون) الشر » وقال المسيح « لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثماراً ردية، ولا شجرة ردية أن تصنع أثماراً جيدة » (مت7: 18). لاحظ تكرار فكرة عدم القدرة سواء في كلام الرب يسوع أو كلام الوحي بفم إرميا النبي.

صحيح أن هناك تعبيرات وردت في العهد القديم مثل « إن شئتم وسمعتم » (إش1: 19 قارن تث30: 19)، لكن نحن نعلم أن الناموس أُعطى ليبرهن فشل الإنسان وعجزه. فهو ليس وسيلة الخلاص، بل وسيلة معرفة المشكلة « بالناموس معرفة الخطية » (رو3: 20). ولو وُجد شخص واحد فقط خلص بالناموس، كان يمكن القول إن ثمة أملاً في الإنسان. لكن بعد ألف وخمسمائة عام استد كل فم، وأصبح كل العالم تحت قصاص من الله (رو3: 19). ومع أن الله في تثنية30 أوضح سهولة الطاعة (قارن ع11-14)، فعلى رغم السهولة لم ينجح أحد. أليس هذا دليلاً على عجز الإنسان الكُلي وحاجته المُطلقة إلى نعمة الله التي ظهرت في إتيان المسيح إلى العالم وموته على الصليب.

تعال إذاً كما أنت إلى المسيح، ليَهَبك خلاصه العجيب بالمجان.


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS