الاثنين 27 أكتوبر - تشرين الأول - 2003

الخضوع والعصيان


فاخضعوا لله. قاوموا إبليس فيهرب منكم (يع4: 7)

يوجد عاملان قويان للنُصرة على هجمات الشيطان، وهما الخضوع لله ومقاومة إبليس بالإيمان.

إنك لا تستطيع أن تنتصر على إبليس إذا لم تكن عندك رغبة في إخضاع إرادتك لله، إذ كيف يمكن أن يهب الله قوة لشخص إرادته غير خاضعة له؟ لهذا فالمسألة الأولى في موضوع جهادك مع عدو نفسك هي إخضاع إرادتك لله. ابسط هذا الأمر الخطير، وهو عصيان قلبك، قدام الله، واثقاً أنك لا تستطيع التقدم على الإطلاق حتى تفعل هذا. وليس في إرادة الله شيء يضيرنا الخضوع له. إن الله لم يشفق على ابنه الوحيد بل بذله لأجلك ليموت على صليب العار واللعنة ليخلصك من الجحيم وليعطيك مكاناً أمامه كابن محبوب، وليجعلك تشاركه في فرحه ومجده إلى الأبد. أَبَعد هذا يمكن أن يطلب منك شيئاً ليست فيه فائدتك العُظمى؟ كلا بكل يقين. إذاً لِمَ تعصاه؟ إنه من الأهمية بمكان أن تعلم أن سعادتك الحقيقية متوافقة مع الشخص الوحيد في الكون الذي يستطيع أن يملأ القلب بالراحة والسعادة، وبالسلام والقوة.

ونقطة أخرى هي مقاومة إبليس « قاوموا إبليس فيهرب منكم » إن إبليس لا يمكن أن يعطيك سلام القلب، وهو لا يستطيع ذلك مهما ظهر الطعم الذي يقدمه لك جميلاً جذاباً ، إنه فخ وإذا بدأت تلعب به وتتساهل معه، فما النتيجة إلا الضرر والبؤس.

قد تقول: « ولكن كيف أستطيع مقاومة إبليس؟ إن قوته تفوق قوتي بكثير ». هذا صحيح، ولكن اذكر أن المسيح قد هزمه، وليس عليك أن تقاومه بقوتك الذاتية بل بقوة كلمة الله، الكلمة التي لها قوته غير المحدودة. فعندما تستعمل كلمة الله، واثقاً أن الله بقوته العظيمة خلف هذه الكلمة، فلا بد وأن الشيطان يهرب، إذ لا يستطيع البتة أن يقاوم هذه القوة.

أيها القارئ العزيز، إذا أردت السعادة والسلام والنصرة في حياتك فلا تناقش إبليس، بل اعتمد كُلية على كلمة الله، واعتبرها نهائية، واخضع فكرك وكل كيانك لها، وآمن بسلطانها الإلهي فيهرب منك إبليس. إنه لا يستطيع البتة أن يمسك بتلابيب شخص يواجهه بكلمة الله، واثقاً بصحتها، ومعتمداً عليها، وخاضعاً لها.


 

ماكنتوش

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS