الاثنين 5 أغسطس - آب - 2002

السلوك في النور


ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية (1يو1: 7)

لقد كان معروفاً في العهد القديم أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة؛ أي أنه قدوس ويبغض الشر جداً، إلا أن العهد الجديد كشف لنا شيئاً جديداً وهو أن الله ليس فقط نور لكنه أيضاً قد صار الآن في النور (1يو1: 5ـ7). فالله في العهد القديم كان يسكن في الضباب وخلف حجاب، ولذلك لم يكن معروفاً إلا من خلال رموز وظلال، لم يكن ممكناً لها بالطبع أن تكشف كل ما فيه، لكن بتجسد المسيح تم المكتوب « الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر » أي كشف لعيني الإنسان كل ما هو الله.

وبخروج الله من وراء الحجاب ليكون في النور، لم تقف النتيجة عند حدود كشف مَنْ هو الله فقط، فالإنسان في هذا النور قد صار هو أيضاً مكشوفاً حتى النخاع، بل في الحقيقة لقد صار كل شيء في النور، فالعالم والشيطان والجسد والناموس والدِين وكل شيء أصبح الآن في النور، وهذا ليس بغريب. فالمسيح المتجسد هو الحق، وقد جاء لكي يشهد للحق، وبعد ارتفاعه أرسل الروح القدس روح الحق الذي أرشد الرسل وكتبة الوحي إلى جميع الحق، وقد ساقهم الروح القدس ليكتبوا كل الحق مكتملاً ليكون عندنا كتاب الحق. وإذا كان تعريف الحق هو أنه حقيقة الشيء، تكون النتيجة أنه بالشركة مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح، بقوة الروح القدس، من خلال المكتوب وطبقاً له، يمكن للمؤمن أن يعرف كما عُرف.

وأعتقد أن هذا الامتياز المبارك هو من أعظم معونات المؤمن الآن على السلوك المسيحي. فرؤيتي لموقف الله من الخطية في الصليب، تملأ قلبي بالبُغضة لها وتقودني لحياة القداسة. ورؤيتي لمحبة الله التي استُعلنت لي في الصليب في بذل ابنه عني، تدفعني للتكريس له. وإدراكي لمحبة المسيح للكنيسة، تجعلني أحب زوجتي. وفهمي لمعاملات الآب المُحب الحكيم معي، ترشدني لكيفية تربية أولادي. وفهمي لحقيقة العالم، تقودني للانفصال عنه. وإدراكي لحقيقة الجسد وفساده، تساعدني في الحكم عليه وإدانته. ومعرفتي بحقيقة الشيطان وأساليبه، ترشدني في الحرب الروحية وتقودني للنُصرة. وهكذا فلقد توفر لي الآن ما لم يكن متوفراً لمؤمني التدابير السابقة، مما يجعلني قادراً على السلوك المسيحي الذي يطلبه الله مني، وفي نفس الوقت يجعلني بلا عذر إن لم أسلكه.


 

ماهر صموئيل

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS