الخميس 25 يوليو - تموز - 2002

يعقوب وعيسو


لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو، الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته ... لما أراد أن يرث البركة رُفض.. (عب12: 16،17)

في تكوين28: 5 ورد القول « رفقة أم يعقوب وعيسو« هنا يعقوب يُقدَّم على عيسو بخلاف ما ورد في تكوين25: 25 حيث يُقدم عيسو على يعقوب. تُرى ما السبب لذلك؟ لماذا صار الأولون آخرين، والآخرون أولين؟ يوجد فارق بين يعقوب وعيسو. كانت الفرصة أمام عيسو لأنه البكر، وكانت له البركة، وكان إسحاق مُزمعاً أن يباركه، ولكنه كان أمام الله مُستبيحاً. احتقر البكورية التي كانت بحسب ترتيب الله. ومَنْ يحتقر ترتيب الله لا يستحق أن يكون أولاً. عيسو اشترى البائد بالباقي. كما أن يعقوب أيضاً حصد نتائج تصرفاته، ولو أنه عومل بالنعمة التي هي من طبيعة الله الصالحة.

الله المُنعم عيَّن يوماً للدينونة لأنه إله رحمة وإله عدل في الوقت نفسه. عيسو كان يحسب تنعم يوم لذة « لأن كل ما في العالم شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة » (1يو2: 16).

إسحاق دعا يعقوب وباركه وأوصاه. وهكذا المؤمن أيضاً مدعو ومُبارك وموصى، وعليه أن يقبل الوصية ويطيعها. لا نجاح للمعوّج والملتوي، بل للسائر في طريق الطاعة. وصية الله هي مسك الختام لحياتنا. يجب أن المؤمن المدعو يتأكد من بركة الله له ثم يطيع.

عيسو أتى باكياً طالباً بركة. ولما فشل خرج عاصياً مُعانداً، ومعاكساته بدأت قبل ذلك بأخذ زوجتين من بنات حث المكروهات من أبيه وأمه. معنى ذلك أنه عمل على إغاظة والديه. ثم عاد وأخذ ثالثة. فحياة الشهوة لا تقف عند حد. اسم زوجته الأولى يهوديت التي يُقال إنها تعني يهودية، أي أنها تحمل الاسم دون الحقيقة « هنذا أجعل الذين من مجمع الشيطان، من القائلين إنهم يهود وليسوا يهوداً بل يكذبون ... » (رؤ3: 9). فكأن عيسو لم يقصد تكوين بيت، بل كأنه عمل مجمعاً للشيطان.


 

فايق اسحق

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS