الخميس 9 مايو - أيار - 2002

شوبي وماكير وبرزلاي


شوبي ... وماكير ... وبرزلاي ... قَدَّمُوا ... لداود وللشعب الذي معه ليأكلوا (2صم17: 27-29)

يا له من مثال رائع للتكريس، ومحرك قوي للخدمة التاعبة النشطة للسيد المطرود من العالم، هذا الذي نجده بالتأمل في هذا الفصل (2صم17)! ففيه نقرأ عن ثلاثة رجال ممتازين خصهم الروح القدس بذكر شريف في الكتاب المقدس لأنهم بعثوا فرحاً وتشجيعاً لقلب داود ملك إسرائيل المرفوض.

والقصة مشجعة لنا نحن الذين دخلنا في ولاء سعيد مبارك للمخلص المرفوض. ولا حاجة بأحد لأن يقول يائساً: ماذا أقدر أن أعمل في يومنا الحاضر ـ يوم الصعاب والانقسام ـ لتعزية قلب مَنْ أحبني؟ فليست لديّ مؤهلات، أو أنا رجل فقير، أو أنا شيخ مُسنّ، أو ليس لي كفاية ما؟

هؤلاء الرجال الثلاثة قد أثّرت فيهم جاذبية محبة داود فنسوا معطلاتهم والأمور التي تُعيقهم. فكان ممكناً لشوبي أن يعتذر بما فعله أخوه حانون ملك عمون من إساءة ونكران للجميل برجال داود (2صم10)، وكان في متناول ماكير أن يعتذر بفقره وعوزه وجدوبة بلاده، وكان سهلاً على برزلاي وهو في الثمانين من عمره أن يعتذر بتقدم سنه وضعفه، فلا يقدموا شيئاً لداود المرفوض، وقد فقد السلطان والقوة. ولكن النعمة وجاذبية المحبة جعلتهم يقدمون « فرشا » لراحة داود وشعبه، وطعاماً « حنطة وشعيراً ودقيقاً وفريكاً وفولاً وعدساً وحمصاً مشوياً وعسلاً وزبدة وضأناً وجبن بقر ... ليأكلوا » و « طسوساً وآنية خزف » ليشربوا « لأنهم قالوا الشعب جوعان ومُتعب وعطشان في البرية ».

إننا نرى من أنواع الطعام هنا ما له قيمة تُذكر، كما نرى الرخيص التافه، والعبرة ليست في قيمة الشيء المُقدَّم، ولكن العبرة بالباعث الداخلي لتقديمه. فلا فرق بين خروف من الضأن وقطعة من الجبن ما دام الباعث على تقديم كل منهما المحبة والنعمة والشعور بالإحسان والجميل. وكل منا يستطيع، إذا أراد، أن يؤدي عملاً من أعمال المحبة الخالصة. فإن مَنْ لا يقدر على الحنطة قد يقدر على الشعير، ومَنْ لم يكن له ضأن يقدمه، فالجبن مقبول.

عزيزي .. إن الزمن الذي نعيش فيه الآن هو زمان رفض المسيح؛ فماذا نحن فاعلون إزاء نعمته ومحبته وإحسانه الذي صنعه معنا، وإزاء جاذبية عواطفه المتجهة إلينا؟ ماذا نحن مقدمون له ولشعبه وقطيعه الصغير في هذه الأيام الأخيرة؛ أيام رفضه وإنكاره؟


 

چورج أندريه

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS