الأربعاء 22 مايو - أيار - 2002

المسيح: موضوع الإيمان


..لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يو3: 15،16)

إن الإيمان بالرب يسوع لا يعني مجرد الإيمان بحقيقته التاريخية، ولا مجرد الإيمان بأعماله العظيمة في حياته، ولا حتى موته وقيامته، بل ولا بألوهيته ومجده. طبعاً هذا كله مهم جداً ولازم في نمو الإيمان وإدراكه. لكنه وحده ليس هو الإيمان. إن الإيمان في معناه الصحيح، الإيمان الذي يطلبه المسيح، الإيمان الذي يهب الحياة وباقي البركات، يعني الإركان الوطيد على شخصه، والثقة التامة فيه، والتسليم الكُلي له.

في إنجيل يوحنا3 تتكرر عبارة « يؤمن به » بصورة لافتة للنظر. فتُذكر ثلاث مرات؛ في ع15،16،18. والخيط المثلوث لا ينقطع سريعاً. وهذه الثُلاثية الهامة هي كالآتي:

3: 15 يؤمن بابن الإنسان المبذول كفارة على الصليب.

3: 16 يؤمن بابن الله عطية الله العُظمى للإنسان.

آيتان متتاليتان تحدثاننا عن طبيعتي المسيح الناسوتية واللاهوتية. والإيمان بالمسيح يتضمن الأمرين معاً، ويَهب الحياة الأبدية.

ثم 3: 18 يقدم لنا المسيح نتيجة سلبية للإيمان، وأيضاً مصير عدم الإيمان إذ يقول « الذي يؤمن به لا يُدان، والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد ».

والآية الأخيرة تُشير إلى الإيمان باسم ابن الله الوحيد. وتتكرر الإشارة إلى الإيمان باسمه ثلاث مرات في إنجيل يوحنا (يو1: 12، 3: 18، 20: 31). والمقصود بالاسم ليس مجرد علامة تمييز الشخص عن غيره، بل إنها تحمل إلى الفكر جوهر المُسمّى وكل ما يخصه. إنه التعبير الكامل عن الشخص وعن كل ما هو مُعلن عنه. فلا غرابة أن يكون اسم المسيح هو موضوع الإيمان.

وفي كلمة الله نجد أن المسيح واسمه يُستخدمان في أكثر من مناسبة بالتبادل مما يدل على أن « اسمه » يعني شخصه. « الذي يؤمن به لا يُدان، والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد » (يو3: 18؛ انظر أيضاً أع10: 43).

عزيزي: هل تؤمن بابن الله؟

طوباك حقاً لو أقبلت إلى المسيح وقبلته ووثقت في اسمه، إذ تعرف أن اسم الرب برج حصين (أم18: 10).


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS