الأربعاء 4 ديسمبر - كانون الأول - 2002

الآن وقت مقبول


اطلبوا الرب ما دام يوجد، ادعوه وهو قريب، ليترك الشرير طريقه، ورجل الإثم أفكاره، وليتب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران (إش55: 6،7)

ما المقصود من قوله « ما دام يوجد » ونحن نعلم أن الله موجود في كل زمان ومكان؟ المقصود أنه سيأتي وقت فيه يطلب الناس الله ولا يوجد لهم! وذلك كما يقول الرب يسوع: تأتون من بعد ما يكون رب البيت قد قام وأغلق الباب. عندئذ تقفون خارجاً بلا فائدة.

لقد أتت العذارى الجاهلات ولم يجدن العريس، لأن العريس كان قد جاء، والمستعدات دخلن معه إلى العُرس، وأُغلق الباب. وكما نقرأ في أمثال1: 28 « حينئذ يدعونني فلا أستجيب، يبكرون إليَّ فلا يجدونني » لماذا؟ يقول الرب « لأني دعوت فأبيتم ... بل رفضتم كل مشورتي ».

متى يوجد الرب؟ الآن. إنك لا تضمن ساعة واحدة مُقبلة. لماذا تؤجل إلى الغد؟ لا أحد أجّل وكسب. قال فيلكس الوالي لبولس « متى حصلت على وقت أستدعيك » وضاعت عليه الفرصة. الآن يوم خلاص، والآن وقت مقبول. لا عذر للإنسان، فالنعمة مقدمة للجميع.

« ليترك الشرير طريقه، ورجل الإثم أفكاره، وليَتُب إلى الرب فيرحمه ». التوبة ليس معناها أنك تمتنع عن الخطية، لكن معناها أنك تكره الخطية. إن الرب يقول لكل إنسان خاطئ: إكره الخطية وارغب في التخلص منها. أي أنك تشتهي أن تتخلص من الخطية التي تبغضها ولكنك غير قادر. وهذه هي نقطة الرجوع إلى الرب، وهو الذي يخلصك منها. أنت تُبدي الرغبة والرب يتوّبك ويخلصك.

هذه الدعوة الجميلة يقدمها الرب للجميع دائماً وذلك من محبته لهم. والتوبة في حقيقتها هي تغيير الفكر، أي بدلاً من أن يجد الإنسان لذة ومسرة في فعل الخطية، فإن التائب يعتبر أن الخطية أبغض شيء لنفسه وفي فعلها مرارة وعذاب له « ليترك الشرير طريقه » أي يغيّر طريقه.

ما معنى القول إنه « يُكثر الغفران »؟ معناه أنه مهما كانت خطاياك كثيرة، فالرب عنده غفران كثير لخطاياك كلها. يقول الرسول في كولوسي2: 13 « مُسامحاً لكم بجميع الخطايا ». فهو لا يعطي الغفران بشُح. قال للمرأة الخاطئة « مغفورة لكِ خطاياك، اذهبي بسلام » وهذا ما سيقوله لك أيضاً إذا طلبته بتوبة حقيقية.


 

ناشد حنا

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS