الأحد 29 ديسمبر - كانون الأول - 2002

تقابل المتناقضات


وضعوا عليّ شراً بدل خير، وبُغضاً بدل حبي (مز109: 5)

لا شيء يبرهن على شر الإنسان مثل وجود الصلاح. لقد كان وجود الصلاح الكامل في شخص ابن الله هو سبب هياج ثورة شر الإنسان. فمنذ ولادة الرب يسوع، ظهرت عداوة الناس له بمحاولة قتله وهو بعد طفل، كما عمدوا إلى الكذب لكي يخفوا قصدهم الشرير (مت8:2-16). وهذا أيضاً ما حدث مع المسيح من خاصته التي قالت « هذا هو الوارث، هلموا نقتله ». ما أكثر ما كان حماس الإنسان في التعبير عن بغضته.

وفي الصليب، ظهر الصلاح ـ كما لم يظهر في أي مكان آخر ـ مقابل أفظع إعلان على وجه الأرض عن شر وبغضة الإنسان. هناك ارتفع الصلاح إلى أسمى درجاته، بينما غاص الشر في أعماق لا توصف. هناك ظهرت البغضة لله، أنكر أوفى الأصدقاء، وخان القريب، وفرّ المقرَّبون، وترافع الكهنة - الذين أقيموا ليترفقوا بالجهال - ضد البار، وغسل القاضي يديه من دم البريء. وإن كان الجميع قد أخطأوا، فقد تفاوتت مقاييس المذنوبية: فهيرودس، رجل الملذات الوضيع، استهزأ بالرب وسخر منه ولكنه لم يجد فيه شيئاً يستحق الموت. وبيلاطس يذهب إلى أبعد من ذلك إذ يسلم المسيح إلى بغضه اليهود القاتلة، ولكن لم يكن عنده عداء شخصي له، على الأقل قد حاول محاولة ضعيفة أن ينقذ من الموت ذلك الشخص الذي عرف أنه بريء. ولكن عن اليهود قال بطرس « يسوع أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس وهو حاكم بإطلاقه... ورئيس الحياة قتلتموه » (أع13:3-15). وعلى جميعها سيحاسِب ديان الأرض كلها في الوقت المعين؛ كل واحد حسب ذنبه، فواحد يُضرب قليلاً والآخر يُضرب كثيراً.

لقد وقف الرب بصلاحه أمام بغضة الكل؛ وكما أظهر نوره الكامل ظلمتهم، أظهرت محبته الكاملة حقدهم. فأفكار الله ليست كأفكارنا ولا طرقه كطرقنا. فعندما كان الأمر يتعلق بابن محبة الآب آتياً ومقترباً إلى الإنسان، كانت النتيجة رفض الإنسان له وهو ما زال بعيداً؛ ولكن عندما يقترب الخاطئ إلي الآب، فإننا نقرأ « وإذ كان (الابن الضال) لم يزل بعيداً رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبّله » (لو20:15)!


 

هاملتون سميث

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS