الاثنين 2 ديسمبر - كانون الأول - 2002

العيشة بالإيمان


فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان. إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي (غل2: 20)

عندما نتكلم عن حياة الإيمان، يتصوّر البعض أننا نقصد بها الاتكال على الله من أجل القوت والكسوة، ويعتقد البعض ممن ليس لهم إيراد ثابت أو مصدر كسب منظور أو ممتلكات أرضية أنهم هم العائشون بالإيمان كما لو لم يكن لتلك الحياة العجيبة المجيدة مدى أوسع أو مستوى أرفع من مستوى الأمور المنظورة وإشباع الحاجات الجسدية بانتظام. وذلك المسيحي الذي حباه الله نعماً زمنية تدّر عليه إيراداً ثابتاً، هل يعقل أنه محروم لذلك من امتياز « حياة الإيمان »؟ أَلا تتسامى هذه الحياة عن مستوى القوت والكسوة؟

أليس للإيمان في أفكار الله معنى أعظم من مجرد أنه لا يدَعنا نجوع أو نتعرّى؟ تسامت أفكار الله، إلى الأبد، عن هذا الفكر الباطل. وحاشا لنا أن نسمح بأن نلصق هذا العار بالإيمان، أو نلصق بالمؤمنين هذا الخطأ الشنيع. إن « البار بالإيمان يحيا » هل هذه العبارة القصيرة المليئة بالمعاني، تشير إلى فئة قليلة من خدام الرب الذين ليس لهم دخل ثابت أو إيراد معيّن؟ كلا. إنها لكل واحد من أولاد الله. إنه لامتياز سام ومجيد لكل مَنْ يصفهم الرب بكلمة « بار » أن يعيشوا بالإيمان بالفكر والقول والعمل. لذلك من الخطأ الفاحش أن نقصر نطاق الإيمان على الأمور المادية مع استبعاد الأمور الروحية.

إن حياة الإيمان تشمل كل الإنسان، فهي تشمل روحه ونفسه كما تشمل جسده أيضاً. بالإيمان نتبرر وبالإيمان نحيا. بالإيمان نثبت وبالإيمان نسير. من بداية حياة المؤمن حتى نهايتها نجد الإيمان هو الكل في الكل فيها. والمؤمن يمارس - آذار - الإيمان بالقول كما بالفعل أيضاً « وبدون إيمان لا يمكن إرضاء (الله) » (عب11: 6). وأكثر من ذلك إيمان المسيحي يشمل كل ما هو غير منظور، وكل ما يصبو إليه كل ابن لله (عب11: 1). فالإيمان يساعد المسيحي لأن يعيش كل يوم في حضرة الآب وفي شركة مع ابنه ربنا يسوع المسيح. ويشهد له الروح القدس في الداخل أنه ابن لله. بالإيمان يتمتع « بالتعزية بما في الكتب » وبالإيمان يستنشق عبير السماء ويستدفئ بأشعة شمس مجد الله في وجه يسوع المسيح.

إن « حياة الإيمان » معناها « العيشة بالإيمان » إيمحان ابن الله الذي أحبنا وبذل نفسه من أجلنا. وإذ لا يرتبك العقل بالأمور الأرضية، يمكننا حينئذ أن نُمسك بالحياة الفُضلى ـ الحياة الأبدية (1تي6: 19).


 

صموئيل ريداوت

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS