الأربعاء 18 ديسمبر - كانون الأول - 2002

الذبيحة الأفضل


بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين. فبه شهد له أنه بار إذ شهد الله لقرابينه (عب11: 4)

قدم قايين من عمل يديه التاعبتين، قدم لله ما هو من عرق جبينه. أما هابيل فقدَّم من القطيع ذبيحة لله. ومن ذلك التاريخ إلى الآن يتقدم الناس إلى الله بهاتين الطريقتين، فهناك أشكال متعددة لتقدمة قايين، وبوسائل متنوعة يقدم الناس من ثمر أتعابهم ومجهوداتهم لله. فأحياناً يقدمون حياتهم الأدبية، وأحياناً يقدمون عطاياهم السخية للفقراء والمحتاجين، وأحياناً يقدمون ممارس - آذار - اتهم الدينية، ولكن مهما تنوعت الصور؛ هي هي تقدمة قايين التي لا نجد فيها الاعتراف بخراب الإنسان واحتياجه إلى الكفارة. ومصدر هذه التقدمات هو الإنسان نفسه وليس ما أعده الله له.

والذي يفرق في هابيل ليس هو صفاته الشخصية أو حياته الأدبية، بل « الذبيحة الأفضل من قايين »؛ هذه هي التي ميزت الواحد عن الآخر، فلا يقدمهما لنا الوحي باعتبار الواحد شريراً والآخر باراً، بل عن التقدمة التي قدمها كل منهما. فهابيل قدم لله « ذبيحة أفضل ». فعلى أي أساس شُهد له؟ هل على أساس أعماله أو أمانته أو صفاته الشخصية؟ كلا، بل على أساس الذبيحة التي قدمها، وعلى أساس هذه الذبيحة أعلن الله أنه بار، هذا هو الحق العظيم الخاص بالتبرير: الله « يبرر الفاجر » وذلك على أساس ذبيحة المسيح، لأن خطايا ذلك الفاجر قد حملها المسيح البديل وأبعدها إلى الأبد، وذلك الشخص إذ قبل بالإيمان الرب يسوع المسيح وعمله الكامل لأجله، يعلن الله أنه بار، يحسب له الإيمان براً.

هل تحاول يا عزيزي أن تقترب إلى الله على أساس أي شيء صالح فيك؟ أمانتك أو أعمالك الصالحة، أو مشاعرك الطيبة أو صلواتك؟ هذه الأشياء تكون صحيحة إذا كانت أثماراً للإيمان، ولكن إذا جعلت منها مخلصاً لك، إذا كنت تقدمها لتحوز القبول أمام الله وتنال رضاه عنك، فاعلم أن هذه هي تقدمة قايين، وأن الله لا يمكن أن يقبلك بواسطتها. ولكن إذا كنت من الناحية الأخرى تدرك أنك مذنب ولا تصلح لمحضر الله، وليس لك أي استحقاق، وتقول كما قال العشار قديماً « اللهم ارحمني أنا الخاطئ » (لو18: 13)، فذبيحة هابيل عند الباب وهي مجهزة لك، وتستطيع أن تضع يدك بالإيمان على ذاك الذي مات لأجل الخطاة والفجار.


 

صموئيل ريداوت

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS