الأربعاء 8 أغسطس - آب - 2001

المرأة الكنعانية وامتحان الإيمان


حينئذ أجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم إيمانك. ليكن لكِ كما تريدين (مت15: 28)

قد اجتازت هذه المرأة في سلسلة من الامتحانات وحققت نجاحاً عظيماً في كل امتحان، حتى أنها سمعت القول « عظيم إيمانك ».

الامتحان الأول: صمت الرب يسوع « فلم يُجبها بكلمة » إنه لأمر صعب على امرأة تصرخ إليه وتتوقع أنه يتحنن ويشفق عليها، بل وتتحرك كل مشاعره لأجل صراخها. لكنها تُفاجأ بأنه لم يُعطها انتباهاً أو اهتماماً. كان من الممكن أن تُصاب بخيبة أمل أو بالإحباط أو بالخجل من الناس، لكنها تخطت كل هذا وظلت تصرخ.

الامتحان الثاني: أعطى للتلاميذ فرصة للكلام فقالوا « اصرفها » ولا أعلم ماذا حدث لها عند سماعها هذا القول، وإحساسها بأنها منبوذة وغير مرغوب فيها، لكن هذا المعطل لم يثنِ عزمها بل ظلت تصرخ وتطلب.

الامتحان الثالث: بدا وكأن الرب أغلق الباب أمامها بقوله لها « لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة » لكنها اندفعت وكأنها وضعت كل جسدها، وبكل قوتها دفعت الباب حتى لا يوصد أمامها إذ أتت وسجدت له قائلة « يا سيد أعني ».

الامتحان الرابع: كان الجواب الأخير من الرب أصعب ما يكون إذ قال لها: « ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب » لكنها تخطت هذا الامتحان إذ أعلنت الموافقة على كل ما قاله الرب فقالت له: « نعم يا سيد » وكأنها تقول إني موافقة أن أكون في هذا المركز الدون، وطلبت نصيب الكلاب واثقة أن هذا يكفي لها ولإبنتها « والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها. « حينئذ أجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم إيمانك ». الإيمان في هذه المرأة رأى في قول الرب الأخير أنه لا يوصد في وجهها باب النعمة، بل فقط باب الاستحقاق « عظيم إيمانك » ما أبعد الفارق بين هذا القول، والقول الذي قيل عن المسيح عندما جاء إلى وطنه « ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم » (مت13: 54-58). الإيمان العظيم هو الإيمان الذي يثق في الله وفي كلمته ويتمسك بوعده ولا يدعه يمضي حتى يتقابل مع جميع احتياجاته، لذلك ونحن في ضعف الإيمان نحتاج أن نقول « يا رب زِد إيماننا ».


 

حليم حسب الله

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS