الجمعة 29 يونيو - حزيران - 2001

النعمة المتفاضلة


فسقطت على وجهها وسجدت إلى الأرض وقالت له كيف وجدت نعمة في عينيك حتى تنظر إلىَّ وأنا غريبة (را 2: 10)

إن النفس البشرية صغيرة جداً عن أن تستوعب رحمة الله غير المتوقعة، مع أن ما يُقدم من مراحم لا تُقارن بتلك التي ذخرها الله ليؤتى بها إلينا. ومع ذلك فما أجمل أن نرى تقدير راعوث لصلاح بوعز بالمقابلة مع عدم استحقاقها. كان لمفيبوشث ذات هذا الشعور عندما وقف أمام داود، سليل بوعز. فقال « مَنْ هو عبدك حتى تلتفت إلى كلب ميت مثلي » (2صم9: 8).

إن اتضاعاً كهذا هو النتيجة الحتمية لوجود النفس في محضر الرب. لقد وصف الرب أيوب بأنه « ليس مثله في الأرض، رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر » (أي1: 8). ولكن أيوب يقول « بسمع الأذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني. لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد » (أي42: 5،6). وكيف نفتكر في أي شيء صالح فينا ونحن في محضر الرب الذي يستحق السجود. فإن افتكرنا شيئاً في أنفسنا أو دخل يومأً العُجب إلى قلوبنا، فإن ذلك مرده أننا في ذلك الوقت لم نكن نراه. فلا يمكن أن يجتمع الإعجاب بالذات مع محضر هذا الشخص المبارك. بل إن رحمته ونعمته هما اللتان تجعلان النفس تتضع في محضره فتهتف « كيف وجدت نعمة في عينيك؟ ».

إن نعمته غير المحدودة هى التي تقودني لأن أغني عن الرب يسوع « ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي » (غل2: 20). ولكن كيف يتسنى لي أن أدرك ذلك طالما كنت أنظر إلى ذاتي؟ فليس شيء أجده فيها يدعو إلى هذه المحبة، بل على العكس، أستطيع أن أجد فيها الكثير مما ينفّره ويجلب غضبه، ولكن إن حوّلت النظر إليه طالباً معرفته، فسأدرك محبته ونعمته أكثر، وعندئذ فقط سأفهم لماذا أحبني ذلك الشخص العجيب حباً كهذا حتى ارتفع بالصليب لأجلي، واحتمل عني دينونة الله القدوس الذي يكره الخطية.


 

. هايكوب

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS