الثلاثاء 29 مايو - أيار - 2001

هوذا الشراع يُطوى


فأقول هذا أيها الإخوة الوقت منذ الآن مقصَّر ... لأن هيئة هذا العالم تزول (1كو7: 29-31)

في نهاية الرحلة يفك البحار حبال السفينة ويطوي قلاعها ويجهز مراسيها، لأنه وصل إلى نهاية المطاف. بهذا المعنى يكتب بولس للكورنثيين قائلاً « الوقت منذ الآن مُقصَّر ». والكلمة اليونانية التي تُرجمت « مُقصَّر » هي نفس الكلمة التي تُستعمل بمعنى « طي القلاع ». ووردت نفس الكلمة مرة أخرى في العهد الجديد في قصة حنانيا وسفيرة (أع5: 6) لما وقع حنانيا ومات، فنهض الأحداث « ولفوه » وحملوه. فالوقت يطوي كشيء يُلَّف، فهو من لحظة إلى أخرى « مُقصَّر ».

إن نهاية رحلة الحياة تقترب. ومهما طالت الحياة هى قصيرة وغير مضمونة، وشواطئ الأبدية تلوح من خلف الأفق القريب، ووقت طي القلاع ولف الشراع قد اقترب.

بالنسبة للخاطئ، الوقت مُقصَّر. وفي زمان الحياة الحاضرة فقط يمكن له أن يحصل خلاص، ففرصة نوال الخلاص هى الآن « هوذا الآن وقت مقبول، هوذا الآن يوم خلاص » (2كو6: 2).

كذلك الوقت مُقصَّر بالنسبة لربح النفوس أيضاً. وإذا كان صحيحاً أن « رابح النفوس حكيم » (أم11: 30)، فإنه صحيح أيضاً أن الذي لا يربح النفوس غير حكيم. وربما يكون اليوم هو يوم ختام الرحلة ويوم طي الشراع. فالذي يريد أن يكون رابحاً للنفوس يجب أن يربحها الآن، لأنه ربما كان الغد ليس غداً لنا أو لهم، وربما جاء الغد بعد أن نذهب نحن أو يذهبوا هم.

والوقت مُقصّر بالنسبة لعمل الرب. هناك أشياء كثيرة ينبغي عملها باسم الرب، ولأجل مجده. فالعالم من حولنا له أعواز كثيرة. هناك شفاه تطلب كأس ماء بارد، وهناك أجساد مُتعبة تترجى يد المساعدة. وهناك قلوب مكسورة تتضرع من أجل مواساتها وتضميد جراحاتها. قال الرب يسوع « ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل » (يو9: 4) فإن كان الأمر كذلك أما ينبغي أن نعمل نحن؟ إننا لا نعمل لكي نحصل على الخلاص، لكننا نعمل لأننا خلصنا، ولأننا في طريقنا إلى بيت أبينا. وينبغي أن يضيء نورنا على هذا الطريق.

إن وقت السهر وانتظار الرب مُقصّر كذلك، والغد سيكون بالنسبة لنا نهاراً أبدياً لا سهر فيه ولا انتظار. قد يأتي الرب اليوم، إنه لا يُبطئ.


 

تشارلس سبرجن

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS