الجمعة 11 مايو - أيار - 2001

التأديب وبركاته


لأن أولئك أدبونا أيامأً قليلة حسب استحسانهم. وأما هذا فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته (عب12: 10)

عندما نقرأ اللفظة « تأديب » نميل إلى التفكير في عملية الضرب أو الجلد، لكن الكلمة هنا تعني تدريب الولد أو تثقيفه. وهى تشمل التعليم، والتهذيب، والتقويم، والتحذير، والقصد من هذه جميعها هو تنمية الفضائل المسيحية ونزع الشر.

يصرِّح النص في سفر الأمثال (ص3: 11،12) بكل وضوح، أن تأديب الله هو برهان محبته، وأنه لا يمكن لأي ابن له أن يتجنب ذلك التأديب. نحن نسمح لله بأن يشكّلنا على صورته عندما نبقى خاضعين لتأديبه. فإذا حاولنا وضع حد لمعاملاته معنا، تطول مدة تعليمه لنا، مُستخدماً لأجل ذلك وسائل أكثر فاعلية وبالتالي أصعب.

ثمة درجات في مدرسة الله، وكل ترقية لا تحصل إلا عن طريق تعلمنا الدروس. إذاً، عندما تواجهنا الامتحانات، يجب أن نتحقق أن الله يعاملنا كبنين. ففي كل علاقة أب بابن صحيحة، يقوم الأب بتدريب ابنه لأنه يحبه ويريد له الأفضل، والله يحبنا كثيراً جداً حتى أنه لا يسمح لنا بأن ننمو على أساس طبيعتنا، وعلى هوانا. فتأديب الله هو أبداً كامل. إن محبته لا متناهية، كما أن حكمته معصومة من الخطأ. إن تأديبه لا يكون متسرعاً البتة، بل هو دائماً لخيرنا ولمنفعتنا، وقصده أن نشترك في قداسته.

فالتقوى لا يمكن انتاجها خارج عن نطاق مدرسة الله. وكما وضّح أحدهم هذا بالقول: ليس القصد من تأديب الله إنزال العقاب بنا، بل إعادة تشكيل شخصياتنا. يؤدبنا « لكي نشترك في قداسته ».

إن العبارة « لكي نشترك » فيها من الدلالة ما يُشير إلى حياة قد تنقَّت وتجمَّلت. إن تلك النار التي أُشعلت، لم تكن بغير قصد، لكنها نيران الممحص الجالس إلى جانبها مراقباً وعاملاً بكل عزم وصبر ولطف على إخراج القداسة من اللامبالاة، والثبات من الضعف. فالله يخلق من النار نوراً، وينتج ثمار الروح وزهوره.


 

وليم مكدونلد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS