الأربعاء 11 إبريل - نيسان - 2001

القصاص الأبدي


الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله (يو3: 36)

إن الذين ينكرون القصاص الأبدي ينقسمون إلى قسمين: قسم يعتقد أن جميع الناس سيخلصون أخيراً ويدخلون السعادة الأبدية، والقسم الآخر يعتقد أن جميع الناس الذين يموتون في خطاياهم يتلاشون نفساً وجسداً ولا يعود لهم ذكر مثل البهائم التي تُباد!!

وأعتقد أن الآية التي في صدر هذا المقال تهدم هاتين الضلالتين، فتقول لصاحب الضلالة الأولى إن غير المؤمن « لن يرى حياة » وبذلك تهدم الفكر بأن الجميع سيخلصون. ولكن لو اقتصرت الآية على ذلك لأجاب نصير الضلالة الثانية قائلاً: هذا صحيح وهو نفس ما أعتقد. إنه لن يرى أحد الحياة الأبدية إلا الذين يؤمنون بالابن، لأن الحياة الأبدية هى في الابن وحده، أما غير المؤمنين فيموتون ويبيدون نفساً وجسداً.

ولكن الروح القدس يقول إن الأمر ليس كذلك. صحيح إنهم لن يروا حياة، ولكن أيضاً « يمكث عليهم غضب الله ». وفي هذا القول الرد على أصحاب الضلالة الثانية، لأن مكوث الغضب، والإبادة أو المُلاشاة على طرفي نقيض. فإما أن نمحو كلمة « يمكث » من صفحات الوحي، أو نمحو الفكر بالفناء والمُلاشاة.

على أني لا أشير الآن إلا إلى هذه الآية وحدها، لأنها بالحقيقة كافية لإقناع كل شخص يخضع لصوت الله. ولكن النقطة الأساسية يا صديقي العزيز، هى أن الناس لا يخضعون لتعليم وسلطان الوحي المقدس. ولكنهم يتجرأون أن يجلسوا على كراسي القضاء ليحكموا فيما يليق بالله أن يعمله وما لا يليق. يتوهمون أنه يمكن للناس أن يعيشوا في الخطية والجهل، والعصيان على الله ورفض مسيحه، وفي النهاية لا يُعاقبون، ويتجاسرون أن يقرروا أنه لا يناسب صفات الله - على زعمهم - أن يسمح بالقصاص الأبدي، وينسبون القساوة إلى قضاء الله، مع أنهم كان يجب أن ينسبوا له النعمة في منحه حياة أبدية ورفع الدينونة عن كل مَنْ يؤمن بالابن.

ولكن كلمة الله قائمة ضدهم إذ تشهد بوجود نار لا تُطفأ ودود لا يموت، وهوة مُثبتة، وغضب ماكث، وإلا فما معنى هذه الكلمات لدى كل مُنصف ذي عقل سليم؟ فإن كنا ننكر أبدية القصاص فلننكر كل ما هو أبدي، لأن كلمة « أبدي » وردت نحواً من سبعين مرة في العهد الجديد، وقد أُطلقت على أشياء كثيرة، من ضمنها الحياة التي يمتلكها المؤمنون، والقصاص الذي للأشرار.

عزيزي القارئ .. ما أحكمك لو عملت على الهروب من الغضب الآتي!


 

ماكنتوش

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS