السبت 31 مارس - آذار - 2001

في العلية


وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع .يحبه، فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى ان يكون الذي قال عنه (يو13: 23، 24)

في العلّية كانت المرة الأولى التي يقول فيها يوحنا عن نفسه هذه الكلمات. وفي ذلك المشهد الذي يلذ لقلوبنا أن تتأمله حيث المسيح « كان قد أحـب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى »، وكان يوحنا هناك يمتع نفسه بمحبة الرب له، مُتكِئاً رأسه على صدر يسوع، ويصف نفسه بأنه التلميذ الذى كان يسوع يحبه. وبطرس كان أيضاً هناك بمحبة ملتهبة للرب، لكنه كان يثق في محبته هو للرب بدل أن يستريح في محبة الرب له. وأخيراً كان هناك يهوذا أيضاً بلا محبة للرب على الإطلاق؛ بل كان كيس النقود إلى جواره، والشيطان في قلبه، مستعداً لأن يخون سيده ويمضي إلى ليله الطويل الأبدي!

كانت عملية غسل الأرجل قد انتهت، وكان الرب على وشك النطق بكلماته الوداعية. لكن روحـه اضطربت فيه نظراً لوجود الخائن في هذا المحفل المقدس. فقال المسـيح لتلاميذه « إن واحداً منكم سيسلمنى ». فنظر التلاميذ بعضهم لبعض وهم محتارون في من قال عنه. لكن نظرهم أحدهم للآخر لن يحـل المشكلة التي أثـارها كلام الـرب؛ كما أنه لن يحل أية مشكلة تحدث وسط القديسين. الحل يكمن في نظرنا لا إلى أنفسنا بل إلى الرب.

لكن النظر إلى الرب يستلزم قرباً من الرب. وفي مشهد العلية كان الأقـرب إلى الرب، ذاك الذي رجلاه كانتا منذ قليل بين يدي الرب، والذى كـان رأسه متكئاً في حضن الرب، والذي قلبه كان متمتعاً بمحبة الرب. ذاك الذي أمكنه أن يصف نفسه بالقول « التلميذ الذي كان يسوع يحبه ». أما بطرس، الواثق بمحبته هو للرب، فلم يكن قريباً بالقدر الكافي لأن يسأل الرب ويعرف فكره فأومأ هذا إلى يوحنا! فمع أن محبة المؤمن للرب ثمينة جداً في نظره تبارك اسمه، كما أيضاً في نظر المؤمن نفسه؛ ولكن من الواضح أننا لا نستطيع أن نثق في مثل هذه المحبة المتغيرة. وإنما المحبة التي يمكننا أن نستقر عليها هي المحبة الثابتة التي لا تتغير: محبة المسيح لخاصته.

من هذا نتعلم أن الشخص الذي يثق ويستريح في محبة الرب يكون نصيبه المبارك هو القرب من الرب والألفة معه.


 

هاملتون سميث

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS