السبت 25 مارس - آذار - 2001

الوارث لكل شيء


الله ... كلمنا .. في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شي (عب1: 1،2)

إن الرسول يكلمنا عن ابن الله المتجسد، وإذ يُرينا مجده يقودنا (أولاً) إلى نهاية الأزمنة. فهو قد تعيَّن الوارث لكل شيء. و (ثانياً) إلى بداءة الأزمنة. ففيه قد خلق الله كل شيء. ثم (ثالثاً) إلى ما قبل الأزمنة - فهو بهاء مجده ورسم جوهره. ثم (رابعاً) خلال الأزمنة - حيث هو الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته.

دعنا نتأمل الآن في ما سيكون للابن في نهاية الأزمنة: لقد عيَّن الآب الرب يسوع المسيح، ابنه الحبيب، وارثاً لكل شيء. ليس باعتبار لاهوته غير المنظور، بل كالابن الذي صار إنساناً، الكلمة الذي صار جسداً، الرب الإله مفتقداً وفادياً لشعبه، كالابن الذي صار عبداً لتنفيذ كل مسرة يهوه. والذي من جهة الجسد هو ابن ابراهيم وابن داود. وهكذا جاء الوعد لابراهيم أن نسله سيكون الوارث. وهكذا صار الوعد لابن داود الذي هو أيضاً رب داود، ووحيد الآب « أسألني فأعطيك الأمم ميراثاً لك وأقاصي الأرض مُلكاً لك ». وقد أيد الوعد بفم جميع الأنبياء، وأخيراً بفم الملاك الذي ظهر للعذراء مريم مُعلناً لها أن القدوس المولود منها يُدعى ابن الله ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لمُلكه نهاية. أي نعم، قد عيّنه الآب بعهد أبدي لا يُنقض حسب مسرة مشيئته وبالحب والمسرة التي كانت له فيه كالمساوي له، وارثاً لكل شيء.

يا لها من إعلانات عظيمة في الكتاب المقدس! ويا لها من أمور عجيبة تفوق ما كان يمكن أن يخطر على قلب البشر!

إن العهد القديم يتكلم عن « السماوات والأرض » ملخصاً كل شيء في هاتين الكلمتين. والعهد الجديد يتكلم عن خليقة الله - عن كل الأشياء التي أوجدها بحكمته وكلمة قدرته، أو يتكلم عن الأزمنة - أزمنة بعد أزمنة. كل هذه قد أعطاها ميراثاً ليسوع كالمسيا، الابن الوحيد صاحب الحق الإلهي، حسب الوعد للآباء وعلى أساس بنوته الأزلية. فهو المسيا الوارث لأنه ابن الله « الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده ». لكن باعتبار لاهوته المطلق لا توجد هناك ضرورة لعطية أو مكافأة أو ميراث. أما باعتباره المسيا، فقد تعيَّن بعهد أبدي وارثاً لكل شيء وقد دُفع ليديه كل سلطان.


 

أدولف سفير

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS