الثلاثاء 20 مارس - آذار - 2001

ساعة خاصة جداً


يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تَخُر إذا وبخك. لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله (عب12: 5، 6)

إن حياتنا المسيحية تُشبه ميناء الساعة. وبين العقربان، الوقت الذي يمضي. ويمكن تشبيههما بيدي إلهنا: اليد الصُغرى تمتد للتأديب، والكُبرى تمتد للرحمة.

إن يد التأديب لا بد أن تتمم عملها بلطف ولكن بحزم. ففي كل ساعة الله يتكلم، وهو يفعل ذلك « لأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته » (عب12: 10). إنه يريد أن يجعلنا ننمو في معرفة طرقه ومحبته. وهو يريد أيضاً أن يجعلنا نحكم على كل ما لا يطابق ما يجب أن ينتظره من أولاده في سلوكنا. إنه يتصرف نحو كل منا كأب نحو أبنائه. والرب يستخدم صورة أخرى هى صورة المزارع الذي يقضب كرمته حتى تأتي بثمر أكثر.

وفي حين أن العقرب الصغير يتقدم ببطء، وأن التجربة تبدو كأن لا نهاية لها، هوذا العقرب الكبير، عقرب الرحمة الإلهية، يقترب بدوره ويمرّ فوق العقرب الصغير - عقرب التأديب. وفي حين أن ساعة التجربة تمضي، فإن المؤمن في التجربة يميز يد الله التي تمتد نحوه بالنعمة لتسنده وتشجعه. « الله أمين الذي لا يدعكم تُجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا » (1كو10: 13). يا له من وعد ثمين!

وهذان العقربان مثبتان على محور واحد لا يتذبذب، وهو قلب الله المحب الذي لا يتغير. وبسبب هذه المحبة يتدخل الله بالتأديب وبالرحمة في آن واحد نحو خاصته بهدف مباركتهم في النهاية.

لأن كل الأشياء المُفرحة كالمؤلمة « تعمل معاً للخير للذين يحبون الله » (رو8: 28). ولا نملك سوى أن نقبل تأديب أبينا وننحني أمام حكمته ومحبته التي لا تنعدم أبداً.

وقبلي أيدي أبٍ يؤدب البنين
فإن تأديب العلي للنفعِ بعد حين
فالآن لا تدرين ما يصنعه الحكيم
بل سوف تعلمين أن رب السما رحيم


 

داربي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS