الثلاثاء 13 مارس - آذار - 2001

ثوب الزفاف


لنفرح ونتهلل ونُعطهِ المجد لأن عُرس الخروف قد جاء وامرأته .. أُعطيت أن تلبس بزاً نقياً ببهياً لأن البز هو تبررات القديسين (رؤ19: 7،8)

كيف ستكتسي العروس في السماء؟ فإننا على الأرض قد لبسنا المسيح نفسه. والآب يرانا في المسيح مزينين بكل مجده وفضله.

لكن الشيء العجيب أن نرى العروس في السماء مُزينة بالثوب الذي هيأته لنفسها، الذي نقرأ عنه أنه نقي بهي، وهذا الثوب يتناسب مع العروس السماوية ومع السماء.

ومِمَ صُنع هذا الثوب؟ من تبررات القديسين - أي الأعمال البارة التي قام بها هؤلاء هنا على الأرض. وسوف ترتدي العروس ذلك الثوب الذي تنسجه الآن هنا على الأرض انتظاراً ليوم العُرس.

أي بر يمكن أن تعمل تلك العروس المخطوبة لعريس بعيد؟ لا بد أن تسلك سلوكاً يتناسب مع العريس، وماذا يجب أن تعمل العروس المخطوبة لرب المجد الذي في السماء؟ لا بد أن تحترص ألا يكون لها شركة مع أعدائه، ولا بد أن تشعر بالغربة هنا وتعيش منفصلة عن العالم.

وهذا متوقع منها لأن العالم قد رفض عريسها ولم يقدم له إلا صليباً وقبراً، فهل من عُذر لها إذا لم تشعر بالوحدة؟ كيف تستطيع أن يكون لها أصدقاء هنا؟ ونحن نفهم هذا من قول يعقوب « إن محبة العالم عداوة لله » (يع4: 4).

لهذا فإن تبررات القديسين (الكنيسة) هنا على الأرض إنما يدل على السلوك اللائق بعروس للعريس السماوي، مُدركة لعلاقتها بالرب المرفوض الذي هو في السماء الآن، ومجتهدة أن تحيا كل حياتها بتوافق مع تلك العلاقة.

أية حقيقة عجيبة هذه، أن نرى العروس في المجد في السماء مرتبطة بالثوب الذي أعدته لنفسها.

لقد قرأت مرة عن مؤمن حلم حلماً تأثر به. لقد حلم أنه في السماء وهو يرى عُرس الخروف. واندهش من رؤية قطع كبير في ثوب العروس، فسأل ملاكاً: ما هذا القطع؟ فأخبره الملاك أن تلك القطعة من الثوب كانت من نصيبه هو ليعملها وهو على الأرض، لكنه لم يكن يعيش للرب، ولم يمثّل ما كان يجب أن تكون عليه العروس على الأرض.

بالطبع لقد كان مجرد حلم، فثوب زفاف العروس لا بد أن يكون كاملاً، وكما نفهم من أفسس5 أن العروس ستكون بلا عيب ولا غضن. لكن أليس ممكناً ألا يكون في حياتي تبررات تنفع لصُنع الثوب؟ لذلك لا بد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: هل سلوكنا كأفراد أو كجماعة يتناسب مع كوننا عروس الخروف؟


 

هايكوب

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS