الخميس 22 فبراير - شباط - 2001

أخنوخ الذي لم يرَ الموت!


بالايمان نُقل أخنوخ لكي لا يرى الموت ولم يوجد لان الله نقله. إذ قبل نقله شُهد له بأنه قد أرضى الله (عب11: 5)

كان أخنوخ مثالاً عظيماً للنتائج المباركة للفداء الكامل والإيمان البسيط. وهو لم يمت، ولكنه نُقل حياً، ولما بحثوا عنه لم يجدوه. لقد عاش زمناً قصيراً بالمقارنة مع الآخرين من معاصريه، ولكنه أُخذ لكي لا يرى الموت. لقد نقله الله حتى لا يرى الموت ليكون معه. يا لها من نتيجة مباركة للفداء! فالإيمان بالمسيح وبذبيحته الكفارية يؤهلنا لمحضر مجد الله، حتى أننا لا ننتظر الموت بل مجيء المخلص الرب يسوع المسيح، الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده.

يا لها من نظرة كاملة للفداء نجدها هنا. فالله قد تمجد بعمل الفداء تمجيداً كاملاً، حتى أنه يمكنه أن يغير أجسادنا ويأخذنا إلى حضرته مباشرة. وقد أعطانا مثالاً لذلك في أخنوخ، ومثالاً آخر في إيليا، وأعطانا التأكيد الكامل في قيامة ربنا المبارك من الأموات.

لقد ترك أخنوخ خلفه شهادة لامعة بأنه قد أرضى الله، مع أننا إذا رجعنا إلى العهد القديم لا نجد سوى القول أنه « سار مع الله » لقد عاش عيشة عادية، ولد بنين وبنات، ولكنه أرضى الله بسيره معه. يا له من أمر بسيط، لكنه واسع الدلالة‍! إن السير مع الله معناه الاتفاق معه في الفكر والإرادة، والانفصال عن كل ما لا يوافق ذلك. ولكن هذا يتطلب الإيمان الذي يتعامل مع الله، يجب أن يؤمن بحقيقته « أنه موجود »، وبصلاحه « أنه يجازي الذين يطلبونه ».

من الناحية التدبيرية ليس عندي شك في أن أخنوخ يشير إلى الكنيسة التي رجاؤها وانتظارها سماويان، والتي ستؤخذ من المشهد بغتة عند مجيء المسيح. « فإن سيرتنا نحن هي في السماوات التي منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح، الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده » (في3: 21). هذا هو الرجاء الموضوع أمام كنيسة المسيح كلها بدون أي استثناء. وإذا كان كثيرون لا يدركون هذا الرجاء بوضوح فذلك خسارة لهم، ولكنه لا يؤثر على الحق الثمين أن مجيء الرب معناه اختطاف كل ابن لله مشترى بدم المسيح؛ كل عضو فى كنيسة المسيح.


 

صموئيل ريداوت

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS