السبت 10 نوفمبر - تشرين الثاني - 2001

الفرح في الرب


افرحوا في الرب كل حين (في4:4)

الفرح هو أمنية كل إنسان، وقد أعد الله لشعبه نصيباً من السعادة التي لا يمكن أن تتأثر بالظروف الخارجية، بل بالحري تنمو وتتزايد على مرّ الزمن. والكتاب المقدس يضع أساساً ثابتاً ومتيناً لسعادة المؤمنين، فيعلمنا أن نفرح في الرب وليس في الظروف. وفي كل أجزاء الكتاب المقدس نجد رجالاً ونساء من المؤمنين الذين كانوا مجربين في حياتهم بتجارب متنوعة ومع ذلك كانوا سعداء لأن « فرح الرب » هو أساس ثباتكم أيها المؤمنون كما كان لأولئك المؤمنين قبلكم.

وإن مثالكم الأعظم هو الرب يسوع، الذي مع أن المدن التي صنع فيها أكثر قواته لم تتب، ولكنه تهلل بالروح وقال « أحمدك أيها الآب ... لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال، نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك » (مت11: 25، 26). وهكذا نرى حبقوق الذي بدا كأنه خسر كل شيء ولكنه استطاع أن يقول: ومع ذلك « فإني ... أفرح بإله خلاصي » (حب3: 18).

أيها الأحباء إن خزائن السماء مفتوحة لحساب المؤمنين، والرب هو الموزع الوحيد الذي يهبكم بسخاء كل ما تحتاجون إليه، وفي استطاعتكم أن تفرحوا ولو أرغمتكم الظروف على الوجود وسط الناس الأشرار الذين يبغضونكم ويسيئون إليكم (لو6: 22، 23) ولا داع للخوف مما يفعله الناس بكم. ثقوا في ذراع المسيح القوية لأنه لا يتخلى عنكم أو يترككم. حتي ولو أُلقيتم في السجن فإنكم تستطيعون أن ترنموا وتسبحوا الله في نصف الليل « لأن فرح الرب هو قوتكم » (نح8: 10) ويد المخلص المثقوبة مُمسكة بإكليل مُعد لرأس أولئك الذين يحملون الآن عار الصليب واضطهاداته.

كذا يوجد فرح في التضحية، كما قال بولس « إن كنت أنسكب أيضاً على ذبيحة إيمانكم وخدمته أُسر وأفرح معكم أجمعين » (في2: 17)، مجاناً أخذتم. فيا ليتكم تُعطون مجاناً ما تريدون أن تحتفظوا به - هذه هى التضحية.

ثم يوجد فرح في الصلاة (في4: 6) وذلك عندما تحددون طلباتكم، فتسألون ما تشعرون في قرارة نفوسكم بالاحتياج إليه، يجب أن لا تطلبوا بعدم اهتمام، ولكن يجب أيضاً في الوقت نفسه أن لا تكونوا ضحية الاهتمام « لا تهتموا بشيء ... بل في كل شيء بالصلاة » والله لا يمكن أن يغض النظر عن احتياجكم، بل يسد كل أعوازكم، فقط لاحظوا أن تكون صلواتكم مقترنة بتشكراتكم.


 

وليم بنز

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS