الأربعاء 31 يناير - كانون الثاني - 2001

النعمة


بالنعمة أنتم مخلصون (أف2: 5)

نعمة الله معناها إحسان الله المجاني للإنسان النجس الهالك كما هو مكتوب « بالنعمة أنتم مخلصون » « متبررين مجاناً بنعمته » (رو3: 24). نعمة الله هى محبته الأزلية الأبدية في المسيح يسوع، تلك النعمة التي لا تجد في الإنسان باعثاً للعمل لأجله ولكن مصدرها قلب الله وحده دون سواه، الله الذي أحبنا ونحن خطاة، ويحبنا الآن ونحن أولاده ولا يكف عن محبته لنا، وهو الذي سيحفظنا ويخلصنا خلاص الأجساد بمجيء ربنا. النعمة مصدر كل بركة، هى مخلصة، وخلاصها كامل أبدي، وطوبى للنفوس التي ذاقت أن « الرب صالح ».

عندما كان الله عازماً على أن يقطع الإنسان من على وجه الأرض بواسطة دينونة الطوفان، قيل عن نوح « وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب » (تك6: 8). ويحدثنا بولس عن خلاصه قائلاً « تفاضلت نعمة ربنا جداً مع الإيمان والمحبة التي في المسيح يسوع » (1تي1: 14). ونقرأ عن المؤمنين أنه ليس لهم فقط « سلام مع الله بربنا يسوع المسيح » بل أيضاً « قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مُقيمون » (رو5: 1،2) ومعنى ذلك أننا مُقيمون أمام الله في كل حين كغرض نعمته ونحن نتمتع بالنعمة والسلام على أساس الإيمان.

يعلمنا الكتاب أن الناموس والنعمة على طرفي نقيض، فالناموس يُطالب المخلوق بكل شيء وإن قصّر يوقع عليه قصاص اللعنة، أما النعمة فتُحسن وتبارك مجاناً، تُحسن إحساناً زمنياً وأبدياً، تعطي الإنسان هبات من الله ينالها ويتمتع بها الإنسان بالإيمان. الناموس يقول « افعل هذا فتحيا » (لو10: 28). أما النعمة فتقول « اسمعوا فتحيا أنفسكم » وأن « هبة الله هى حياة أبدية » « الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية » (إش55: 3؛ رو6: 23؛ يو3: 36). الناموس يقول إن لم تحب الرب إلهك من كل قلبك تُلعن. أما النعمة فتنادي « هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية » (يو3: 16). الناموس يطلب من الإنسان أن يقدم براً لله على مبدأ الأعمال. أما النعمة فتصرّح « بر الله بالإيمان الذي بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون » (رو3: 22). جميل أن نرى الرسول يعلمنا بالروح القدس « لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة » (رو6: 14). ويا لها من راحة تحصل عليها نفوسنا وتعزية تحظى بها مشاعرنا.


 

تشارلس ستانلي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS