الثلاثاء 30 يناير - كانون الثاني - 2001

نفرح بالله وننتظر المسيح


والرب يهدي قلوبكم إلى محبة الله وإلى صبر المسيح (2تس3: 5)

أمران هما مصدر فرح للمسيحي وهو على الطريق: رجاء مجيء الرب، والشركة الحاضرة مع الله الآب، وابنه يسوع المسيح. وهما مترابطان بحيث لا يمكن الفصل بينهما دون خسارة تقع على نفوسنا؛ فلن يتسنى لنا أن الله يمتعنا بجميع الفوائد التي قصدها لنا في طريقنا بغير الاثنين معاً. ولا شيء يستطيع أن يفصلنا من هذا العالم الحاضر الشرير نظير انتظار مجيء الرب في أية لحظة. والمسيح شخصياً هو الغرض الذي أمام النفس ونحن ننتظره آتياً. وفي هذه الحالة نكون أقدر على إدراك فكر الله ومقاصده من جهة العالم الذي رفض ابنه الحبيب والذي هو على استعداد أن يرحب بظهور ضد المسيح والسجود للتنين والوحش قائلاً: مَنْ مثله؟ (رؤ13: 2؛ 2تس2).

بيد أننا إذا تناولنا هذا الرجاء بالانفصال عن الشركة مع الله، فلن نحصل على القوة، لأن النفس إذ ترى رفض العالم للمسيح، وأن لا حكمة لدى حكمائه، وأن جميعهم في الطريق إلى الدينونة، وأن الشر يزداد: تتضايق، تكتئب، ويحزن القلب. أما إذا كان المسيحي - بالنعمة - في شركة حاضرة مع الله، فإن نفسه تكون راسخة، هانئة قدام الله، إذ فيه تعالى رصيد عظيم من البركة لا يمكن للظروف أن تمسه أو تغيره. قد يتصدع رأسه بالأخبار السيئة، وتقع منه العين على الأحزان، لكن قلبه ثابت واثق في الرب، الأمر الذي يرفعه فوق الظروف، ينتظر الرب آتياً لكي ينقله من هذا المشهد الذي يرفض المسيح فيكون معه كل حين.

والمسيحي الذي ينتظر المسيح آتياً من السماء، له المسيح شخصياً هدف لنفسه. فليس فقط إنني سأمضي إلى السماء وأكون سعيداً، بل أن الرب نفسه سيأتي من السماء لأجلي ولأجل جميع قديسيه، وربما اليوم يتم هذا. وهذا هو منبع فرح القديس؛ كما يقول الرب « آتي أيضاً وآخذكم إليَّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا » وكأن سيدنا يريد أن يقول: حيث أجد مسرتي، تجدون أنتم أيضاً مسرتكم، أنا معكم وأنتم معي « وهكذا نكون كل حين مع الرب » (1تس4: 17).

وانتظار هذا السيد المرفوض هو الذي يطبع أخلاق القديسين وسلوكهم، فأنا الآن أسير في العالم الذي رفضه. وبقدر ما أكون في شركة مع الله، بهذا القدر عينه أحس بأهمية الانفصال عن هذا العالم.


 

هنري روسييه

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS