الثلاثاء 5 سبتمبر - أيلول - 2000

التجربــة


« الذي يحبه الرب يؤدبه » (عب6:12)

ما من ثغرة يفتحها المسيح إلا لكي يدخل منها ويربط النفس والقلب بشخصه ارتباطاً وثيقاً. وإن كان ذلك يقودنا إلى أن نزداد مثقال ذرة في معرفته واختبار محبته، فإن كل الآلام التي تسببها هذه الثغرة وأكثر منها لا تُحسب شيئاً في سبيل هذا الغرض السامي الذي لا يوازيه شيء في الوجود.

ما من إنسان يقطع سبيله هيناً ليناً في هذه الحياة، وإن كانت الآلام تتفاوت بين الواحد والآخر، ولكن على كل حال، فإن تلك الآلام « يسيرة » (أي إلى حين) ولازمة « إن كان يجب » .. لا تجزع، فإن الـمُمسك بزمام « إن كان يجب » هو الله. وهو لا يلتذ بأن يؤلمنا، بل يسمح بدخولنا في التجربة إن كان لها لزوم، ومع كلٍ فذلك إنما إلى حين يسير.

ما من مركز يوجد فيه المؤمن إلا ويمكنه أن يذهب فيه إلى الله طالباً المعونة.

لقد كنت سعيداً جداً في أثناء مرضى لأني شعرت بدرجة أكبر من ذي قبل بأن السماء ليست غريبة عنى، وأن حضن الآب لي وأنى سأكون مع المسيح إلى الأبد.

إن الكبرياء ومقاومة الحزن بثبات وعدم مبالاة، لا تجدي نفعاً إذ أنها لا تقرّب النفس إلى الله، بل في الحقيقة تُبعدها عنه. عندما يكمل الحزن ويمتنع كل عون، نشعر بتوثيق العلاقة مع الله الذي ليس لنا سواه، والمستعد بل والقادر على معونتنا.

إذا أخذنا كل أحزاننا ومشاكلنا إلى الله، واجتزنا فيها كلها برفقته، لا تتثقل قلوبنا بل نشعر بسعادة وحرية لأن نمضي ونعتني بالآخرين.

عندما تدخل النفس المؤمنة في التجربة، فإن إيمانها يتجه بطبيعته إلى الله كملجأه ورجائه الوحيد، ولذلك لا يوجد وقت أحلى من وقت التجربة للنفس التي تثق في الله وتتكل عليه.

وإذا رجعنا بذاكرتنا إلى حياتنا الماضية، نجد أن لدينا من دواعي الشكر لله على تجاربنا، أكثر من دواعي الشكر على أي شيء آخر.

وسيأتي الوقت الذي فيه تنتهي كل أحزاننا، أما حبيبنا فيبقى لنا. إنه الـمُحب الحقيقي المجرب. لقد دخل في أعمق آلامنا وأحزاننا وسيجعلنا شركاء فرحه وسعادته إلى الأبد.


 

داربى

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله -