الخميس 18 يناير - كانون الثاني - 2001

طاعة إيليا


وكان كلام الرب له قائلاً (1مل17: 2)

يحدثنا العدد الأول من 1ملوك17 عن إتمام إيليا للمأمورية التي أخذها من الرب. وهنا نجد الرب يتحدث إلى خادمه مرة ثانية كمكافأة ثمينة لما فعل. هذا هو طريق الرب الذي يُسَر أن يكون في شركة مع مَنْ يطيعه. فالله لا يعطي إعلانات جديدة إلا إذا وجد خضوعاً لما سبق وأعطاه، كما حدث مع إبراهيم عندما « قال الرب لأبرام اذهب ... إلى الأرض التي أريك » (تك12: 1) لكنه بدل ذلك سار إلى حاران (11: 31) فلم يظهر له الرب إلا بعد أن رحل من هناك وأطاعه طاعة كاملة (12: 4-7). لكن الله يقود عبده خطوة بخطوة وذلك لأن الطريق الذي عليه أن يسلكه هو طريق الإيمان؛ والإيمان ضد العيان وضد الاستقلال عن الله. فالله لا يكشف لنا كل الطريق الذي أمامنا، بل يحدد نوره بالنسبة للخطوة التالية فقط، حتى نبقى متكلين عليه دائماً. وهذا الأمر لا يستلذه الجسد، ولا سيما في أولئك الذين هم بالطبيعة غيورون ومتحمسون. وبلا شك كان النبي متحيراً قبل أن يترك جلعاد إلى السامرة، إذ ماذا سيفعل بعد أن يوصّل رسالته؟ لكن هذا ليس شأنه، بل كل ما عليه الآن هو أن يطيع الأمر الإلهي ويترك الخطوة التالية لحكمة الله « توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد، في كل طرقك اعرفه وهو يقوّم سُبلك » (أم3: 5،6). فلو اعتمد إيليا على فكره لكان الاختباء عند نهر كريث آخر اختياراته، ولو تبع فطرته أو لو فعل ما اعتبره يمجد الله، لاندفع في رحلة تبشيرية في مدن وقرى السامرة شاعراً بأنها مهمته الشخصية أن يفعل ما بوسعه ليوقظ ضمائر الناس، فيوقف آخاب انتشار الأوثان. لكن هذا ما لم يُرِد الله من عبده أن يفعله، فما فائدة الاستحسان البشري والمنطق أمام الفكر الإلهي؟ لاحظ القول « وكان كلام الرب له » وليس « وانكشفت مشيئة الرب له »، ولا « عرف فكر الرب » لأنه في هذه الأيام كثيرون يتحدثون عن الحصول على فكر الرب أو اكتشاف مشيئة الله في أمور إذا تفحصناها لوجدناها لا تزيد عن وهم أو ميل شخصي، أما فكر الرب ومشيئته - عزيزي القارئ - فلن تجدها إلا في كلمته، وهو لا يُسّر بخلافها. فطالما « كان كلام الرب له » فلا داعي لأن يذهب ويفتش عنه في أي مكان آخر.


 

أرثر بنك

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS