وقام بعد أبيمالك لتخليص اسرائيل تولع بن فواة بن دودو رجل من يَساكر كان ساكناً في شامير في جبل أفرايم (قض10: 1)
في تولع بن فواة نجد صورة رمزية جميلة لربنا المعبود، في شخصه وفي عمله، ذاك الذي هو موضوع الكتاب كله:
1 - « قام بعد أبيمالك » - أبيمالك المتغطرس الذي أراد أن يُعظم ويرفع نفسه (قض9)، وتولع في هذا رمز للرب يسوع، آدم الأخير، الإنسان الثاني الرب من السماء.
2 - « قام ... ليخلص اسرائيل » - صورة للرب يسوع المخلِّص (لو2: 11)، مخلص اسرائيل الحقيقي (أع13: 23) ومخلص العالم (يو3: 17؛ يو12: 47)، وهو أيضاً مخلِّصي أنا (لو1: 47).
3 - « تولع » - معناه « دودة ». وفي كلمة الله يُقصد بالدودة الضعف الشديد والاحتقار والازدراء (إش41: 14). والرب يسوع في اتضاعه كان محتقراً ومخذولاً من الناس، وصُلب من ضعف، وقال عن نفسه بروح النبوة « أنا دودة (تولع) لا إنسان » (مز22: 6).
4 - وهو ابن « فواة » - أي « الكلمة » أو « المتكلم ». والابن هو الكلمة، الأقنوم المُعبِّر عن الله (يو1: 18؛ عب1: 1)، عبَّر في الخليقة عن حكمة الله وقدرته، وعبَّر في الفداء عن محبة الله وبره، وسيعبِّر في الدينونة عن قداسة الله وعدله وغضبه.
5 - ابن « دودو« - ومعناه « محبوب يهوه »، صورة لذاك الذي هو « ابن محبة الآب » (يو3: 35، 5: 20). ففي الابن استقرت المحبة الأبوية واللذة السرية التي لا يعرفها سوى مَنْ كان وحيداً عند أبيه (تك22: 2).
6 - « رجل من يساكر » ومعناه « أجرة » أو « مكافأة » - والرب يسوع لكونه الإنسان الكامل الذي مجَّد الله تمجيداً كاملاً، قد أُعطي عطايا ومكافآت من الآب « صعدت إلى العلاء. سبيت سبياً. قبلت عطايا بين الناس (أي كإنسان) » (مز68: 18). لقد مجَّده الله ورفَّعه وأعطاه اسماً فوق كل اسم (يو17: 22؛ في2: 9)، وأعطاه المُلك (مز2: 6)، وأعطاه أن يدين (يو5: 22)، وأُعطيت له الكنيسة: عروسه السماوية التي ستشاركه أمجاده (يو17: 6).
7 - وكان ساكناً في « شامير » الذي يعني « الثبات والصلابة ». والثبات والدوام وعدم التغيّر هما في المسيح دون سواه « هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد »، « ليس عنده تغيير ولا ظل دوران »، الكل يذهب إلى الشيخوخة، أما هو فسنوه لن تنتهي.
8 - وكانت مدينة سُكناه في جبل « أفرايم » ومعناه الإثمار المضاعف. وربنا المعبود هو حبة الحنطة التي وقعت في الأرض وماتت لكي تأتي بالثمر الكثير (يو12: 24).
فايز فؤاد
|