السبت 8 يوليو - تموز - 2000

المعزى الآخر


« متى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم من الآب؛ روح الحق .. يشهد لي » (يو26:15)

تبدو أهمية تعضيد الروح القدس للشهادة في الفترة الحاضرة، في هذه الأمور الثلاثة:

1 - عداء العالم : فأتباع المسيح مُحاطون بدائرة من البغضة العمياء من العالم، وبصفة خاصة العالم الديني. فكيف يمكن استمرار الشهادة على الأرض بعد رحيله؟ الإجابة بواسطة الروح القدس.

2 - ضعف التلاميذ : فالدائرة المسيحية صغيرة، وشهود الرب ضعفاء. لقد شبههم الرب بقطيع صغير وسط ذئاب؛ فكيف يواجه التلاميذ الضعفاء قوة هذا العالم الغاشم؟ إنهم سيفعلون ذلك بقوة الروح القدس المعزى، الواقف بجوار التلاميذ ليعينهم ويعضدهم.

3 - موضوع الشهادة : فليس فقط ضعف التلاميذ، وليس فقط عداء العالم، بل أيضاً موضوع الشهادة. فكيف يمكن للتلاميذ وهم مجرد بشر، أن يشهدوا للحق، إذا عرفنا أن جوهر الحق المطلوب الشهادة له هو الله، وموضوعه هو الابن الممجد في السماء؟ لذلك تحتم أن يضطلع الروح القدس بهذه المهمة لأنه « روح الحق »، الذي يرشد إلى جميع الحق (يو26:15، 13:16). والتعبير الذي استخدمه المسيح هنا عن الروح القدس؛ أعنى المعزى (وباليوناني: باركليتوس)، يتضمن أنه يقف إلى جوار التلاميذ في مواجهة عالم معادى، كما يتضمن أنه يجلب إليهم تعزيات السماء إذ يشهد لهم عن محبة الآب ومجد الابن.

وهاتان الخدمتان من الروح القدس لنا، تذكراننا بما فعله عبد إبراهيم قديماً مع رفقة بحسب ما ورد في تكوين 24، هناك نجد العبد يتحدث عن مقاصد الآب (إبراهيم) من نحو ابنه المحبوب (اسحق)، كما يشهد على مسامع رفقة عن عظمة اسحق ومجده، واختيار الله لها لتشغل المقام السامي كعروس لاسحق. وهو في هذا رمز للمعزى؛ الروح القدس. وكما أعطت شهادة العبد لرفقة الشجاعة الإيجابية فأمكنها أن تقول لشعبها ولبيت أبيها « أذهب »، والشجاعة السلبية فتحملت السفر عبر القفار، هكذا حدث أيضاً مع الكنيسة نتيجة شهادة الروح القدس.

والعبد الذي يعرف أفكار إبراهيم وأشواق اسحق، كم كان حديثه معزياً لرفقة طوال رحلة البرية. وفى الحقيقة إن شهادة الروح القدس لنا عن محبة الآب ومجد الابن، هما خير وسيلة لفصلنا عن هذا العالم الفاسد، بل وجعلنا نستخف بآلام الزمان الحاضر.


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS