الاثنين 24 يوليو - تموز - 2000

المواظبة على الصلاة


« واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر » (كو2:4)

هل فقط المؤمنون المتقدمون الذين قد درسوا تماماً كلمة الله، هم الذين يمكنهم أن يصلـّوا؟ لحسن الحظ كلا! هل يمكن أن الوالدين يُخبران طفلهما أنه يجب عليه ألا يطلب منهما شيئاً إلى أن يكبر، وذلك لأن الطفل لا يزال يتكلم بارتباك وأحياناً يطلب أشياء غبية؟ بالقطع كلا! إنهما يُسرّان عندما يأتي طفلهما إليهما بطلباته. هذا برهان على أن الطفل مقتنع أنهما والداه، وأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً بدونهما، وأنه واثق فيهما أيضاً، إنه مقتنع أنهما يحبانه ويعتنيان به، رغم أنه ربما لا يكون واعياً تماماً بهذا كله.

إن الله أبانا يصغي بفرح عميق لأصواتنا حينما نأتي إليه. ألسنا أولاده؟ لقد قال عن بولس الذي كان قد آمن حالاً « هوذا يصلى ». وقد جعل الرسول بولس يكتب إلى التسالونيكيين الراجعين إلى الله حديثاً « صلوا بلا انقطاع! » وهذا الرسول العظيم، والذي بواسطة كرازته ربما يكون قد خلص الملايين في ذلك الوقت، والذي تلقى إعلانات خاصة عن المشورات الإلهية الكاملة، والذي اختُطف مرة إلى السماء الثالثة - إلى الفردوس وسمع كلمات لا يُنطق بها
(2كو2:12-4) هذا الرسول العظيم كان هكذا مقتنعاً بقوة صلاة أولئك الراجعين إلى الله حديثاً حتى أنه طلب منهم قائلاً « أيها الأخوة صلوا لأجلنا » (1تس25:5) .

إن أوضح برهان على أن المؤمن ينمو، هو بلا شك عندما يزداد تقديره لأهمية الصلاة، نعم، إنه بدون الصلاة، كل شيء تافه ولا قيمة له.

إن الله أبانا يُخبرنا « لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلم طلباتكم لدى الله ». وإذا كنا أحياناً نطلب أشياء غبية لا تستطيع محبته أن تمنحها لنا، لكن « سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع » (فى6:4، 7).

ليت الرب يهبنا جميعاً أن نزداد إدراكاً لقيمة الصلاة، وأن نستخدم هذا الامتياز غير المحدود على الدوام. كم ستكون سعادة قلوبنا حينئذ، وأية شهادة ستفيض من حياتنا.


 

هـ.ل. هايكوب

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS