الاثنين 1 مايو - أيار - 2000

فقدان صورة الذات


« ها أنت جميل يا حبيبي وحلو » (نش16:1)

في إجابة العروس للعريس نرى جمالاً حقيقياً. فعندما سمعت العروس من حبيبها عبارات المدح والإعجاب، لم تَقُل شيئاً عن نفسها. ولا حتى عن رداءة أصلها، أو أنها غير مستحقة هذا المدح. فالذات قد نُسيت تماماً، وهذا هو الإتضاع الحقيقي. فقد نتكلم كثيراً عن رداءة نفوسنا وعدم استحقاقنا، ومع ذلك يظل القلب مليء بالغرور والكبرياء.

فالإتضاع الحقيقي هو عدم التحدث أساساً عن الذات. سواء في الإيجاب أو السلب، سواء مدح أنفسنا والمشغولية بنجاحنا وصلاحنا أو ذم أنفسنا والتفكر في رداءتنا.

وهذا الدرس ليس بالسهل أن نتعلمه. ولكن تفكرنا في النموذج الأعظم - الرب يسوع وكيف « أخلى نفسه » و « وضع نفسه »، سيقودنا إلى إنكار الذات بل والتفرغ من الذات نهائياً.

فآدم الأول عندما أراد ن يرفع نفسه، قد وُضع. ولكن آدم الأخير وضع نفسه ولذلك « رفـّعه الله « (فى9:2) .

وهذا المبدأ واسع التطبيق جداً. فهو يمتد ليشمل الحياة بأسرها، فقد رأيناه واضحاً في آدم الأول وآدم الأخير، ونراه واضحاً يومياً أمام عيوننا. فالطبيعة الساقطة فينا تُسّر دائماً وتميل إلى الارتفاع والكبرياء والتعالي « تكونان كالله »
(تك5:3) ، ولكن الطبيعة الجديدة تُسّر أن توجد في المكان الخفيض إلى أن تسمع القول « ارتفع إلى فوق » (لو10:14) .

فكيف نتعامل إذاً مع الطبيعة العتيقة؟ يقول الكتاب « الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات »
(غل24:5) .

ليتنا نسلك بموجب قوة ونور هذا الحق العظيم، فيميزنا الاتضاع وفقدان صورة الذات فنجد راحة حقيقية لنفوسنا، ونُميت بالروح كل أعمال الجسد البغيض الذي يُسّر بالارتفاع والتعالي.

أيها الرب يسوع ليتك ترحمنا من هذا الداء البغيض، فيكون كل منا « صغيراً في عيني نفسه » ولا يرتفع قلبه ولا تستعلي عيناه
(مز1:131) .


 

أندرو مولر

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS