الجمعة 24 مارس - آذار - 2000

كفاية النعمة


« صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مُقيمون » (رو2:5)

بعد أن خلصنا بالنعمة، ها نحن نُقيم في النعمة، ولأننا نُقيم - أي نسكن في النعمة، فإننا أيضاً نقوم فيها (1بط12:5) ، أي نقف راسخين غير متزعزعين. نقف ولا نسقط لأن النعمة تعضدنا، وتحمينا من السقوط. فالنعمة ليست فقط طريق الله لخلاص الخاطئ، بل أيضاً لحفظ المؤمن وتقوية الخادم.

والنعمة هي المعلمة لنا في جهلنا
(تى12:2) ، وهى المقوية لنا في ضعفنا، إذ يقول الرسول بولس لابنه تيموثاوس « فتقو أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع » (2تى1:2) .

والنعمة هي الكافية لنا في احتياجاتنا مهما تنوعت، كقول الرب للرسول بولس « تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل »
(2كو9:12) .

إن النعمة هي بالحقيقة نهر دافق ينبع من عرش الله وينساب إلى حياة الإنسان فيشفى كل ما يقابله. فهي نابعة من قلب الله، وتتمم كل مقاصده. ولا توجد للمؤمن الحقيقي أية حاجة أخرى لا تملأها نعمة الله الغنية، فإلهنا الآن جالس على عرش النعمة، ونستطيع أن « نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه »
(عب16:4) .

« ننال رحمة » تواجه كل ضعفات الماضي وسقطاته، « ونجد نعمة » لمواجهة أعواز الحاضر وتحديات المستقبل. بالرحمة يعفينا الله مما كنا نستحقه، وبالنعمة يعطينا ما لم نكن نستحقه.

نعمة الله بالإجمال تفوق الوصف والتعبير. فكم كُتبت عنها مجلدات، ونُظمت في وصفها ترنيمات، وامتلأت بغناها قلوب، وبالتغني لها أفواه.

لهذا لاق بالرسول بطرس أن يطمئن أخوته في ظروفهم الصعبة، قائلاً لهم « ألقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح »
(1بط13:1) .

عزيزي.. إننا الآن في أبهى عصور البشرية! عصر النعمة. تشدد يا أخي، فإنك مُقيم في النعمة، ويعتني بأمورك الشخص الجالس على عرش النعمة، ويمسك بيمينك الصديق الذي قلبه ممتلئ بالنعمة.

نعمة تكفى لطول الرحلة مـــن بدايتهـــا لحـــد لقــــاك
ماشية معايا بكل عنايـة لحد ما تبجي تأخذني معـاك


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS