الأربعاء 16 فبراير - شباط - 2000

على مَنْ يقع اللوم؟


« فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره؟! » (عب3:2)

لنفرض أن هناك سفينة في عرض البحر وهى متهالكة جداً وغير مُحكمة لدرجة أنها تمتلئ بالماء بسرعة، وفى طريقها إلى الغرق. ولنفرض أنه قد جهزت كل الترتيبات على الشاطئ، وأقلع قارب للنجاة يكفى لإنقاذ كل مَنْ في السفينة واقترب القارب من السفينة، وطلب قبطانه من الذين في السفينة مغادرتها والثقة به، مؤكداً لهم سلامة الوصول إلى الشاطئ في قاربه، ولكنهم رفضوا الدعوة رفضاً باتاً .. وقال أحدهم « إن هذه السفينة ليست سيئة جداً ولكنها تحتاج إلى طلاء خارجي فقط ». وقال آخر « ابتعد أنت بقاربك، إن عندنا نجاراً خاصاً هنا ووظيفته هي إصلاح هذه السفينة ».

وفى النهاية امتلأت السفينة بالماء وغرقت. أخبرني الآن على مَنْ يقع اللوم في حالة غرق كل شخص غبي ومستهزئ؟ إن اللوم لا يقع إلا على أنفسهم. فلقد أرسل إليهم قارب النجاة وهم الذين رفضوا.

إن الإنسان هو تلك السفينة الخربة، فلقد أفسدته الخطية، وهو يمتلئ أكثر وأكثر كل يوم بالخطايا إلى أن يغوص بخطاياه في الهلاك الأبدي. ويسوع المسيح هو قارب النجاة. لقد أحب الله هذا العالم المسكين الخرب حتى أرسل إليه قارب النجاة لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.

هل صدق العالم الله؟ كلا. لقد رفضوا محبته الشديدة وخلاصه العظيم. لقد قتلوا ابن الله، ولقد كان موت المسيح هو الذبيحة آلتي قدمها الله للتكفير عن الخطية، ولقد أقامه الله من الأموات وأصبح المسيح الـمُقام هو قارب النجاة لكل نفس تثق فيه وتؤمن به.

أين أنت أيها القارئ العزيز؟ هل أنت في قارب النجاة أم في السفينة القديمة؟ هل أنت في المسيح، أم أنك مازلت تتكل على مجهوداتك وعلى برك الذاتي؟ هل أنت من المفديين؟ هل تستطيع أن تقول إن لك فيه الفداء بدمه غفران الخطايا؟
(كو14:1) ؟ أم أنك مازلت من هذا العالم المذنب الـمُدان بجريمة رفض وقتل ابن الله؟

هل أنت متكل على العبادة الصورية والتدين الظاهري؟ ماذا ينفع هذا الطلاء الخارجي؟ إن السفينة تغرق وإذا بقيت بها ستغوص بك وبيدك فرشاة الطلاء.

اعترف بأنك خاطئ هالك وفاسد تماماً. آمن بنعمة الله آلتي أرسلت إليك قارب النجاة يسوع المسيح. آمن به من كل قلبك.


 

تشارلس ستانلي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS