الثلاثاء 5 ديسمبر - كانون الأول - 2000

الحزن المقدس والتعزية


« طوبى للحزانى لأنهم يتعزون » (مت4:5)

إن عيني الرب على أولئك الذين تسبب لهم الخطية حزناً. فهو يعرف الذين يتنهدون وسط أورشليم على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها (حز4:9) والذين يغتمون على انسحاق يوسف (عا 6:6) . أولئك النائحون نوحاً مقدساً سيعزيهم الرب، فهو يسمع أناتهم وزفراتهم، ودموعهم محفوظة في زقة (مز8:56) . وفى وقته سيعطيهم جمالاً عوضاً عن الرماد، ودهن فرح عوضاً عن النوح، ورداء تسبيح عوضاً عن الروح اليائسة (إش3:61) .

لكن متى يتعزون؟ سريعاً. فالرب لم يَقُل طوبى للحزانى لأنهم سيتعزون، بل لأنهم يتعزون .. إن الرب لا يحتمل ضيقة نفس المؤمن. تشجع أيها الأخ الحزين، فإن عزاء الرب قريب « لأنه لم يحتقر ولم يرذل مسكنة المسكين ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صراخه إليه استمع »
(مز24:22) .

ونلاحظ أن هذا مبدأ عمومي ينطبق على كل شئ. فالذي ينوح لأجل القداسة، سيفرح لأنه حصل عليها. ومَنْ يبكى على النفوس، سيكون أول مَنْ يفرح بخلاصها. وقديماً قال المرنم في المزمور « الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج. الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع. مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه » (مز5:126، 6).

« عند المساء يبيت البكاء. وفى الصباح ترنم »
(مز5:30) - البكاء في المساء .. وها نحن نعيش الآن في ليل هذا العالم، العالم المظلم .. وها نحن نعبر الوادي، وادي البكاء، لكن سيمضى المساء بعد قليل، وسنجتاز قريباً الوادي وسينتهي البكاء ويأتي الصباح « وفي الصباح ترنم ».

إن التعزية تنتظرنا في ذلك الصباح الصحو الذي بلا غيوم، وذلك النهار الكامل واليوم الأبدي حين يتم قول الرائي « وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم. والموت لا يكون فيما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد، لأن الأمور الأولى قد مضت. وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شئ جديدا » (رؤ4:21، 5).

ليــس كمــــالَ للعـــــزا حتى أرى فادى البشـر
يجيء من أوج السمــا ينقذنــي مـــن الخطــــــر
فهو لنــا نعـــم الرجــــا فنستظـل فــي حمـــــاه
وبعــد سعيـنــــا هنـــــا وجهــاً لوجـــهٍ سنــــراه


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS