الأحد 5 نوفمبر - تشرين الثاني - 2000

الشاهد الأمين الصادق


« وأما يسوع فكان ساكتاً . فأجاب رئيس الكهنة وقال له أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله. قال له يسوع أنت قلت » (مت63:26،64)

إن أول رجل في التاريخ، حاول أن يبرر نفسه أمام الديان العليم بكل شيء (تك12:3) . أما الإنسان الثاني البريء، فلم يبرر نفسه أمام قاضى ظالم من البشر. لقد سكت. ونقرأ عن سكوته في الأناجيل سبع مرات:

« وأما يسوع فكان ساكتا »
(مت63:26) .

« لم يُجب بشيء »
(مت12:27) .

« فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدا »
(مت14:27) .

« أما هو فكان ساكتاً ولم يُجب بشيء »
(مر61:14) .

« فلم يُجب يسوع أيضاً بشيء حتى تعجب بيلاطس »
(مر5:15)

« وسأله بكلام كثير فلم يُجبه بشيء »
(لوقا9:23) .

« وأما يسوع فلم يُعطه جوابا »
(يو9:19) .

ما أعظمك ياربنا المعبود! يا مَنْ قيل عنك « الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضاً، وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلـِّم لمن يقضى بعدل »
(1بط23:2) .

ثم يفقد رئيس الكهنة أعصابه، فيلجأ إلى إجراء حاسم، هو القسم، لإجبار هذا الصامت المهيب الواقف أمامه على الكلام. « فأجاب رئيس الكهنة وقال له أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟ »
(مت63:26) . لقد أتى الله بتلك اللحظة لكي يستعلن الدوافع الحقيقية في قلب الإنسان لرفض ابن الله. لأن إدانة الرب يسوع لم تُبن على شهادات من شهود الزور، كلا، فإن اتهاماً واحداً من جانب الإنسان لم يكن سبباً في هذه الإدانة، لكنها كانت بسبب شهادة الحق التي نطق بها ذلك الذي هو « الحق » (يو17:1،يو6:14،يو37:18). فإذ قد استُحلف وأُلقى عليه القسم، لم يكن ممكناً أن يظل صامتاً وإلا كان ذلك مخالفاً للشريعة. فعبارة « أستحلفك بالله » تضمنت صيغة القسم، وحين يلقيها القاضي فهي تُلزم الـمُستحلف أن يؤدى الشهادة (لا1:5) . فما أعظم شخصه وهو يقف في وسط كل هذا الخبث والكذب! في سكوته كان هو الإنسان الخاضع. وفى كلامه كان هو « الشاهد الأمين الصادق ». وقد أجاب يسوع قائلاً « أنا هو » (مر62:14) ، وقال له يسوع « أنت قلت » (مت64:26) . وهكذا نطق بشهادته التي بسببها أُدين كمُذنب ... إنه كالخاضع لناموس الله والـمُسلـِّم لمشيئة الله الكاملة « وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب » (فى8:2) .


 

فريتس فون كيتسل

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS