الأربعاء 4 أكتوبر - تشرين الأول - 2000

الطريقة الإلهية لنوال البركة


« من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يُرحم » (أم13:28)

إن محاولة الإنسان كتم خطيته ومعصيته، هي غلطة كبيرة وخطيرة. على أن الناس ينفرون من الاعتراف الصريح بحالتهم وتصرفاتهم. ويبدو أنه من الطبيعي للإنسان الساقط (منذ محاولة أبوينا إخفاء عريهما خلف مآزر أوراق التين) أن يحاول إخفاء عاره، ظناً منه أن ذلك يجنبه نتائج خطاياه. غير أن كلمة الله تعلن هذه الحقيقة بوضوح، وهى أن مَنْ يبرر نفسه، سيدينه الله في النهاية. أما الذي يقف إلى جانب الله ويدين نفسه، فهو الذي يتبرر من كل شيء.

أما الاعتراف، فهو الوسيلة المرتبة من الله لضمان راحة الضمير. ونقصد الاعتراف لله، وليس الاعتراف لوسيط بشرى. ومكتوب « إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم »
(1يو9:1) . والأساس هو كفارة ربنا يسوع المسيح، لأنه في غنى نعمته حمل خطايانا على الصليب وسفك دمه الكريم لينزع الخطية. ولذلك يستطيع الله أن يكون باراً ويبرر مَنْ هو من الإيمان (رو26:3) .

وليس معنى الاعتراف، الإقرار العمومي بأن الحياة مليئة بالخطايا والآثام، إقراراً يُقصد به راحة النفس وتهدئتها، فإن الاعتراف الصحيح الـمُخلص ينطوي على التوبة الحقيقية والحكم على الذات. ومن هنا يقول الحكيم « مَنْ يقرّ بها ويتركها يُرحم ». والشخص التائب لا يعود يتمسك بالسلسلة التي تقيده أو يتعلق بها، بل يتوق إلى الخلاص منها نهائياً. فهو يأتي إلى الله بنفس معترفة اعترافاً صادقاً بطرقه غير المقدسة وأفكاره وأقواله، طالباً نعمة للكف عنها والسلوك باستقامة قدام الرب. وفى داود صورة كريمة للتغيير الذي يطرأ على الإنسان حين يكف عن إخفاء خطاياه وكتمانها، ويخرج إلى نور حضرة الله معترفاً بها قدامه. ومثل هذا الشخص، هو وحده الذي يعرف غبطة غفران الإثم وستر الخطايا، مُغنياً « طوبى للذي غُفر إثمه وسُترت خطيته، طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا في روحه غش »
(مز1:32) .

وحينما يحاول الإنسان أن يستر ويكتم خطيته، فهو إنما يضاعف بنود القائمة الـمُرعبة، لأنه يأبى أن يخضع للوصية الصادرة لجميع الناس في كل مكان أن يتوبوا
(أع30:17) . ولكن حين يستر الله الخطية، فهو يسترها بالتمام وينساها إلى الأبد.


 

هـ.أ. أيرنسايد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS