آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

  قريب على الأبواب

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

الفصل العاشر

الحالة الأبدية

“الأبدية” هي بالمقابلة مع “الزمن” أو “الأزمنة”، فالزمن ينتهي بزوال السماوات والأرض الحاضرة. ولا يفوتنا أن السماوات التي ستزول هي السماوات المخلوقة، أما السماوات الأزلية «سماء السماوات» الخاصة بالله فهي أزلية أبدية. وفي الأبدية لا أزمنة ولا أوقات ولا تدبيرات، لا حدود ولا فواصل ولا دوران، بل حالة دائمة مستقرة لا نهائية.

كان زمان الملك الألفي زماناً سعيداً يملك البر فيه كما رأينا، ولكنه لم يكن في الحالة الكاملة، لأنه كان هناك شر يقضى عليه. أما الحالة الأبدية فهي الحالة الكاملة التي فيها يسكن البر بصفة دائمة، في السماوات الجديدة والأرض الجديدة التي لم يشأ الروح القدس أن يعطينا في الكتاب وصفاً مسهباً عنها، لأنها فوق إدراكنا المحدود في الوقت الحاضر، ولكنه أعطانا وصفاً موجزاً لها في رؤيا1:21-5 حيث نقرأ «ثم رأيت سماءً جديدة وأرضاً جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا والبحر لا يوجد فيما بعد». فهي توصف بأنها جديدة من كل وجه؛ في طبيعتها وكل أحوالها. وعدم وجود البحر فيما بعد يدل على عدم وجود فواصل أو حدود، كما أنه يشير إلى السلام الثابت المستقر لأن البحر رمز الاضطراب.

ثم يعطينا الوحي وصف الكنيسة عروس المسيح في الحالة الأبدية مرموزاً إليها بالمدينة المقدسة أورشليم الجديدة فيقول الرائي «رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها وسمعت صوتاً عظيماً من السماء قائلاً. هوذا مسكن الله مع الناس». نعم فسيكون للكنيسة مركزها الممتاز إلى الأبد. ويشار إليها هنا «بمسكن الله مع الناس»، فمسكن الله هو الكنيسة، ومعها القديسيون السماويون المقامون في القيامة الأولى. أما الناس فهم القديسون الأرضيون الذين كانوا الرعايا الأمناء في الملك الألفي.

ثم يقول الرائي «وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعباً والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم». هذه هي أقصى غبطة وسعادة أن يسكن الله مع الناس، لا في خيمة ولا في هيكل مادي، بل سكنى مباشرة، فيها يتمتعون بمحضر الله السعيد إلى الأبد، حيث تكون قد تمت كل المقاصد والمشورات الإلهية على أفضل وجه، ويكون الابن قد سلَّم الملك لله الآب «كي يكون الله (الثالوث الأقدس) الكل في الكل» (1كو24:15،28).

ثم يعطينا الوحي وصفاً موجزاً للحالة الأبدية بالمفارقة مع الحالة الحاضرة، فيقول «وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شيء جديداً» ياله من تلخيص محزن للأمور الأولى: الدموع، والموت، والحزن والصراخ، والوجع. هذه كلها جلبتها الخطية على البشر، وأصبحت تكوِّن نسيج تاريخهم على الأرض. ولكن شكراً لله لأنه بفضل عمل المسيح ستُمحى كل آثار الأمور الأولى، ستمضي الأمور الأولى نهائياً ولا تخطر على بال. وستأتي أمور جديدة وسعيدة «ها أنا أصنع كل شيء جديداً»، الآن نحن المؤمنين صرنا بالولادة الثانية «باكورة من خلائقه» (يع18:1) كما يقول الرسول بولس «إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً» (2كو17:5)؛ أما في الأبدية فيكون كل شيء جديداً بحسب نطق الجالس على العرش المنزَّه عن الكذب الذي قال ليوحنا «أكتب فإن هذه الأقوال صادقة وأمينة».

بعد ذلك يوجِّه الله المحب الحنان الدعوة الآن إلى البشر المساكين لكي يشتاقوا ويتعطشوا إلى الأبدية السعيدة، ويعرض عليهم نعمته المجانية قائلاً «أنا أعطى العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً» (رؤ6:21).

كتيبات بقلم المؤلف

مصير البشرية

الاختطاف والضيقة العظيمة

5 حقائق عن الله

5 حقائق عن المسيح

5 حقائق عن الإيمان المسيحي

55 حقيقة من حقائق الإيمان الأساسية

قضية الإنسان الكبرى

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.