Divred.gif (3565 bytes)

رسالة المسيح

Divred.gif (3565 bytes)

هاملتون سميث

« أنتم رسالتنا مكتوبة في قلوبنا معروفة ومقروءة من جميع الناس ظاهرين أنكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة في قلوبنا معروفة ومقروءة من جميع الناس»

(2كو3: 2، 3).

يستحضر الرسول بولس في الرسالة الثانية إلى كنيسة كورنثوس أصحاح 3 المسيح أمام نفوسنا في ثلاث صور:

أولاً: باعتباره مكتوباً في قلوب المؤمنين الذين يكونون الكنيسة في كورنثوس (ع3).

ثانياً: باعتباره ظاهراً أمام جميع الناس بواسطة الكنيسة (ع2،3).

ثالثاً: باعتباره شخصاً حياً في المجد كغرض قلوب هؤلاء المؤمنين (ع18).

هكذا يظهر أمامنا بوضوح قصد اللـه من جهتنا؛ أنه طوال فـترة غياب المسيح عن العالم ينبغي أن تكون هناك جماعة من المؤمنين على الأرض لهـم المسيح مكتوباً في قلوبهم، ظاهراً في حياتهم، ماثلاً أمامهم كغرضهم الذي في المجد.

عندما نقرأ تعاليم الرب المؤثرة الأخيرة لتلاميذه في حديث العلية، وعندما نستمع بخشوع إلى صلاته إلى الآب؛ تظهر أمامنا هذه الحقيقة الرائعة التي تخللت حديثه، وتضمنت في صلاته؛ ألاَ وهى أننا متروكون في هذا العالم لنمثل المسيح الذي رُفِع إلى المجد. هذا هو قصـد الله أنه على الرغم من أن المسيح ليس هنا بالجسـد الآن، إلا أنه ينبغي أن يُرى أدبياً في شعبه. كما وتُرينا الرسائل ليس امتيازاتنا فقط، بل مسئوليتنا أيضاً في إظهار صفات المسيح لعالم قد رفضه بل ولفظه.

وفى خطابات الرب إلى السبع كنائس الواردة في رؤيا2،3 نراه متمشياً في وسط هذه الكنائس، ملاحظاً حالتها، ومعطياً إيانا حُكمَه على مدى تجاوبها أو إخفـاقها في إتمام مسئولياتها. هناك نـرى كيف أن معظم الذين اعترفوا باسمه لم يفشلوا فقط في إظهار صفاته إلى العالم، بل وصلوا في النهاية إلى حالة من الفساد ميئوس منها تماماً، حتى أنه مزمع أن يتقيأهم من فمه، أي يرفضهم كلية. ولكننا نرى أيضاً في وسط هذا الاعتراف الواسـع لهذه الجموع العظيمة؛ كيف أن البعض منهم، رغم القوة اليسيرة التي له، سيظل إلى النهاية تاريخ الكنيسة على الأرض متجاوباً مع فكر الرب، مُظهِراً شيئاً من جمال صفاته.

وبما أنه لازال من الممكن إظهار شيئاً من صفات المسيح حتى في أيام الخراب، فلابد أن نجد من يحب الرب معبراً عن شعوره قائلاً "أريـد أن أتجاوب مع فكر الرب، وأن أكون ضمن أولئك الـذين يُظهِرن، ولو بالقدر القليل، شيئاً من سجايا المسيح البديعة للعالم من حولي".

ومع أنه من الممكن أن يكون للعالم بعض الأفكار عن المسيح من خلال كلمة الله، إلا أنه بعيداً عن الكلمـة - التي ربما وإن قرأوها ظلت مبهمة وغير مفهومة لديهم- قصد الله أن يقرأ الناس المسيح في حياة المؤمنين به لتكون «معروفة ومقروءة من جميع الناس».

وهنا نأتي إلى السؤال الفاحص: إذا كان أهل هذا العالم يجمعون لأنفسهم انطباعاً وفهماً عن المسيح من اجتماعات شعبه، فماذا سيكون انطباعهم عنه إذا ما نظروا إلى حياتنا الفردية، وكذلك إلى الحياة الجماعية لشعب الله؟

دعنا نتذكر كلمات الرب الفاحصة «بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كـان لكم حب بعضكم لبعض». عندما نطبق هذا الاخـتبار عملياً على الاجتماع الذي لنا شركة به، أَفلا نحني رؤوسنا خجـلاً إذ نتذكر مواقف ظهر فيها الحسد والمذمة والوشاية أكثر من وداعة المسيح وحلمه. دعنا نتذكر أنه مهما كانت الظروف - حتى لو وصلت إلى التعيير والإهانة العلنية - فعملنا الأوحد يجب أن يكون إظهار صفات المسيح، كما قـال أحدهم "إنه خير لك أن تفقد رداءك على أن تتخلى عن صفات المسيح".

فإذا ما تجاوبنا مع فكر الرب، وأظهرنا صفاته في حياتنا أمام العالـم؛ فإننا نفعل حسناً إذ ننتبه إلى تعليم الرسول في هذا الجزء من المكتوب.

1 - المسيح مكتوباً على القلب

لنلاحظ أولاً أن الرسول يدعو هؤلاء المؤمنين أنهم «رسالة المسيح» وليسوا « رسائل»، وذلك ببساطـة لأنه لا يتحدث عن حالتهم كأفراد، بل عن الجماعة ككل؛ بالرغم من أن الجماعة مكونة طبعاً من أفراد.

ثم دعنا نلاحظ أن الرسول لا يقول «يجب أن تكونوا رسالة المسيح»، بل إنكم «رسالة المسيح». لأنه إذا ما خالجنا الفكر الخاطئ بأنه ينبغي أن نكون رسائل المسيح إذاً سنجتهد أن نكون كذلك بمجهوداتنا الشخصية. وهذا لن يؤدى إلى انشغالنا بذواتنا فقط، بل سيلغى عمل «روح الله الحي». فالواقع هو أننا نصير رسالة المسيح ليس بمجهوداتنا نحن، بل بروح الله كاتباً المسيح على قلوبنا.

إن المسيحي هو شخص شعَر بغلاوة المسيح بعمل الروح في قلبه، وهذا العمل ليس مجرد معرفة عن المسيح بالذهن، كما يعرف غير المؤمن، بل هو تغيير الشخص إلى مسيحي ليُكتب المسيح في قلبه. فكخطاة نحن نكتشف احتياجـاتنا إلى المسيح إذ ننحني تحت ثقل خطايانا. ونجد الراحة عندما نكتشف أن المسيح بعمله الكفارى مات من أجل خطايانا، وأن الله أعلن قبوله لهذا العمل إذ أجلس المسيح في المجد. فلنا أن نستريح على رضا اللـه بالمسيح وبعمله. وإذ ذاك فإن مشاعرنا تتجه إلى ذاك الذي بوركنا بواسطته، الذي صار كريماً في عيوننا وأمام قلوبنا. هكذا يُكتَب المسيح على قلوبنا، فنصير رسالة المسيح. وإن لم نكن رسالته لا نكون نحن مسيحيين على الإطلاق.

2 - المسيح ظاهراً أمام جميع الناس

حيث قد استعرض الرسول الجماعة المسيحية الحقيقية باعتبارها مكونة من مؤمنين مكتوب على قلوبهم المسيح، فإنه يقدم لنا الحق العظيم الثاني بهذا العدد عند قوله ليس فقط «إنكم رسالة المسيح»؛ بل أيضاً «ظاهرين أنكم رسالة المسيح. . . معروفة ومقروءة من جميع الناس».

أن تكون جماعة من المؤمنين رسالة للمسيح هو شئ مختلف عن أن تكون الجماعة في الحالة الصحيحـة حتى يمكنها أن تُظهِر شيئـاً من صفات المسيح لجميع الناس. ومسئولية أي جماعة ليس أن تسلك سلوكاً صحيحاً حتى تصير رسالة للمسيح، بل إذ أنها فعلاً رسالة المسيح، فمسئوليتها أن تسلك السلوك الصحيح حتى يمكن أن تُقرأ هذه الرسالة من جميع الناس. فلو كتب أحد خطاب توصية فهو لكي يوصى بالشخص المسمى في الخطاب؛ هكذا أيضاً عندما يكتب روح الله المسيحَ على قلوب المؤمنين، فذلك لكي يكونوا جميعاً رسالة توصية فيها يمدحون المسيح للعالم من حولهـم، وبسلوكهم المقدس والمنفصل وبمحبتهم المتبادلة بعضهم نحو بعض وبتواضعهم ووداعتهم وبلطفهم ونعمتهم، يمكنهم أن يظهروا صفات المسيح الرائعة.

وهكذا كان الحال مع قدسي كورنثوس الذين كانوا يسلكون بغير تدقيق، لكن نتيجة لرسالة الرسول الأولى إليهم فقد نقوا أنفسهم من الشر حتى تسنى للرسول الآن أن يقول عنهم إنهم كجماعة ليسوا فقط رسالة المسيح، بل أيضاً أنهم رسالة «معروفة ومقروءة من جميع الناس».

بكل أسف، ربما تصير الكتابة مبهمة إذا طُمِسَت أو انمحت؛ لكن هذا لا يعنى أن ما هو مكتوب ليس خطاباً أو كلاماً ذا معنى. وغالباً ما نجد المسيحيين لا يشبهون الكتابة على شواهد القبور القديمة التي عليها كتابة باهتة، وحرف هنا وحرف هناك كدليل على أن هناك اسمـاً كان مكتوباً مرة على الحجر، لكنه طُمِس بفعل عوامل الجو وتلطيخ الأتربة، حتى صار من الصعب تفسير ما كان مكتوباً. لكن وآسفاه إذا ما حدث ذلك معنا. فعندما يكتب الـروح أولاً المسيح على قلوب مجموعة من القديسين، تكون عواطفهم في البداية دافئة، وتتحدث حياتهم في جملتها عن المسيح بكل وضوح وإذ تكون الكتابة جديدة وواضحة؛ فحينئذ تُعـرف وتُقرأ من جميع الناس. لكن بمضي الوقت، إذا لم يكن هناك سهر وحكم على الذات، يزحف الحسد والخصام والمرارة إلى الداخل، وتتوقف الجماعة عن أن تُعطى أي انطباع صحيح عن المسيح.

ومع ذلك، وبالرغم من كل فشلنا، يبقى المسيحيون رسالة المسيح، بل ويظل قصد الله العظيم ثابتاً؛ وهو أن يرى جميع الناس صفات المسيح جلية في شعبه. وهكذا نجد وصفاً بديعاً عن الجماعـة المسيحية الحقيقية، إنها جمع من مؤمنين أفراد، اجتمعوا إلى المسيح وكُتِب على قلوبهم المسيح؛ لا بحبر بل «بروح اللـه الحي، لا في ألواح حجرية بل في ألواح قلـب لحمية». أما عن الألواح الحجرية القديمة فما كان بإمكان الإنسان أن يقرأ فيها سوى ما يتطلبه بر الله من الإنسان بالنامـوس. أما الآن فينبغي أن يقرأ العالـم في حياة شعب الله ما تأتى به محبة الله بالنعمة للإنسان.

3- المسيح غرض المجد

يمكننا أن نسأل كيف تُحفظ كتابة المسيح على قلوب شعب الله واضحة ومقـروءة حتى تظهر صفـات المسيح في اجتماع شعب الله لجميع الناس؟

إن الإجـابة على هذا التساؤل تأتى بنا إلى الحق العظيم الثالث في هذا الأصحاح؛ وهو أن المسيح سيُستعلن لجميع الناس فقط إذا وضعنا أمامنا المسيح الحي في المجد كغرضنا، لذلك يكتب الرسـول «ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف لنتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد» (ع18). فهناك قوة مغـيرة في النظر إلى الـرب وهو في المجد، وهى متاحة لكل المؤمنين - من أصغـرهم لأكبرهم - إذ يقول «نحن جميعاً»، وليس «نحن الرسل»، وإذ ننظر مجـد الرب «نتغير إلى تلك الصورة عينها».

وهذا التغيير لا يتوقف على مجهوداتنا الشخصية، ولا يتطلب منا أن نرهق أنفسنا بمحاولات لكي نصير مثل الرب كما أننا لا نحصل عليه عندما نحاول أن نحاكى أي قديس مكرس، بل هو فقط بالنظر إلى مجد الرب. والرب الآن غير مغطىَ الوجه، وإذ ننظر إليه فإنه ليس فقط كل غشاوة مظلمة تعبر عن قلوبنا، بل أيضاً نتحول أدبيـاً لنصير أكثر شبهاً به، منتقلين من مجد إلى مجد. وإذ نثبت أنظارنا في الرب وهو في المجد، فإننا نسمو فوق كماله كما قالت العروس في سفر نشيد الأنشاد «تحت ظله اشتهيت أن أجلس (أو بحسب ترجمة أخـرى: جلست بلذة بالغة) وثمرته حلوة لحلقي».

وفى درب الرسالة يذيقنا الرسول طعماً من بعض تلك الثمار النفيسة. فمثلاً في الأصحاح الخامس والعدد 14 نقرأ أن «محبة المسيح تحصرنا»، أي أن محبـة المسيح تُقدَّم لنا كالدافع الحقيقي لكل خدمة، سـواء للقديسين أو للخطاة؛ وكان أعظم تعبير عن تلك المحبة هو موت المسيح لأنه «ليس لأحد حـب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه». كما نقرأ «أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها»، وإذ وضع الرسول هذه المحبة أمامه لم يسعه إلا أن يقول «كي يعيش الأحيـاء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات من أجلهم وقام».

وفى ضوء كلمة الله يمكننا أن نختبر دوافع قلوبنا التي تحركنا في كل خدمة نقوم بها. فهل نحن محصورون بمحبة المسيح؟ أم ما يحركنا هو محبة ذواتنا؟ هل نحيا لذواتنا؟ أم له، وبالتالي نكون على استعداد مثله أن ننسى ذواتنا حتى نخدم الآخرين بالمحبة؟ لقد قال جون داربي مرة "للأسف! كم من مرات لُمنا أنفسنا على المضي في مهمات مسيحية بنوايـا مخلصة، لكنها بالأسف لم تكن نابعة من التقدير الحي والناضج لمحبة المسيح لأنفسنا».

وبالمرور بالفصل الثامن وعدد 9 نصل إلى صفة جميلة أخرى في المسيح، إذ نقرأ عنه «نعمة ربنا يسوع المسيح». هناك يطلب الرسول لأجل المؤمنين اليهود الفقراء، ويحث قديس كورنثوس الأغنى على تسديد احتياجاتهم. ففي كل من عدد 6،7 يتكلم عن العطاء باعتباره «نعمة»، واضعاً أمامنا المسيح كمن لنا فيه مثال رائع عن نعمة العطاء، ذاك الذي كان غنياً غنى بلا حدود، إلا أنه في سبيل تسديد أعمق احتياجاتنا لم يُعطِ فقط، بل في نعمته العجيبة افتقر كي يعطينا «لأجلكم افتقـر . . . لكي تستغنوا أنتم بفقره». لقد افتقر بالتجسد، وكان مذود بيت لحم دليلاً على فقره، وكذلك بيت الناصرة المتواضع؛ حتى أنه قال بنفسه في أيام خدمته «للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار أما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسـه» (لو9: 58). ولكي يصل إلى امرأة مسكينة ساقطة، ولكي يأتي بأفضل عطايا السماء إلى أردأ خطاة الأرض، صار إنساناً في أشد حالات الفقر والعوز والوحدة وهو عند بئر سوخار. وفى ذات اللحظة التي كان يغمرنا فيها بنهر مـاء ينبع إلى حياة أبدية، وصل هو نفسه إلى أقصى درجات الفقر، حتى أنه طلب ماء ليشرب (يو4: 7،14).

وبالالتفات إلى أصحاح 10 عدد 1، نجد المزيد من الثمار المنعشة التي ميزت حياة المسيح. أولاً نقرأ عن « وداعة المسيح»، حيث كان الرسول يصحح روح المنافسة التي تفشت بين قديسي كورنثوس حتى أن بعض الخدام الموهوبين فيهم كانوا يقارنون أنفسهم بالآخرين طالبين أن يمدحوا أنفسهم، وهكذا كانوا يسلكون في الجسد بل ويتحاربون حسب الجسد، متباهين بمواهبهم ومتحدثين عن ذواتهم ومفتخـرين بعملهم، بل ومزدرين بالرسول نفسه.

وهو لكي يعالج غرورهـم واثبات ذواتهم، استعرض أمامهم وداعة المسيح الذي لم يطالب بحقوقه أبداً ولا دافع عن نفسه، الذي إذ شتم لم يكن يشـتم عوضاً. لقد افترى عليه رؤسـاء الكهنة؛ لكنه « ظل ساكتاً»، وكذلك اتهمه بيلاطس زوراً؛ لكنه لم يجاوبه ولا بكلمة واحدة، كما احتقره هيرودس؛ لكنه لم يُجِبه أيضاً.

وحسن لنا، إن تعرضنا للافتراء والإهانة، أن نتمكن من أن نتمسك بشيء من روح الرب ونظهر الوداعة التي ترفض أن نطالب بحقوقنا وأن نحتفظ بكرامتنا أو أن ندافع عن أنفسنا.

ثم يتحدث الرسول عن « لطـف المسيح» وهى صفة جميلة أخرى أظهرها المسيح حين كان يُقَاوَم. وإذ نسعى لكي نطيع كلمة الرب ونتبع الحق، سنجد في الحال المقاومين ومثيري المجادلات التي تولد خصومات؛ لكن «عبد الرب لا يجب أن يخاصم »، بل يسعى لكي يتصرف بروح الرب ويكون لطيفاً نحو كل الناس، محباً للتعليم وصبوراً مظهراً لطف المسيح في طريق تصرفه وكلامه. فكم من مرات نفشل، حتى لو كانت دوافعـنا صحيحة ونستند على مبادئ سليمة، وذلك لأن سلوكنا يفتقر إلى اللطف. فلنتذكر كلمات المرنم المؤثرة «لطف يعظمني» (مز18: 35).

فحِدَّتُنا يمكن أن تنزلق بنا بسهولة إلى العنف الذي يقلل من شأننا في أعين الآخرين؛ أما اللطف فيعظمنا. والعنف يجلب عنفاً، أما اللطف فلا يُقاوَم « ثمر الروح . . . لطف».

وأخيراً في الأصحاح 12 عدد 9 نقرأ عن «قوة المسيح». فالرسول يتحدث عن الضعفات الجسدية والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات. لقد تعلم بالاختبار أن كل هذه الأمور تؤول إلى إظهار «قوة المسيح»، لتحفظ المؤمن خلال التجارب وترفعه فوقها. وبذلك نتعلم أنه، مهما كانت التجربة، فإن نعمته تكفى وقوته في الضعف تكمل.

وبالتالي ونحن مثبِتون النظر على المسيح في المجد فإن الرسول يذكرنا بكمال المسيح وهو يستعرض أمامنا:

«محبة المسيح»

«نعمة ربنا يسوع المسيح»

«وداعة المسيح»

«حلم المسيح»

«قوة المسيح»

ولما ننظر إلى المسيح في المجد ونتأمل في كمال تلك الصفات الأدبية الرائعة فيه، نجد ثمرته حلوة لنا؛ وبدون شعور منا سنظهر شيئاً من صفاته الكريمة، فنتغير بذلك إلى صورته.

وهكذا لا يكتب الروح القدس المسيح على قلوبنا فقط حتى نصير رسالة المسيح، لكنه يغيرنا إلى صورته؛ إذ يعلق قلوبنا بالمسيح في المجد، فتُحفـَظ بالتالي تلك الكتابة واضحة، حتى تكون مقروءة من جميع الناس.

كم تكون شهادة رائعة أن ينظر العالم إلى أي جماعة صغيرة من شعب الرب ليجد فيهم المحبة، والنعمة، والوداعة، واللطف، والقوة؛ التي تمكّنهم من أن يسموا فوق كل الظروف.

يا ليتنا ندرك، بمقياس أعمق، أن فكـر الله نحو شعبه هو أن يكونوا رسالة المسيح التي تظهره لكل الناس، وذلك بأن نجعل المسيح في المجد أمامنا كغرضنا الأوحد.

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.