جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.

الصفحة الرئيسية : تفاسير : نشيد الأنشاد : ص 7، آية 10

خمائل الطيب: تفسير نشيد الأنشاد

ص 7، آية 10

10-"أنا لحبيبي وإليّ اشتياقه".

يمكننا ان نقول بحق ان هذه العبارة هي أعذب وأحلى ما نطقت به شفتا العروس في هذا السفر، فقد وصلت إلى أسمى حالة من اليقين بمحبة العريس لها وعلاقته بها. لقد فرغت من ذاتها وأصبحت مشغولة بالمسيح _ المسيح وحده، وكلماتها هذه تكشف عن إدراكها لشخصه الكريم ولعظمة محبته، فهي تقول "إليّ اشتياقه" أنه يبتهج بي، وبالتبعية تركت أمر نفسها. نسيت ذاتها، فقد عملت النعمة عملها الكامل، ومن ثم استقرت النفس في النعمة، وفي هذا كمال الجمال الذي يريد الرب ان يراه في خاصته.

*     *     *

لو رجعنا إلى ص2: 16 لوجدنا ان العروس تعبر عن بهجة قلبها إذ وجدت حبيبها إذ امتلكته، فتقوك "حبيبي لي وأنا له" وإذ نتقدم إلى الإصحاح السادس نجدها قد ارتقت في اختبارها، فان قلبها يجد شعبه ولذته في معرفتها بأنها له حيث تقول "أنا لحبيبي وحبيبي لي" أما فبي العدد الذي أمامنا الآن فنجدها قد وصلت إلى أعلى ذروة في الاختبار الروحي المقدس حيت تجد الراحة الكاملة في يقينها بان قلبه يفرح بها "أنا لحبيبي وإليّ اشتياقه" هذه هي الثمرة الغنية لعمل النعمة. أنها جميلة وكاملة كلها في عينيه. أنها مكسوة بجمال النعمة، وقد عرفت العروس ذلك وفي هذا راحة قلبها التامة "إليّ اشتياقه" ونحن على يقين بان النفس لن تستطيع ان تسمو إلى أكثر من هذا الحد، ولن تجد أفضل منه. نعم فقد وجدت كل شيء في محبة المسيح التي لا تتغير. هذا ما يجب ان تختبره النفس المتجددة ان تجد أعمق بهجتها وأحلى سلامها في محبته، ويا لها من حالة سعيدة يمكن ان يوجد فيها الخاطئ المسكين المخلص بالنعمة، ويوجد فيها الآن. يا لها من حالة مباركة ان يجد كل ينابيعه الجديدة في محبة ربنا يسوع، وان يقول: ان يسوع الحبيب يعرفني جيدا، يعرف ما أنا في ذاتي، ومع ذلك فهو لا يحبني فقط بل يجد فيَّ مسرته أيضا ما أعجب هذا الحق! "في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا"(1يو4: 10).

*     *     *