مقدمة
  الهدف من النبوة المسيانية
الاحتكام إلى النبوة المسيانية
أهمية النبوة

مدى النبوة
  اعتراض
الجواب
نبوات تحققت تثبت أن يسوع هو المسيا
  نبوات عن ميلاده
نبوات عن طبيعته
نبوات عن خدمته
نبوات عن أحداث بعد دفنه
نبوات تمت في يوم واحد
نبوات تحققت تؤكد أن يسوع هو المسيا
  اعتراض: النبوات التي تحققت في يسوع كانت مقصودة ومدبرة منه
اعتراض: النبوات التي تحققت في يسوع كانت محض صدفة.
اعتراض: العرَّافون تنبأوا مثل نبوات الكتاب المقدس
موعد مجيء المسيا
ملخص لنبوَّات العهد القديم التي تحققت حرفياً في المسيح
  مجيئه الأول
رسول يرسل أمامه
ميلاده وسنوات طفولته
رسالته وخدمته
آلامه
قيامته
مجيئه الثاني




احتكم الرسل في العهد الجديد إلى أمرين في حياة يسوع الناصري لإثبات مسيانيته. أولاً: قيامته، وثانياً: النبوات المسيانية التي تحققت فيه. إن العهد القديم الذي كُتب على مدى ألف عام، يحوي ما يقرب من ثلاث مائة إشارة إلى مجيء المسيا. وكلها تحققت في يسوع المسيح وتثبت بالدليل المادي أنه المسيا.

1(أ) مقدمة

1(ب) الهدف من النبوة المسيانية

1(ج) الله هو الإله الحقيقي وحده
الله هو صاحب المعرفة الشاملة ولا يمكن لكلمته أن تسقط.

«ليس الله إنساناً فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفي؟» (العدد 23: 19).

2(ج) كل الأشياء خاضعة للإرادة الإلهية
«اذكروا الأوليات منذ القديم، لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي. مخبر منذ البدء بالأخير، ومنذ القديم بما لم يفعل، قائلاً رأيي يقوم، وأفعل كل مسرتي» (إشعياء 46: 9، 10).

3(ج) المسيا سيكون معروفاً تماماً عندما يأتي لأن فيه تتحقق النبوات
«بالأوليات منذ زمان أخبرت، ومن فمي خرجت وأنبأت بها. بغتة صنعتها فأتت... أخبرتك منذ زمان، قبلما أتت أنبأتك. لئلا تقول: صنمي قد صنعها ومنحوتي ومسبوكي أمر بها» (إشعياء 48: 3 و5).

«الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة عن ابنه، الذي صار من نسل داود من جهة الجسد، وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات، يسوع المسيح ربنا» (رومية 1: 2- 4).

2(ب) الاحتكام إلى النبوة المسيانية

1(ج) يسوع
«لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض، بل لأكمل» (متى 5: 17).

«ثم ابتدأ من موسى، ومن جميع الأنبياء، يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب» (لوقا 24: 27).

«وقال لهم: هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم، أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير» (لوقا 24: 44). «فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهي التي تشهد لي، ولا تريدون أن تأتوا إليَّ لتكون لكم حياة... لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لأنه هو كتب عني. فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك، فكيف تصدقون كلامي؟» (يوحنا 5: 39 و40 و46 و47).

«فقد تمت فيهم نبوة إشعياء القائلة تسمعون سمعاً ولا تفهمون. ومبصرين تبصرون ولا تنظرون» (عن الأمثال في متى 13:14).

«فإن هذا هو الذي كتب عنه: ها أنا أُرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهييء طريقك قدامك» (عن يوحنا المعمدان في متى 11:10).

«قال لهم يسوع: أما قرأتم قط في الكتب، الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية» (متى 21: 42).

«وأما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الأنبياء» (متى 26: 56).

«وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتياً في سحاب بقوة كثيرة ومجد» (مرقس 13: 26 مقتبسة من دانيال 7: 13 و14).

«ثم طوى السفر وسلَّمه إلى الخادم وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه. فابتدأ يقول لهم: إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم» (لوقا 4: 20 و21).

«لأني أقول لكم إنه ينبغي أن يتم فيَّ أيضاً هذا المكتوب: وأحصي مع أثمة، لأن ما هو من جهتي له انقضاء» (لوقا 22: 37).

«لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم، إنهم أبغضوني بلا سبب» (يوحنا 15: 25).

2(ج) كتاب العهد الجديد يحتكمون إلى النبوات التي تحققت في يسوع

«وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح، قد تممه هكذا» (أعمال 3: 18).

«له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا» (أعمال 10: 43).

«ولما تمموا كل ما كتب عنه، أنزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر» (أعمال 13: 29).

«فدخل بولس إليهم حسب عادته، وكان يحاجهم ثلاثة سبوت من الكتب، موضحاً ومبيناً أنه كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات، وأن هذا هو المسيح يسوع الذي أنا أنادي لكم به» (أعمال 17: 2 و3).

«فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً: أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب» (1كورنثوس 15: 3، 4).

«الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة» (رومية 1: 2).

«كونوا أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً كهنوتاً مقدساً لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح. لذلك يتضمن أيضاً في الكتاب، هنذا أضع في صهيون حجر زاوية مختاراً كريماً والذي يؤمن به لن يخزى» (1بطرس 2: 5 و6).

«فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم: أين يولد المسيح؟ فقالوا له: في بيت لحم اليهودية، لأنه هكذا مكتوب بالنبي: وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا، لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل» (متى 2: 4-6).

3(ج) تحققت في شخص المسيح وعمله كافة الأعياد اليهودية. (Geisler, CTB, 41)
العيد (لاويين 23) تحقيقه في المسيح
- الفصح (أبريل)  موت المسيح (1كورنثوس 5: 7)
- الفطير (أبريل)  الحياة المقدسة (1كورنثوس 5: 8)
- الباكورة (أبريل) القيامة (1كورنثوس 15: 23)
- الخمسين (يونيو)  حلول الرح القدس (أع 1: 5، 2: 4)
- الأبواق (سبتمبر)  جمع إسرائيل (متى 24: 31)
- الكفارة (سبتمبر)  التطهير بالمسيح (رومية 11: 26)
- المظال (سبتمبر)

الراحة والاتحاد بالمسيح (زكريا 14: 16- 18)

 

3(ب) أهمية النبوة

1(ج) تدل على أن هناك فكر إلهي واحد للعهدين القديم والجديد

2(ج) تثبت حقيقة الله

3(ج) تبرهن على ألوهية يسوع

4(ج) تثبت وحي الكتاب المقدس

2(أ) مدى النبوة
يشتمل العهد القديم على أكثر من ثلاث مائة نبوة عن المسيا تحققت جميعها في يسوع.

1(ب) اعتراض
كتبت هذه النبوات في زمن يسوع أو بعده، ومن ثم فهي تتمم أحداثاً حدثت بالفعل.

2(ب) الجواب
بحلول عام 450 ق.م. كانت كل أسفار العهد القديم قد اكتملت كتابتها (وهذه تحوي كل النبوات الخاصة بالمسيح)، وإن لم يكن ذلك مرضياً بالنسبة لك فحسبك أن تعرف أن الترجمة السبعينية -وهي الترجمة اليونانية للأسفار العبرية- قد جرت في أثناء حكم بطليموس فيلادلفيوس (285- 246 ق.م.). ومن الأمور البديهية أنه لو كانت لديك ترجمة يونانية ترجع إلى عام 250 ق.م.، إذاً يجب أن يكون هناك نصّ عبري نُقلت عنه. وهذا يكفي لإثبات أنه كانت هناك فترة زمنية تقدر بـ 250 عاماً على الأقل تفصل بين تدوين النبوات وتتميمها شخص المسيح.

3(أ) نبوات تحققت تثبت أن يسوع هو المسيا

1(ب) نبوات عن ميلاده

1- من نسل المرأة
النبوة التحقيق
«وأضع عداوة
بينك وبين المرأة،
وبين نسلك ونسلها
هو يسحق رأسك،
وأنت تسحقين عقبه»
(تكوين 3: 15)

«ولكن لما جاء ملء
  الزمان أرسل الله
 ابنه مولوداً من
امرأة، مولوداً تحت
الناموس»
(غلاطية 4: 24، انظر متى 1: 20)

 

ويقدم ترجوم يهودي (تكوين 3: 15) هكذا: وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين ابنك وابنها وهو سيذكر ما فعلته معه منذ البدء، وأنت ستراقبينه حتى النهاية (عن ترجوم أو نيكلوس).(Ethridge, TOJ,41)

ويقد الترجوم المنسوب ليوناثان تكوين 3: 15 هكذا: «وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. وعندما يحفظ نسل المرأة وصايا الناموس فإنهم يصوبون نحوك تصويباً صحيحاً، ويضربونك على رأسك، ولكن عندما يتركون وصايا الناموس فإنك تصوبين نحوهم تصويباً صحيحاً وتجرحين عقبهم. لكن هناك علاجاً لهم، أما لك أنت فلا علاج. وفي المستقبل يصنعون سلاماً مع العقب، في أيام الملك المسيح». (Bowker, TRL, 122)

ويقول دافيد كوبر: في تكوين 3: 15 أول نبوة عن مخلص العالم الذي يدعى «نسل المرأة» فهنا نبوة عن الصراع الطويل بين نسل المرأة وبين نسل الحية والذي سيفوز فيه نسل المرأة. وهذا الوعد القديم يدل على الصراع بين مسيح إسرائيل، مخلص العالم، من جانب، وبين الشيطان عدو النفس البشرية من جانب آخر، وهو يتنبأ بالانتصار الكامل للمسيا. ويعتقد بعض المفسرين أن حواء أدركت تحقيق هذا الوعد في تكوين 4: 1 عندما قالت عن قايين ابنها البكر «اقتنيت رجلاً من عند الرب». لقد أدركت أن الله وعدها بالخلاص في نسلها، لكنها أخطأت عندما ظنت أن قايين هو ذلك المخلّص. وكلام حواء في اللغة العبرية يحتمل معنى: «اقتنيت رجلاً هو الرب» وكأن حواء كانت تتوقع أن المخلّص هو الرب. وقد اعتاد بعض الشرَّاح اليهود قديماً أن يضيفوا كلمة «ملاك» إلى هذه العبارة قائلين بأن حواء أعلنت أن ابنها كان «ملاك الرب» ولا أساس لهذا الزعم. (Cooper, GM, 8, 9)

وفي الترجمة الأمريكية القياسية الحديثة للكتاب المقدس نقرأ تكوين 4: 1 كما يلي: «اقتنيت ولداً بعون الرب».

2- مولود من عذراء
النبوة التحقيق
«ولكن يعطيكم
السيد نفسه آية
ها العذراء تحبل
وتلد ابناً وتدعو
اسمه عمانوئيل»
(إشعياء 7: 14)

«وجدت حبلى من الروح
القدس، فيوسف...
لم يعرفها حتى ولدت
ابنها البكر، ودعا
اسمه يسوع»
 (متى 1: 18 و24 و25
انظر لوقا 1: 26- 35)

 

وهناك كلمتان في العبرية تترجمان «عذراء»:

1- «بتولاه» عذراء لم تتزوج (تكوين 24: 16، لاويين 21: 13، تثنية 22: 14 و23 و28، قضاة 11: 37، 1ملوك 1: 2). ويقول أونجر أن الآية في يوئيل 1: 8 ليست استثناء لأنها «تشير إلى فقدان العذراء غير المزوجة لعريسها».

2- «علماه» (محتجبة): فتاة في عمر الزواج، وهي الكلمة المستعملة في إشعياء 7: 14. «ولم يستخدم الروح القدس على فم إشعياء كلمة «بتولاه» لأنه كان يجب استخدام كلمة تجمع بين معنى العذراوية والعمر المناسب للزواج لتنطبق على الواقع التاريخي المباشر والمرمى النبوي الذي يركز على ولادة المسيا من عذراء» (Unger, UBD, 1159).

أما كلمة عذراء في اليونانية فهي كلمة «بارثينوس» وهي تعني: عذراء- عذراء في عمر الزواج- امرأة شابة متزوجة- عذراء طاهرة (متى 1: 23، 25: 1 و7 و11، لوقا 1: 27، أعمال 21: 9، 1كورنثوس 7: 25 و28 و33، 2كورنثوس 11: 2) (Unger, UBD, 1159).

وقد ترجم مترجمو السبعينية كلمة «علماه» العبرية إلى «بارثينوس» اليونانية. فقد كان إشعياء 7: 14 في مفهومهم يدل على أن المسيا سيولد من عذراء.

3- ابن الله
النبوة التحقيق
«إني أخبر من
جهة قضاء الرب.
قال لي: أنت ابني
أنا اليوم ولدتك»
(مزمور 2: 7، انظر
1أخبار أيام 17: 11- 14،
 2صموئيل 7: 12- 16

«وصوت من السماء قائلاً:
هذا هو ابني الحبيب الذي
به سررت». (متى 3: 17-
انظر متى 16: 16،
مرقس 9: 7، أعمال 13:
30- 33، يوحنا 1: 34
و39).

في مرقس 3: 11 أدركت الشياطين أنه ابن الله.
في متى 26: 63 أدرك رئيس الكهنة أنه ابن الله.

كتب إ. ر. هنجستنبرج يقول: «إنه لمن الحقائق الثابتة التي لا شك فيها والتي يقرّ بها الجميع حتى من ينكرون أنه يشير للمسيح، أن اليهود الأقدمين كانوا جميعاً يعتبرون المزمور الثاني نبوة عن المسيا» (Hengstenberg, COT, 43).

أُدخل الابن البكر إلى العالم عند التجسد (عبرانيين 1: 6) ولكنه أعلن أنه ابن الله الوحيد بقيامته من بين الأموات. ويعبِّر بولس عن هذا بقوله: «الذي صار من نسل داود حسب الجسد وتعيَّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات» (رومية 1: 3 و4) (Fausset, CCEP, 107).

4- نسل إبراهيم
 
النبوة التحقيق
«ويتبارك في نسلك
جميع أمم الأرض،
 من أجل أنك سمعت
لقولي»
(تكوين 22: 18
 انظر تكوين 12:2 و3)

«كتاب ميلاد يسوع المسيح
 ابن داود ابن إبراهيم.
(متى 1: 1)
«وأما المواعيد فقيلت
في إبراهيم وفي نسله.
لا يقول: وفي الأنسال،
كأنه عن كثيرين، بل كأنه
عن واحد: وفي نسلك،
الذي هو المسيح»
(غلاطية 3: 16).

 


 

وتتضح أهمية الأحداث التي وردت في تكوين 22: 18 من أنها المرة الوحيدة التي يقسم فيها الله بذاته في علاقته بالآباء.

ويقول ماثيو هنري في تفسيره لتكوين 22: 18: «ففي نسلك، أي في شخص بعينه من ذريتك (لأنه لا يتحدث عن كثيرين بل عن واحد كما يقول الرسول (غلاطية 3: 16) تتبارك جميع أمم الأرض أو يتبركون به كما يقول في إشعياء 65: 16». (Henry, MHCWB, 82)

وهذه النبوة تحدد أن المسيا سيأتي من نسل إبراهيم.

5- ابن اسحق
 
النبوة التحقيق
«فقال الله لإبراهيم..
لأنه بإسحق يدعى لك
نسل»
 (تكوين 21: 12).
 

«يسوع.. ابن اسحق»
 (لوقا 3: 23 و34،
 انظر متى 1: 2).


كان لإبراهيم ابنان: إسحق وإسماعيل. وهنا يستبعد الله نصف نسل إبراهيم.

6- ابن يعقوب
النبوة التحقيق

«أراه ولكن ليس الآن
أبصره ولكن ليس
قريباً. يبرز كوكب
من يعقوب
ويقوم قضيب من
إسرائيل فيحطم طرفي
موآب ويهلك كل بني الوغى»
(عدد 24: 17، وانظر تكوين 35: 10- 12).

 

«يسوع... ابن يعقوب»
(لوقا 3: 23 و34)
(وانظر متى 1: 2
ولوقا 1: 33)

يقدم ترجوم يوناثان في شرحه لتكوين 35:11و12: «فقال له الرب أنا الله القدير. أثمر وأكثر شعب مقدس وجماعة أنبياء وكهنة سيخرجون من صلبك، كما يخرج من صلبك ملكان. والأرض التي أعطيتها لإبراهيم وإسحق لك أعطيها، ولنسلك من بعدك أعطى الأرض».

ويقدم ترجوم أونكيلوس عدد 24: 17 هكذا: «أراه وليس الآن، أنظره ولكن ليس قريباً. يبرز ملك من يعقوب، ويقوم المسيح من إسرائيل».

ومن هاتين الترجمتين نرى أن اليهود رأوا أن هذه النبوة تشير إلى المسيا. وبالمثل فإن المدراش يعتبر هذا النص نبوة ميسيانية. ويقول بول هاينش: «في زمن الإمبراطور هادريان (132م) ثار اليهود ضد الاستعمار الروماني وأطلقوا على قائدهم اسم «باركوكبا» أي «ابن الكوكب» لأنهم ظنوا أن نبوة بلعام في عدد 24: 17 تحققت في زعيم الثورة «باركوكبا» الذي سيخلصهم من الاستعمار الروماني». (Heinish, CP, 44, 45)

ويشير هنجستبرج في كتابه «المسيا في العهد القديم» إلى أنه في هذا القائد كان اليهود الأقدمون يرون المسيا الذي يرتبط بشكل ما بداود. فهذه النبوة إما أن تكون عن المسيا أو أنها تشير في المقام الأول إلى داود، وفي هذه الحالة فإنها تشير إلى أن داود وكل ما حققه من انتصارات زمنية هو صورة نموذجية ترشدنا إلى المسيح وانتصاراته الروحية التي كان يرمي إليها النبي على نحو خاص (وفقاً لهذا التفسير). (Hengstenberg, COT, 34)

وقد كان لإسحق ابنان هما يعقوب وعيسو. وهنا يستبعد الله نصف نسل إسحق.

7- من سبط يهوذا
النبوة التحقيق

«لا يزول قضيب
من يهوذا، ومشترع
من بين رجليه، حتى يأتي
شيلون، وله
يكون خضوع شعوب»
(تكوين 49: 10
انظر أيضاً ميخا 5: 2)

 

«يسوع.. ابن يهوذا»
(لوقا 3: 23 و33
انظر أيضاً متى 1: 2
وعبرانيين 7: 14).
 

يقدم ترجوم يوناثان عن تكوين 49: 10 و11 ما يلي: «لن ينقطع الملوك والحكَّام من بيت يهوذا، ولا معلمو الشريعة من نسله، حتى يجيء الملك المسيا أصغر أبنائه، وبمعونته يجتمع الناس معاً. ما أعظم الملك المسيا الآتي من نسل يهوذا». (Ethridge, TOJ, 331)

أما الترجوم المنسوب ليوناثان فيقول في تكوين 49: 11 «ما أكرم الملك المسيا الذي سيخرج من بيت يهوذا». (Bowker, TRL, 278)

كان ليعقوب اثنا عشر ابناً، صار كل منهم سبطاً في الأمة العبرانية. وهنا يستبعد الله منهم إحدى عشر سبطاً. أما يوسف فلم يكن له سبط على اسمه، ولكن ابنيه إفرايم ومنسى كانا من رؤوس الأسباط.

8- من عائلة يسىَّ
النبوة التحقيق

«ويخرج قضيب من
جذع يسىَّ
وينبت غصن من أصوله»
(إشعياء 11: 1
انظر أيضاً إشعياء 1: 10)

 

«يسوع... ابن يسَّى»
(لوقا 3: 23 و32،
انظر أيضاً متى 1: 6).

يقول ترجوم إشعياء: «يخرج ملك من نسل يسَّى، ومسيح من ذريته يقوم. وعليه يستقر روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب» (Stenning, TI, 40) .

ويعلق ديلتش قائلاً: «من جذع يسَّى أي من بقية النسل الملكي الذي اندثر، يقوم غصن صغير يحل محل الجذع ويحمل التاج ويبدو الغصن في أوله ضعيفاً واهناً. وفي تحقيق النبوة تاريخياً يظهر حتى رنين الكلمات: فالغصن (ينبت Netzer) في أوله ضعيف واهن مثل يسوع الناصري Nazarene الفقير المحتقر» (متى 2: 23). (Delitzsch, BCPO, 281, 282)

9- من بيت داود
النبوة التحقيق

«ها أيام تأتي
يقول الرب وأقيم
 لداود غصن بر
فيملك وينجح
ويجري حقاً
 وعدلاً على الأرض»
(إرميا 23: 5)

«يسوع ... ابن داود...»
(لوقا 3: 23 و31
انظر أيضاً متى 1: 1،
 9: 27؛ 15: 22؛ 20: 30 و31؛
 21: 9 و15؛ 22: 41- 46؛
مرقس 9: 10؛ 10: 47 و48؛
لوقا 18: 38 و39؛
أعمال 13: 22 و23؛
رؤيا 22: 16)

 

ويحفل التلمود بالإشارات عن المسيا باعتباره «ابن داود».

ويقول درايفر عن 2صموئيل 17: 11 «يوضح ناثان النبي أن الوعد ليس لداود نفسه بل لنسله، وأن داود لن يبني بيت الرب، لكن الرب هو الذي سيبني بيت (عائلة) داود». (Driver, NHT, 275)

وفي كتابه «عالم موسى ميموندس» يقدم چاكوب مينكين وجهة نظر هذا العالم اليهودي: «إن في رفضه للأفكار الصوفية عن المسيا وأصله وعمله والقوات العجيبة الفائقة المنسوبة إليه، يؤكد ميموندس أنه ينبغي النظر إلى المسيا كبشر قابل للموت، لكنه يختلف عن باقي الناس في أنه سيكون أوفر حكمة وقوة وبهاء منهم. وينبغي أن يكون من نسل داود وينشغل مثله بدراسة التوراة وحفظ الشريعة». (Minkin, WMM, 63)

أما تعبير «ها أيام تأتي» فهو تعبير شائع يستخدم للإشارة إلى زمن مجيء المسيَّا (انظر إرميا 31: 27- 34). (Laetsch, BCJ, 189)

كان لدى يسَّى ثمانية أبناء على الأقل (1صموئيل 16: 10و11) وهنا يستبعد الله سبعة منهم ويختار داود.

10- يولد في بيت لحم
النبوة التحقيق

«أما أنت يا بيت
لحم أفراتة وأنت
صغيرة أن تكوني
بين ألوف يهوذا
فمنك يخرج لي الذي
يكون متسلطاً على
إسرائيل ومخارجه
منذ القديم منذ أيام الأزل»
(ميخا 5: 2)

«ولد يسوع في بيت
 لحم اليهودية»
(متى 2: 1
وانظر أيضاً متى 2: 4، لوقا 2: 4-7،
يوحنا 7: 42).

 في متى 2: 6 نرى أن كتبة اليهود أفادوا هيرودس عن ولادة يسوع في بيت لحم، وهم متأكدون، فقد كان اليهود يعلمون أن المسيا سيولد هناك (يوحنا 7: 42). وكانوا يعلمون أن بيت لحم، ومعناها بيت الخبز، ستكون مكان ميلاد المسيح خبز الحياة.(Henry, NHC, 1414)

وها هو الله يستبعد كل مدن العالم إلا واحدة لتكون مكان ميلاد ابنه المتسجد إلى العالم.

11- يقدمون له الهدايا
النبوة التحقيق
«ملوك ترشيش
والجزائر يرسلون
تقدمة، ملوك شبا
وسبأ يقدمون هدية»
(مزمور 72: 10
 انظر أيضاً إشعياء 60: 6)
«.. مجوس من المشرق قد
جاءوا إلى أورشليم... 
فخرّوا وسجدوا له،
ثم فتحوا كنوزهم وقدَّموا له
 هدايا»
(متى 2: 1 و11)

والتطبيق التاريخي المباشر لهذه الكلمات يختص بسليمان. أما تطبيقها على المسيا فهو يتضح من الآيات 12- 15 (مزمور 72).

كان أهل سبأ وشبا يسكنون في العربية (Nezikin, BT, 941, 1006) ويقول ماثيو هنري في (متى 2: 1 و11) إن المجوس كانوا «رجالاً من المشرق اشتهروا بالعرافة (إشعياء 2: 6). وتدعى العربية أرض المشرق (تكوين 25: 6). ويدعى العرب «بنو المشرق» (قضاة 6: 3). والهدايا التي قدموها كانت من نتاج بلادهم» (Henry, MHC, 16)

12- هيرودس يقتل الأطفال
النبوة التحقيق

«هكذا قال الرب.
 

صوت سُمع
في الرامة نوح
بكاء مر. راحيل
تبكي على أولادها
وتأبى أن تتعزى

عن أولادها لأنهم
ليسوا بموجودين»
(إرميا 31: 15)

 «حينئذ لما رأى هيرودس أن
المجوس سخروا به غضب
جداً. فأرسل وقتل جميع
الصبيان الذين في بيت لحم
 وفي كل تخومها من ابن
سنتين فما دون بحسب
الزمان الذي تحققه من
 المجوس»
 (متى 2: 16)

 

يتكلم إرميا عن أحزان السبي في( إرميا 31: 17 و18)، فما صلة هذا بقتل هيرودس لأطفال بيت لحم؟ ترى هل أخطأ متَّى فهم ما قصده إرميا (متى 2: 17 و18)، أم أن قتل الأطفال يشبه قتل أبرياء يهوذا وإسرائيل؟ يقول لايتش:

كلا بكل يقين! إن الحديث في إرميا 30: 20 إلى 33: 26 حديث نبوي عن المسيا، وتتحدث الأصحاحات الأربعة عن اقتراب خلاص الرب، وعن مجيء المسيا الذي سيقيم مملكة داود على عهد جديد أساسه مغفرة الخطايا (31: 31- 34). وفي هذه المملكة ستجد كل نفس حزينة متعبة تعزيتها (أعداد 12- 14 و25). وكنموذج لهذا يعطي الله تعزية للأمهات اللاتي فقدن أطفالهن لأجل المسيح. (Laetsch, BCJ, 250)

2(ب) نبوات عن طبيعته

13- وجود المسيح الأزلي
النبوة التحقيق
«أما أنت يا بيت لحم
أفراتة وأنت صغيرة
أن تكوني بين ألوف
يهوذا فمنك يخرج
يهوذا فمنك يخرج
على إسرائيل ومخارجه
منذ القديم منذ أيام الأزل»
(ميخا 5:2)

«الذي هو قبل كل شيء،
وفيه يقوم الكل»
(كولوسي 1: 17،
انظر أيضاً
X17: 5 و24، رؤيا 1:1و2؛
2: 8؛ 8: 58؛ 22: 13)

 

 

يقول ترجوم إشعياء: «يقول النبي لبيت داود أنه يولد لنا ولد ونُعطى ابناً، وهو سيحفظ الشريعة، واسمه منذ القديم يدعى مشيراً عجيباً، إلهاً قديراً، المسيا الأبدي، وفي أيامه يسود السلام علينا» (إشعياء 9: 6). (Stenning, TI, 32).

ويقدم ترجوم إشعياء نص (إشعياء 44: 6) هكذا: «هكذا يقول الرب، ملك إسرائيل، ومخلِّصه رب الجنود. أنا هو، أنا هو القديم الأيام، والأزمنة الأزلية عندي، ولا إله غيري». (Stenning, TI, 148)

ويقول هنجستنبرج عن (ميخا 5: 2) هنا نجد تأكيد بأن المسيح كائن منذ الأزل- قبل مولده الزمني في بيت لحم- فهو الأزلي الأبدي». (Hengstenberg, COT, 573)

14- يدعى رباً
النبوة التحقيق
«قال الرب لربي:
اجلس عن يميني،
حتى أضع أعداءك
موطئاً لقدميك»
(مزمور 110: 1
انظر أيضاً إرميا
23: 6).

«ولد لكم اليوم في مدينة
 داود مخلص هو المسيح
الرب»
(لوقا 2: 11).
 «وقال لهم: كيف يقولون إن
المسيح ابن داود، وداود
 نفسه يقول في كتاب المزامير:
قال الرب لربي اجلس عن يميني
حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك
فإذاً داود يدعوه رباً، فكيف يكون
ابنه؟» (متى 22: 43- 45)

 

في مدراش تهليم عن المزامير (200- 500م)، في تفسيره لمزمور 21: 1 يقول: «الله يدعو الملك المسيا باسمه هو. لكن ما هو اسمه؟ الإجابة: الرب (يهوه) رجل الحرب» (خروج 15: 3). (Laetsch, BCJ, 193)

وفي مصدر يهودي آخر، إيكاراباتي (200- 500م) «المراثي في شرح التوراة واللفائف الخمس» نقرأ في تعليق على مراثي 1: 16: «ما هو اسم المسيا؟ يقول أبا بن كاهانا (200- 300م): اسمه يهوه كما نقرأ في إرميا 23: 6 «وهذا هو اسمه الذي يدعونه به الرب (يهوه)...». (Lartsch, BCJ, 193)

وقال الرب لربي أو قال يهوه لربي (أدوناي)- أي أنه رب داود، ليس فقط شخصياً، ولكن أيضاً بصفته ممثلاً لشعب إسرائيل الحقيقي والروحي. وإذ يخاطبه كرب لإسرائيل والكنيسة، يقتبس المسيح قوله كما يرد في ثلاثة أناجيل قائلاً إن داود يدعوه رباً وليس ربه. (Fausset, CCE, 346)

15- عمانوئيل (الله معنا)
النبوة التحقيق
«ولكن يعطيكم السيد
نفسه آية: ها العذراء
تحبل وتلد ابناً، وتدعو
اسمه عمانوئيل»
(إشعياء 7: 14)

«هوذا العذراء تحبل وتلد
 ابناً ويدعون اسمه
عمانوئيل، الذي تفسيره
الله معنا». (متى 1: 23،
انظر أيضاً لوقا 7: 16)

 

 

في ترجمة إشعياء 7: 14 يقول ترجوم إشعياء: «لذلك يعطيكم الرب نفسه آية ها العذراء تحبل بطفل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل». (Stenning, TI, 24)

ويقول دليتش تعليقاً على (إشعياء 9: 6) «إن (إيل) الموجودة في آخر الاسم (عمانوئيل) هو اسم الله، كما يورده إشعياء دائماً في نبواته. والنبي واعٍ تماماً للمقابلة بين إيل وبين أدم كما في أصحاح 31: 3.

(قارن هذا مع هوشع 11: 9) (Delitzsch, BCPI, 252)

16- سيكون نبياً
النبوة التحقيق
«أقيم لهم نبياً من وسط
إخوتهم مثلك، وأجعل
كلامي في فمه فيكلمهم
بكل ما أوصيه به»
(تثنية 18: 18)

«فقالت الجموع: هذا
يسوع النبي الذي من
ناصرة الجليل».
(متى 21: 11- انظر
أيضاً لوقا 7: 16،
يوحنا 4: 19، 6: 14،
7: 40)

 

قال عالم الدين اليهودي ميموندس في رسالة إلى أهل اليمن يبطل فيه مزاعم شخص ادَّعى أنه المسيا: «سيكون المسيا نبياً عظيماً أعظم من كل الأنبياء باستثناء معلمنا موسى، وسيكون أعظم مكانة وشرفاً منهم جميعاً، إلا موسى. وسيختصه الله الخالق، تبارك اسمه، بمميزات لم يختص بها موسى، لأنه قيل عنه «ولذته تكون في مخافة الرب، فلا يقضي بحسب نظر عينيه، ولا يحكم بحسب سمع أذنيه» (إشعياء 11: 3) .(Cohen, TM, 221)

ولقد كان المسيح مثل موسى:

1- نجا من موت قاسٍ في طفولته.

2- قبوله أن يكون مخلِّصاً لشعبه (خروج 3: 10).

3- عمل وسيطاً بين يهوه وشعبه (خروج 19: 16؛ 20: 18).

4- شفع في الخطاة (خروج 32: 7- 14 و33؛ عدد 14: 11- 20).

وقالت السامرية للمسيح: «يا سيد أرى أنك نبي» (يوحنا 4: 19).

يقول كليجرمان: «يبين استخدام اليهود لكلمة «نبي» في أيام يسوع ليس فقط أنهم كانوا يتوقعون المسيا كنبي بحسب الوعد في تثنية 18، ولكن أيضاً أن من يصنع هذه المعجزات هو بالحقيقة النبي الموعود» (Kliegerman, MPOT, 22, 23).

«لأن الناموس بموسى أعطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا». (يوحنا 1: 17)

17- كاهن
النبوة التحقيق
«أقسم الرب ولن
يندم، أنت كاهن
إلى الأبد على رتبة
ملكي صادق»
(مزمور 110: 4)

«من ثم أيها الإخوة
القديسون شركاء الدعوة
السماوية لاحظوا رسول
اعترافنا ورئيس كهنته
 المسيح يسوع»
(عبرانيين 3: 1)
«كذلك المسيح أيضاً لم يمجد
نفسه ليصير رئيس كهنة، بل
الذي قال: أنت ابني، أنا اليوم
ولدتك، كما يقول أيضاً في
موضع آخر: أنت كاهن إلى
الأبد على رتبة ملكي صادق»
(عبرانيين 5: 5 و6)

 

الانتصار النهائي لشعب المسيا على العالم والشيطان هو انتصار أكيد. لم يكن كهنوت هرون في العهد القديم بقسم من الله، كما هو الحال بالنسبة لهذا الكهنوت الذي على شبه ملكي صادق «ليس بحسب ناموس وصية جسدية بل بحسب قوة حياة لا تزول». وقوله «على رتبة ملكي صادق» يعني كما يقول في عبرانيين 7: 15 «على شبه ملكي صادق».

وفي هذا الوعد بقَسَم من الله الآب لله الابن ما يريح قلوب أولاد الله. ولقد حاول الملك عزيا أن يقوم بعمل الكاهن، فعاقبه الله، مما يثبت أن داود لا يمكن أن يكون الملك الكاهن (2أخبار 26: 16- 21) وقَسَم الله يبين أن الملك الكاهن لا مثيل له، إذ أن داود قد مات، لكن هذا الكاهن على رتبة ملكي صادق حي إلى الأبد. ويصف زكريا 6: 9- 15، وخاصة في العدد 13، المسيَّا بالقول «يجلس ويتسلط على كرسيه، ويكون كاهناً على كرسيه».

(Fausset, CCE, 347)

18- قاض
النبوة التحقيق
«فإن الرب قاضينا.
الرب شارعنا.
الرب ملكنا، هو
يخلصنا»
(إشعياء 33: 22)

 «أنا لا أقدر أن أفعل من
نفسي شيئاً. كما أسمع
ودينونتي عادلة لأني لا
أطلب مشيئي بل مشيئة
 الآب الذي أرسلني»
يوحنا 5: 30
(انظر أيضاً 2تيموثاوس 4: 1)

 

يقول ترجوم إشعياء في إشعياء 33: 22 «لأن الرب قاضينا الذي أخرجنا من مصر بقوته. الرب معلِّمنا الذي أعطانا تعليمات شريعته في سيناء. الرب ملكنا الذي يخلصنا وينتقم لنا بعدل من جيوش جوج». (Stenning, TI, 110)

وفي المسيَّا وحده يتحقق الوعد بالقاضي... معطي الشريعة... الملك- والحكم الروحي الأمثل. وكملك سوف يمارس بنفسه السلطة القضائية والتشريعية والتنفيذية. (إشعياء 11: 4؛ 32: 1؛ يعقوب 4: 12). (Fausset, CCE, 666)

19- الملك
النبوة التحقيق
«أما أنا فقد مسحت
ملكي على صهيون
جبل قدسي»
مزمور 2: 6
(انظر أيضاً إرميا
23: 5، زكريا 9:9)

«وجعلوا فوق رأسه علته
مكتوبة: هذا هو يسوع
ملك اليهود»
متى 27: 37
(انظر أيضاً متى 21: 5؛
يوحنا 18: 33- 38)

 

20- مسحة خاصة من الروح القدس
النبوة التحقيق
«ويحل عليه روح
الرب، روح الحكمة
والفهم، روح المشورة
والقوة، روح المعرفة
ومخافة الرب»
(إشعياء 11: 2
انظر أيضاً مزمور
45: 7، إشعياء
42: 1، 61: 1 و2)

«فلما اعتمد يسوع صعد
للوقت من الماء، وإذا
السموات قد انفتحت له،
فرأى روح الله نازلاً مثل
حمامة وآتياً عليه، وصوت
من السماء قائلاً: هذا هو
ابني الحبيب الذي به سررت
(متى 3: 16، 17 انظر أىضاً
مرقس 1:10و11؛
لوقا 4: 15- 21و43؛
يوحنا 1: 32)

 

يقول ترجوم إشعياء في إشعياء 11: 1- 4 «ويخرج ملك من نسل يسَّى، مسيح من ذريته يقوم. وعليه يستقر روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب. ويقوده الرب في مخافته. فلا يحكم بحسب نظر عينيه ولا يقضي بحسب سمع أذنيه. بل يقضي بالعدل للمساكين وينصف المعوزين بين الناس». (Stenning, T1, 40)

يقول التلمود البابلي: «كما هو مكتوب سيحل روح الرب على المسَّيا، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب. وهكذا يصير سريع الفهم في مخافة الرب. قال ر. الكسندري: وهذا يوضح أنه حمَّله بالأعمال الصالحة والآلام كما يتم تحميل الطاحونة». (Nezikin, BT, 626, 627)

21- غيرته لله
النبوة التحقيق
«لأن غيرة بيتك
أكلتني وتعييرات
معيريك وقعت
عليَّ»
(مزمور 69: 9)

«فصنع سوطاً من حبال
وطرد الجميع من الهيكل...
وقال... ارفعوا هذه من ههنا
لا تجعلوا بيت أبي بيت
تجارة» (يوحنا 2: 15 و16)

 

يقول أ.ر. فاوست: «لأن غيرة بيتك أكلتني -أي تحرقني كلهيب شديد (مزمور 119:139). يقول في مزمور 69: 7: «لأني من أجلك احتملت العار». وبالمقارنة مع يوحنا 2:17 نجد أن المسيح امتلأ غيرة لكرامة بيت الله. وتعييرات معيريك وقعت على -أي بسبب غيرتي المتقدة لكرامتك، وقعت التعييرات الموجهة إليك عليَّ». (Fausset, CCE, 245)

3(ب) نبوات عن خدمته

22- يسبقه رسول
النبوة التحقيق
«صوت صارخ في
البرية: أعدوا طريق
الرب. قوِّموا في القفر
سبيلاً لإلهنا»
(إشعياء 40: 3
انظر أيضاً ملاخي
3: 1)

«جاء يوحنا المعمدان يكرز
في برية اليهودية قائلاً:
توبوا لأنه قد اقترب ملكوت
السموات»
متى 3: 1و2 انظر أيضاً
متى 3: 3، 11: 10، يوحنا
1: 23، لوقا 1: 17)

يقدم ترجوم إشعياء نص إشعياء 40: 3 هكذا: «صوت صارخ: أعدوا طريقاً في البرية أمام شعب الرب، مهّدوا سبلاً في الصحراء أمام جماعة إلهنا». (Stenning, TI, 130).

23- تبدأ خدمته في الجليل
النبوة التحقيق
«ولكن لا يكون ظلام
 للتي عليها ضيق، كما
 أهان الزمان الأول
أرض زبولون وأرض
 نفتالي يكرم الأخير
طريق البحر، عبر
 الأردن، جليل الأمم»
(إشعياء 9: 1).
«ولما سمع يسوع أن يوحنا
أسلم انصرف إلى الجليل،
وترك الناصرة. وأتى فسكن
في كفر ناحوم التي عند
البحر، في تخوم زبولون
ونفتاليم.. من ذلك الزمان
ابتدأ يسوع يكرز ويقول
توبوا لأنه قد اقترب ملكوت
السموات» (متى 4: 12
و13و17).

24- خدمة معجزات
النبوة التحقيق
«حينئذ تتفقح عيون
 العمي، وآذان الصم
تتفتح. حينئذ يقفز
 الأعرج كالأيل، ويترنم
لسان الأخرس»
(إشعياء 35: 5 و6
 انظر أيضاً إشعياء
32: 3، 4).

«وكان يسوع يطوف المدن
كلها والقرى يعلِّم في 
مجامعها، ويكرز ببشارة
الملكوت، ويشفي كل
مرض وكل ضعف في
الشعب» (متى 9: 35،
انظر أيضاً متى 9: 32
 و33، 11: 4-6، مرقس
7: 33- 35، يوحنا 5:5
- 9، 9: 6- 11،
11: 43 و44 و47).

25- يعلم بأمثال
النبوة التحقيق
«أفتح بمثل فمي.
أذيع ألغازاً
منذ القديم»
(مزمور 78: 2).

 «هذا كله كَّلم به يسوع
الجموع بأمثال. وبدون
مثل لم يكن يكلمهم»
(متى 13: 34).

 

26- كان يجب أن يدخل الهيكل
النبوة التحقيق
«ويأتي بغتة إلى
هيكله السيد الذي
تطلبونه...»
(ملاخي 3: 1).
«ودخل يسوع إلى هيكل الله
وأخرج جميع الذين كانوا
يبيعون ويشترون في الهيكل»
 (متى 2: 12، انظر أيضاً
يوحنا 1: 14، 2: 19- 21).
 

27- يدخل أورشليم راكباً حماراً
النبوة التحقيق
«ابتهجي جداً يا ابنة
صهيون. اهتفي يا بنت
أورشيم. هوذا ملكك
يأتي إليك، هو عادل
ومنصور وديع وراكب
على حمار وعلى جحش
ابن أتان»
(زكريا 9: 9).

«وأتيا به إلى يسوع وطرحا
ثيابهما على الجحش
وأركبا يسوع. وفيما هو
سائر فرشوا ثيابهم في
الطريق، ولماقرب عند
منحدر جبل الزيتون...»
(لوقا 19: 35- 37،
انظر أيضاً متى 21: 6-11).

 

28- «حجر عثرة» لليهود
النبوة التحقيق
«الحجر الذي رفضه
البناؤون قد صار
رأس الزاوية»
(مزمور 118: 22
انظر أيضاً إشعياء
8: 14، 28: 16)

«فلكم أنتم الذين تؤمنون
الكرامة، وأما للذين لا
يطيعون فالحجر الذي
رفضه البناؤون هو قد
صار رأس الزاوية»
(1بطرس 2: 7 -انظر
أيضاً رومية 9: 32 و33).

 

يقدم ترجوم إشعياء نصّ (إشعياء 8: 13- 15) هكذا: «رب الجنود، إياه تدعون قدوساً وتخافونه ويكون قوتكم. وإن لم تصغوا، تكون كلمة الرب لكم نقمة وحجراً للسحق وصخرة للمذلة لبيتي أمراء إسرائيل، لكسرهم وعثرتهم، لأن بيت إسرائيل قد انشق عن بيت يهوذا الساكنين في أورشليم.. وكثيرون سيعثرون بهم فيسقطون ويتحطمون ويؤخذون بشركهم». (Stenning, TI, 28)

29- «نور» الأمم
النبوة التحقيق
«فتسير الأمم في
نورك، والملوك في
ضياء إشراقك»
(إشعياء 60: 3
انظر أيضاً إشعياء
49: 6).

«لأنه هكذا أوصانا الرب:
قد أقمتك نوراً للأمم لتكون
أنت خلاصاً إلى أقصى
الأرض. فلما سمع الأمم ذلك
كانوا يفرحون ويمجدون كلمة
الله» (أعمال 13: 47 و48
انظر أيضاً أعمال 26: 23،
28: 28).

4(ب) نبوات عن أحداث بعد دفنه

30- القيامة
النبوة التحقيق
«لأنك لن تترك نفسي
في الهاوية، لن تدع
تقيك يرى فساداً»
(مزمور 16: 10).

«لم تترك نفسه في
الهاوية، ولا رأى جسده
فساداً»
 (أعمال 2: 31، انظر
أيضاً متى 28: 6،
مرقس 16: 6، لوقا
24: 46، أعمال 13: 33).

 

ويقول فريدليندر: «أكد ابن عزرا مراراً على عقيدته الثابتة في قيامة الأموات». (Friedlaender, EWA, 100)

ويقول التلمود البابلي: «لكل إسرائيل نصيب في العالم الآتي، لأنه مكتوب: «شعبك كلهم أبرار، إلى الأبد يرثون الأرض، غصن غرسي، عمل يدي لأتمجد». ولكن لا نصيب لمن يعتقد أن القيامة ليست تعليماً كتابياً. أو أن التوراة غير موحى بها من الله». (Nezikin, BT, 601)

31- الصعود
النبوة التحقيق
«صعدت إلى العلاء»
(مزمور 68: 18).

«ارتفع وهم ينظرون،
 وأخذته سحابة عن
أعينهم» (أعمال 1: 9).

32- جلس عن يمين الله
النبوة التحقيق
«قال الرب لربي:
اجلس عن يميني حتى
أضع أعداءك موطئاً
لقدميك»
(مزمور 110: 1)

«بعد ما صنع بنفسه
تطهيراً لخطايانا جلس
في يمين العظمة في
الأعالي»
(عبرانيين 1: 3، انظر
أيضاً مرقس 16: 19،
أعمال 2: 34 و35).

 

5(ب) نبوات تمت في يوم واحد

فيما يلي تسع وعشرون نبوة من نبوات العهد القديم عن تسليم المسيح ومحاكمته وموته ودفنه، وهذه النبوات تكلَّم بها أنبياء مختلفون على مدى خمسة قرون من 1000- 500 ق.م. وتحققت جميعها في يسوع خلال أربع وعشرين ساعة من الزمان.

33- خيانة يهوذا له
النبوة التحقيق
«أيضاً رجل سلامتي
الذي وثقت به أكل
خبزي، رفع على عقبه»
(مزمور 41: 9، انظر
أيضاً مزمور
55: 12- 14)

«.. يهوذا الاسخريوطي
الذي أسلمه»
 (متى 10: 4 انظر
أيضاً متى 26: 49
و50، يوحنا 13: 21)

في (مزمور 41: 9) يقول «رجل سلامتي» أي من يقبلني بقبلة السلام كما فعل يهوذا (متى 26: 49 وقارن ذلك مع إرميا 20: 10). (Fausset, CCE, 191)

34- بيع بثلاثين من الفضة
النبوة التحقيق
«فقلت لهم: إن حسن
في أعينكم فأعطوني
أجرتي، وإلا فامتنعوا
فوزنوا أجرتي ثلاثين
من الفضة»
(زكريا 11: 12)

«وقال: ماذا تريدون أن
تعطوني وأنا أسلِّمه
إليكم؟ فجعلوا له ثلاثين
من الفضة» (متى 26:
 15، انظر أيضاً
متى 27: 3).

 

35- إلقاء المال في بيت الله
النبوة التحقيق
«فأخذت الثلاثين من
الفضة وألقيتها إلى
الفخاري في بيت الرب»
(زكريا 11: 13).

«فطرح الفضة في
الهيكل وانصرف»
 (متى 27: 5).

 

36- دفع الثمن عن حقل الفخاري
النبوة التحقيق
«فأخذت الثلاثين من
الفضة وألقيتها إلى
الفخاري في بيت الرب»
(زكريا 11: 13).

«فتشاوروا واشتروا بها
حقل الفخاري، مقبرة
للغرباء» (متى 27: 7).

 

وفي النبوات الأربع السابقة تحققت النبوات التالية:

1- الخيانة.

2- من صديق.

3- بثلاثين (ليس 29 مثلاً).

4- من الفضة (وليس الذهب).

5- أُلقيت (وليس وضعت).

6- في بيت الرب.

7- واستخدم المال لشراء حقل الفخاري.

37- تلاميذه يتركونه
النبوة التحقيق
«اضرب الراعي
فتتشتت الغنم»
(زكريا 13: 7)

«فتركه الجميع وهربوا»
(مرقس 14: 50، انظر
أيضاً متى 26: 31،
مرقس 14: 27)

 

يقول لايتش عن (زكريا 13: 7) «إنها نبوة صريحة عن المذلة التي لحقت التلاميذ عندما مات المسيح. وهكذا فسَّر المسيح نفسه كلمات هذه النبوة (متى 26: 31، مرقس 14: 27). وقد تحققت النبوة (انظر متى 26: 56، مرقس 14: 50). لكن الرب لا يترك الغنم -عاملاً في المسيح وبواسطته (يوحنا 5: 19 و30)- بل يرد يده على إخوته الأصاغر ويعينهم، أي تلاميذه المرتعبين اليائسين. (لوقا 24: 4 و11 و17 و37، يوحنا 20: 2 و11 و19و26). وهكذا أصبح هؤلاء الضعفاء الهاربين شجعاناً كارزين بملكوت المسيح بكل قوة». (Laetsch, BCMP, 491, 492)

38- يشهدون ضده زوراً
النبوة التحقيق
«شهود زور يقومون،
وعما لم أعلم يسألونني»
(مزمور 35: 11).

«وكان رؤساء الكهنة
والشيوخ والمجمع كله
يطلبون شهادة زور على
يسوع لكي يقتلوه، فلم
يجدوا. ومع أنه جاء شهود
زور كثيرون لم يجدوا. ولكن
أخيراً تقدم شاهدا زور وقالا:
هذا قال إني أقدر أن أنقض
هيكل الله وفي ثلاثة أيام أبنيه»
(متى 26: 59- 61)

 

39- صامت أمام متهميه
النبوة التحقيق
«ظلم أما هو فتذلل
ولم يفتح فاه»
(إشعياء 53: 7).

«وبينما كان رؤساء الكهنة
يشتكون عليه لم يجب
 بشيء» (متى 27: 12).

 

40- مجروح ومسحوق
النبوة التحقيق
«وهو مجروح لأجل
معاصينا، مسحوق
لأجل آثامنا، تأديب
سلامنا عليه، وبحبره
شفينا» (إشعياء 53: 5،
 

«حينئذ أطلق لهم باراباس،
وأما يسوع فجلده وأسلمه
ليصلب» (متى 27: 26).

 

«إنه جُرح جسدي حقيقي وليس مجرد ألم نفسي، كما تدل كلمة mecholal على أنه طُعن حرفياً، وهو تعبير دقيق تماماً لما حدث مع المسيح عندما طُعن جنبه ودُقًّت المسامير في يديه ورجليه» (مزمور 22: 16). (Fausset, CCE, 730)

«من أعلى رأسه المكلل بالشوك إلى أخمص قدميه المسمرتين إلي الصليب، لم تظهر سوى الجروح والكدمات». (Henry, MHC, 826)

41- ضربوه وبصقوا عليه
النبوة التحقيق
«بذلت ظهري للضاربين
وخدي للناتفين.
وجهي لم أستر عن
العار والبصق»
(إشعياء 50: 6،
انظر أيضاً ميخا 5: 1).

«حينئذ بصقوا في
وجهه ولكموه، وآخرون
لطموه» (متى 26: 67،
انظر أيضاً لوقا 22: 63).

يقدم ترجوم إشعياء نصّ (إشعياء 50: 6) هكذا: «بذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين، ولم أستر وجهي عن الهوان والبصق». (Stenning, TI, 170)

ويقول هنري: «سلَّم يسوع نفسه (1) للجلد، (2) للضرب، (3) للبصق. كل هذه الآلام اجتازها المسيح لأجلنا طواعية ليقنعنا برغبته في خلاصنا» (Henry, MHC, 816).

42- سخروا منه
النبوة التحقيق
«كل الذين يرونني
يستهزئون بي
يفغرون الشفاه
وينغضون الرأس
قائلين: اتَّكل على
الرب فلينجه.
لينقذه لأنه سرَّ به»
(مزمور 22: 7 و8)

«وضفروا إكليلاً من شوك
ووضعوه على رأسه
وقصبة في يمينه. وكانوا
يجثون قدامه ويستهزئون
به قائلين السلام يا ملك
اليهود» (متى 27: 29،
 انظر أيضاً متى 27: 41
 -43).

 

43- سقط تحت حمل الصليب
النبوة التحقيق
«ركبتاي ارتعشتا
من الصوم ولحمي
هزل عن سمن. وأنا
صرت عاراً عندهم.
ينظرون إليَّ وينغضون
رؤوسهم»
(مزمور 109:24 و25).

«فخرج وهو حامل صليبه
إلى الموضع الذي يقال له
الجمجمة ويقال له بالعبرانية
جلجثة» (يوحنا 19: 17).
«ولما مضوا به أمسكوا
سمعان رجلاً قيروانياً
كان آتياً من الحقل
ووضعوا عليه الصليب
ليحمله خلف يسوع»
(لوقا 23: 26، انظر
أيضاً متى 27: 31، 32).

من الواضح هنا أن يسوع قد ضعف تحت حمل الصليب الثقيل، ولما لم تستطع ركبتاه الاحتمال، بحثوا عن شخص آخر ليحمل صليبه.

44- ثقبوا يديه ورجليه
النبوة التحقيق
«ثقبوا يديّ ورجليَّ»
(مزمور 22: 16
انظر أيضاً
زكريا 12: 10).

«ولما مضوا به إلى الموضع
الذي يدعى جمجمة
صلبوه» (لوقا 32: 33،
انظر أيضاً يوحنا 20:25).

صُلب يسوع بالطريقة الرومانية، التي فيها تثقب اليدان والقدمان بالمسامير الخشنة ليعلقَّ الجسد على الخشبة.

45- صلب بين اللصوص
النبوة التحقيق
«سكب للموت نفسه،
وأحصي مع أثمة»
(إشعياء 53: 12)

«حينئذ صُلب معه لصان،
واحد عن اليمين والآخر
 عن اليسار» (متى 27: 38
انظر أيضاً مرقس 15:
27 و28).

 

يقول بلينتسلر: «لم يكن قانون العقوبات اليهودي يعرف الصلْب، ولكنهم كانوا يعلِّقون عابد الوثن والمجدف على شجرة بعد موته بالرجم، كملعون من الله، كما تقول (تثنية 21: 23) «لأن المعلق ملعون من الله». وقد طبق اليهود هذه الآية على المصلوب. وإذا كان الصلب يعتبر في أعين العالم الوثني أحقر وأحطّ وسيلة للقصاص، فإن اليهود -فوق كل ذلك- كانوا يعتبرون المصلوب ملعوناً من الله»(Blinzler, TJ,247,248)

وتقول الموسوعة الأمريكية «يجب دراسة تاريخ الصلْب كعقوبة جنائية كجزء من نظام القضاء الروماني... فالعبرانيون مثلاً لم يعرفوا الصلْب إلا تحت الحكم الروماني. وقبل أن تصبح فلسطين مقاطعة رومانية، كانوا يجرون الإعدام بالرجم». (EA, 8: 253)

«في عام 63 ق.م. غزت قوات بومبي العاصمة اليهودية. فأصبحت فلسطين مقاطعة رومانية، إلا أن حكماً يهودياً ملكياً صورياً بقى هناك» (Wilson, DDWD, 262)

ومن هذا نرى أن نبوة إشعياء 53 ومزمور 22 عن الصْلب لم تتحقق في ظل نظام الحكم اليهودي، الذي لم يعرف الصلْب إلا بعد هذه النبوات بمئات السنين.

46- صلى لأجل صالبيه
النبوة التحقيق
«وهو حمل خطية
كثيرين وشفع في
المذنبين»
(إشعياء 53: 12).

«يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم
لا يعلمون ماذا يفعلون»
(لوقا 23: 34).

 

بدأ المسيح شفاعته على الصليب (لوقا 23: 34) وهو يستمر فيها في السماء (عبرانيين 9: 24، 1يوحنا 2: 1). (Fausset, CCE, 733)

47- رفض شعبه له
النبوة التحقيق
«محتقر ومخذول
من الناس. رجل
أوجاع ومختبر الحزن
وكمستر عنه وجوهنا،
ومحتقر فلم نعتد به»
(إشعياء 53: 3، انظر أيضاً
مزمور 69: 8،
 

118: 22).

«لأن إخوته أيضاً لم
يكونوا يؤمنون به»
«ألعل أحداً من الرؤساء
أو من الفريسيين آمن
 به؟» (يوحنا 7: 5و48
انظر أيضاً يوحنا 1:

 11 ، متى 21: 42و43).

 

«تم هذا في المسيح الذي لم يؤمن به إخوته (يوحنا 7: 5)، الذي جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله (يوحنا 1: 11)، الذي تركه تلاميذه الذين كان يعتبرهم إخوته». (Henry, MHC, 292)

ملحوظة: وما يؤكد الطبيعة النبوية لأصحاح 53 من سفر إشعياء هو أن المفسرين اليهود قبل مجيء المسيح كانوا يعلمون بأن إشعياء، هنا يتحدث عن المسيا اليهودي. (S.R. Driver et al, trans, The Fifty-Third Chapter of Isaiah According to Jewish Interpreters) وفي التعليم اليهودي لم يصبح هذا النص تعبيراً عن معاناة الأمة اليهودية إلا بعد استخدام المسيحيين الأوائل له في الدفاع عن العقيدة المسيحية. ولا يستقيم هذا التفسير اليهودي مع إشارة إشعياء المعتادة للشعب اليهودي بضمائر الجمع للمتكلم («نحن» و «نا» الفاعلين) بينما يشير دائماً للمسيا بضمير المفرد الغائب كما هو الحال في إشعياء 53 («هو» وهاء الملكية والمفعول للمفرد الغائب). (Geisler, BECA, 612)

48- أبغضوه بلا سبب
النبوة التحقيق
«أكثر من شعر رأسي
الذين يبغضونني بلا
سبب» (مزمور 69: 4،
انظر أيضاً إشعياء
49: 7) .

«ولكن لكي تتم الكلمة
المكتوبة في ناموسهم
 إنهم أبغضوني بلا
سبب» (يوحنا 15:
 25).

 

 49- وقف أصحابه بعيداً عنه
النبوة التحقيق
«أحبائي وأصحابي
يقفون تجاه ضربتي،
وأقاربي وقفوا بعيداً»
(مزمور 38: 11).

«وكان جميع معارفه،
ونساء كن قد تبعنه من
من الجليل، واقفين من
بعيد ينظرون ذلك»
(لوقا 23: 49، انظر
أيضاً متى 27: 55،
56، مرقس 15: 40).

«في وقت بِّلينتي إذ كان ينبغي عليهم الوقوف بجانبي أكثر من أي وقت آخر، فإنهم يخشون الخطر الذي قد يأتي عليهم نتيجة للبقاء معي. وبينما يقترب الأعداء، ينأى الأصدقاء. هكذا كان لسان حال المسيح» (متى 26: 56، 27: 55، لوقا 23: 49، يوحنا 16: 32). (Fausset, CCE, 184)

50- الناس يهزون رؤوسهم
النبوة التحقيق
«وأنا صرت عاراً
عندهم. ينظرون إليَّ
وينغضون رؤوسهم»
(مزمور 109: 25،
انظر أيضاً مزمور 22: 7).

«وكان المجتازون يجدفون
عليه وهم يهزون
رؤوسهم» (متى 27:39).

 

«وهزّ الرأس علامة على أنه لا رجاء للمتألم في النجاة، وأن ناظريه يسخرون منه» (أيوب 16: 4، مزمور 44: 14). (Ethridge, TOJ, 148)

51- ينظرون إليه
النبوة التحقيق
«أحصي كل عظامي،
وهم ينظرون
ويتفرسون فيَّ»
 

(مزمور 22: 17).

«وكان الشعب واقفين

ينظرون»

(لوقا 23: 35).

 

52- اقتسموا ثيابه واقترعوا عليها
النبوة التحقيق
«يقسمون ثيابي
بينهم، وعلى لباسي
يقترعون»
(مزمور 22: 18).

«ثم إن العسكر لما كانوا
قد صلبوا يسوع أخذوا
ثيابه وجعلوها أربعة
أقسام لكل عسكري قسماً
وأخذوا القميص أيضاً.
وكان القميص بغير خياطة
منسوجاً كله من فوق.
فقال بعضهم لبعض: لا
نشقه بل نقترع عليه لمن
يكون» (يوحنا 19: 23 و24).

 

تبدو العبارة الواردة في نبوة العهد القديم في مزمور 22 متناقضة مع ذاتها حتى نأتي إلى حادثة الصلْب في العهد الجديد. لقد اقتسم العسكر ثياب يسوع فيما بينهم، ولكن قميصه أخذه واحد منهم بعد إلقاء القرعة عليه.

53- يعطش
النبوة التحقيق
«وفي عطشي يسقونني
خلاً» (مزمور 69: 21).

«بعد هذا.. قال (يسوع)
 أنا عطشان»
(يوحنا 19: 28).

 

54- يعطونه الخل والمر
النبوة التحقيق
«ويجعلون في طعامي
علقماً، وفي عطشي
يسقونني خلاً»
(مزمور 69:21)

«أعطوه خلاً ممزوجاً
ليشرب. ولما ذاق لم يرد
يشرب» (متى 27: 34،
انظر أيضاً يوحنا
19: 28، 29).

ويقول أ.ر. فاوست: «إن قسوة الآلام التي مرَّ بها المسيح جعلت حتى أعداءه الذين تسببوا في هذه الآلام يرِّقوا له، وحتى يخففوا من آلامه، وبدلاً من أن يعطوه شراباً مسكراً، أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة. لقد قدم الخل للمخلِّص مرتين وهو على الصليب -المرة الأولى كان ممزوجاً بمرارة (متى 27: 34) أو بمر (مرقس 15: 23) ولكنه لما ذاق لم يرد أن يشرب لأنه لم يشأ أن يتحمل الآلام وهو مخدر من تأثير المر. إن تقديم الخل والمر. للمجرمين كان من قبيل الرحمة، أما تقديمه للمسيح البار حامل خطايا العالم فكان إهانة. أما المرة الثانية التي قدموا فيها للمسيح خلاً، فكانت عندما صرخ قائلاً «أنا عطشان»، ولكي يتم الكتاب، قدموا له خلاً ليشرب» (يوحنا 19: 28، متى 27: 48). (Fausset, CCE, 246)

55- صرخته وتركه وحده
النبوة التحقيق
«إلهي، إلهي، لماذا
تركتني؟»
(مزمور 22: 1).

«نحو الساعة التاسعة
صرخ يسوع بصوت
عظيم قائلاً: إيلي إيلي لما
شبقتني؟ أي: إلهي إلهي
لماذا تركتني؟»
(متى 27: 46).

 

يدل تكرار كلمة «إلهي» في مزمور 22: 1 على تمسك المسيح وقت آلامه بأن الله هو إلهه رغم كل الظروف التي تناقض ذلك. وكان ذلك هو الترياق في وقت اليأس، فها هو وعد الله بأن يتدخل ويخلصه». (Fausset, CCE, 148)

لقد حولت تلك الصرخة أنظار الناس إلى المزمور الثاني والعشرين. إذ يقتبس المسيح الآية الأولى من هذا المزمور الذي هو نبوة صريحة عن الصليب.

56- يستودع نفسه لله
النبوة التحقيق
«في يدك أستودع
روحي»
(مزمور 31: 5).

«ونادى يسوع بصوت
عظيم وقال: يا أبتاه في
يديك أستودع روحي»
(لوقا 23: 46).

 

57- عظامه لا تكسر
 
النبوة التحقيق
«يحفظ جميع عظامه،
واحد منها لا ينكسر»
(مزمور 34: 20).

 وأما يسوع فلما جاءوا إليه
لم يكسروا ساقية لأنهم
رأوه قد مات»
(يوحنا 19: 33).

 

وهناك نبوتان أخريان عن عظام يسوع لا شك أنهما تحققتا:

1- «انفصلت كل عظامي» (مزمور 22: 14). إن انفصال عظام المصلوب وهو معلَّق على الصليب من يديه وقدميه هو أمر وارد جداً، خاصة إذا علمنا أن جسده كان يثبتَّ إلى الصليب وهو موضوع على الأرض.

2- «أحصي كل عظامي» وهم ينظرون ويتفرسون فيَّ» (مزمور 22: 17). كان يمكن لعظامه أن ترى بسهولة بينما كان معلقاً على الصليب. إن تمديد جسده أثناء عملية الصْلب يجعل العظام تظهر واضحة على غير العادة.

58- انكسر قلبه
النبوة التحقيق
«صار قلبي كالشمع.
قد ذاب في وسط
أمعائي»
(مزمور 22: 14).

«لكن واحداً من العسكر
طعن جنبه بحربة.
وللوقت خرج دم وماء»
 (يوحنا 19: 34).

خروج الدم والماء من جنبه المطعون دليل على انفجار قلبه.

59- جنبه المطعون
النبوة التحقيق
«ينظرون إليَّ الذي
طعنوه»
(زكريا 12: 10).

«لكن واحداً من العسكر
طعن جنبه بحربة»
(يوحنا 19: 34).

 

قال تيودور لايتش: «إن هذه العبارة جديرة بالملاحظة. فالرب يهوه يتحدث عن نفسه كمن طعنه الناس الذي سوف ينظرون إليه وينوحون لأجله.

ترد كلمة «يطعن» تسع مرات بمعنى الطعن بالسيف أو بالحربة (عدد 25: 8، قضاة 9: 54، 1صموئيل 31: 4، 1أخبار الأيام 10: 4، إشعياء 13: 15، إرميا 37: 10، 51: 4، 1صموئيل 31: 4، 1أخبار الأيام 10: 4، إشعياء 13: 15، إرميا 37: 10، 51: 4، زكريا 12: 10، 13: 3). وهي ترد مرة واحدة بمعنى آلام الجوع الشديدة التي يصفها بأنها أقسى من آلام الطعن بالسيف» (مراثي 4: 9). (Laetsch, BCMP, 483)

60- ظلمة على الأرض
النبوة التحقيق
«ويكون في ذلك اليوم،
يقول السيد الرب، إني
أغيِّب الشمس في الظهر،
واقتم الأرض في يوم نور»
(عاموس 8: 9).

«ومن الساعة السادسة
كانت ظلمة على الأرض
إلى الساعة التاسعة»
 (متى 27: 45).

 

الساعة السادسة عند اليهود هي ساعة الظهر، لأنهم كانوا يحسبون الوقت من شروق الشمس إلى مغيبها - اثنى عشر ساعة.

61- دفن في قبر غني
النبوة التحقيق
«وجعل مع الأشرار
قبره، ومع غني عند
موته»
(إشعياء 53: 9)

«جاء رجل غني من الرامة
اسمه يوسف... وطلب جسد
يسوع... فأخذ يوسف
الجسد ولفَّه بكتَّان نقي،
ووضعه في قبره الجديد»
(متى 27: 57- 60)

4(أ) نبوات تحققت تؤكد أن يسوع هو المسيا

1(ب) اعتراض : النبوات التي تحققت في يسوع كانت مقصودة مدبرة
يفترض هـ. ج. شونفيلد ناقد العهد الجديد في كتابه «خطة الفصح» أن يسوع كان يدَّعي بأنه المسيا وقد خطط أن «يتمم» النبوات حتى يبرهن على مزاعمه. (Schonfield, H. J., 35- 38).

وللإجابة على ذلك نقول أولاً: إن هذا يناقض شخصية يسوع الأمينة كما قلنا. فهذا القول يفترض أنه كان أعظم مخادع في التاريخ. وهو يفترض أنه رجل شرير، وهذا يناقض ما تشهد به الأناجيل عنه من أنه الرجل الكامل. وهناك أدلة كثيرة تبرهن أن هذا الفرض غير معقول تماماً.

ثانياً: لم يكن يسوع ليتحكم في الكثير من الأحداث التي تمَّمت نبوات العهد القديم في المسيا. فمثلاً لم يكن له أن يحدد مكان ميلاده (ميخا 5: 2)، أو أن يولد من عذراء (إشعياء 7: 14)، أو مكان موته (دانيال 9: 25)، أو السبط الذي يأتي منه (تكوين 49: 10) أو سلسلة نَسَبه (2صموئيل 7: 12)، ونبوات أخرى كثيرة تتصل بحياته.

ثالثاً: تظهر الطبيعة المعجزية في استجابة الأحداث والأشخاص المعاصرين له بطريقة تحقق النبوات تحقيقاً دقيقاً، ومن ذلك بشارة يوحنا به (متى 3)، ردود أفعال المشتكين عليه (متى 27: 12)، اقتراع الجنود على ثيابه (يوحنا 19: 23، 24)، وطعن جنبه بالحربة (يوحنا 19: 34).

ويعترف شونفيلد نفسه أن الخطة باءت بالفشل عندما طعن الرومان المسيح فعلاً. والحقيقة هي أن أي شخص له كل هذه القوى لابد أن يكون هو الله- وهو الأمر الذي يحاول هذا الفرض أن يتجنَّبه. وباختصار فإن الإيمان بفرض «خطة الفصح» يتطلب معجزة أعظم من قبول الطبيعة المعجزية للنبوات.

قد يبدو الاعتراض السابق مقبولاً حتى ندرك أن الكثير من النبوات التي تحققت في المسيح تفوق قدرة البشر:

1- مكان الميلاد (ميخا 5: 2).

2- وقت الميلاد (دانيال 9: 25، تكوين 49: 10).

3- طريقة الميلاد (إشعياء 7: 14).

4- خيانة يهوذا له.

5- طريقة موته (مزمور 22: 16).

6- مواقف الناس منه (السخرية، البصق، النظر، وغيرها).

7- طعن جنبه.

8- دفنه.

2(ب) اعتراض: النبوات التي تحققت في يسوع كانت محض صدفة

يقول النقاد: «يمكنك أن تجد بعض النبوات قد تحققت في كيندي أو جمال عبد الناصر وغيرهم من الشخصيات البارزة».

وللإجابة نقول إننا قد نجد نبوة أو اثنتين تصدقان عن شخص ما، لكن كيف تتحقق واحد وستون نبوَّة كبرى؟ ولو أن هناك شخصاً -من الأحياء أو الأموات، غير يسوع، تحققت فيه نصف النبوات التي قيلت في المسيا، فإن چون ملراو صاحب شركة النشر «كرستيان فكتوري» في دنفر مستعد أن يعطي ألف دولار لمن يكشف عنه! وهناك عشرات الدارسين في الجامعات يمكنهم الحصول على هذا المال إن وجِدوا!

كتب هـ. هارولد هارتسلر العضو بالجمعية العلمية الأمريكية في كلية جوشن، في مقدمة كتاب للكاتب بيتر ستونر : «لقد تمت مراجعة كتاب «العلم يتحدث» بعناية من قِبَل لجنة للجمعية العلمية الأمريكية والمجلس التنفيذي لها، وقد تبين بوجه عام دقة محتوياته وموثوقيتها فيما يختص بالمادة العلمية المقدمة. ومابه من عمليات حسابية تحليلية تعتمد على مباديء نظرية الاحتمالات الصحيحة تماماً، وقد قام الأستاذ ستونر بتطبيق هذه المباديء بطريقة ملائمة ومقنعة». (Hortzler, F,S as cited in Stoner, ss)

ونقلاً عن كتاب «العلم يتحدث»، نورد الاحتمالات التالية التي تبين أن نظرية الاحتمالات تستبعد فرضية الصدفة. يقول ستونر إنه باستخدام العلم الحديث ونظرية الاحتمالات وتطبيقها على ثمانية من هذه النبوات. وجد أن احتمال تحقق الثمانية معاً في شخص واحد تتحقق في شخص من كل (1017) (أي واحد أمامه 17 صفراً). ولتصوير هذه الحقيقة يقول ستونر إنه لو أحضرنا (1017) من الدولارات الفضية وفرشناها على أرضية ولاية تكساس الأمريكية لغطينا كل أرض الولاية بعمق 60 سنتيمتراً! والآن: خذ واحداً من هذه الدولارات وضع عليه علامة واخلطه مع بقية الدولارات وانشرها في كل الولاية، ثم اعصب عيني شخص ما واطلب منه أن يذهب حيثما شاء، ولكن عليه أن يعثر على هذا الدولار بالذات. أي فرصة تكون أمامه ليجد هذا الدولار؟ هكذا كانت الفرصة أمام الأنبياء وهم يكتبون هذه النبوات ثم تتحقق هذه النبوات الثماني في شخص واحد، هذا لو أنهم كتبوا هذه النبوات بحكمتهم الأرضية.

إن هذه النبوات إما أنها كُتبت بوحي من الله أو أن الأنبياء كتبوها بحسب فكرهم. وفي هذه الحالة، فإن فرصة تحقق نبواتهم في شخص واحد هي فرصة واحدة من بين (1017). ولكن هذه النبوات تحققت جميعاً في المسيح، وهذا يعني أن تحقق هذه النبوات الثماني وحدها تبرهن أن الله أوحى بها لتتحقق بهذه الدقة الكبيرة (Stoner, ss, 100- 107).

وعن ثماني وأربعين نبوة تحققت يقول ستونر:

إن فرصة تحقق 48 نبوة معاً في شخص واحد هي (10157) وهذا رقم هائل حقاً ويمثل احتمالاً ضعيفاً لأقصى الحدود. ولنحاول تصوُّر ذلك. إن الدولار الفضي الذي كنا نستخدمه كبير جداً. لنختر شيئاً أصغر حجماً. إن الإلكترون هو أصغر شيء نعرفه. وإذا وضعنا إلكترونات عددها 2.5 * 1015 جنباً إلى جنب لصنعنا سطراً رفيعاً طوله بوصة واحدة. ولو حاولنا إحصاء هذه الإلكترونات بواقع 250 إلكتروناً كل دقيقة، واستمر العدّْ ليلاً ونهاراً لاستغرقنا 19 مليون سنة. ونحن نحصي الإلكترونات في هذه البوصة الواحدة، أما إذا أخذنا بوصة مكعبة من هذه الإلكترونات وحاولنا عدَّها بمعدل 250 إلكتروناً في الدقيقة لاستغرقنا 19 مليون سنة * 19 مليون سنة * 19 مليون سنة أي 6.9 * 1021 من السنين.

والآن لنعد إلى الاحتمال السابق وهو 1: 10157 لنفترض أن لدينا هذا العدد من الإلكترونات، ووضعنا علامة على أحدها ثم خلطناه مع الإلكترونات الأخرى وطلبنا من شخص معصوب العينين أن يجده. فأي فرصة تكون له ليجد الإلكترون المطلوب وسط هذا الكمّ الهائل من الإلكترونات؟ (Stoner, ss, 109, 110).

وهذه فرصة أي شخص كي تتحقق فيه ثماني وأربعون نبوة، لو أن تحقيقها كان بالصدفة.

3(ب) اعتراض: العرافون تنبأوا مثل نبوات الكتاب المقدس
يذكر النقَّاد المعاصرون بعض النبوات لعرافين تضارع النبوات الكتابية. إلا أن هناك هوة شاسعة بين هذه النبوات ونبوات الكتاب المقدس التي لا تخطيء. كان أحد اختبارات النبي في العهد القديم التحقق من صدق نبواته (تثنية 18: 22). وهؤلاء الأنبياء الذين كانت نبواتهم تخيب كانوا يرجمون (تثنية 18: 20) ولا شك أن هذا كان من شأنه أن يردع أي شخص ليس متيقناً من أن رسالته هي من الله. ومن بين مئآت النبوات، فإن أنبياء الكتاب المقدس لم يخطئوا ولو مرة واحدة. وفي دراسة لنبوات العرافين أجريت في أعوام 1975 - 1981، أسفرت النتائج عن أنه من بين اثنتين وسبعين نبوة، لم تتحقق بأي شكل من الأشكال سوى ستة منها. ومن هذه النبوات التي تحققت، هناك نبوتان غامضتان وأخريان لم تأتيا بجديد: «سوف تظل الولايات المتحدة وروسيا قوتان عظميان، ولن تكون هناك حروب عالمية».

في كتاب «تقويم البشر» (1976) نشرت دراسة عن نبوات أفضل خمسة وعشرين عرَّافاً. وكانت النتائج على النحو التالي: من بين مجموع نبواتهم التي بلغت اثنتين وسبعين، كانت ستة وستون منها (92%) خاطئة تماماً. (Kole, MM, 69) والثمانية بالمائة الأخرى التي صحَّت يمكن تفسيرها بسهولة من خلال المصادفة واستقراء الظروف العامة. وفي عام 1993 فشل العرَّافون في التنبؤ بأي حدث رئيسي غير متوقع، ومنها اعتزال مايكل چوردون، وفيضانات وسط غرب أمريكا، ومعاهدة السلام الإسرائيلية الفلسطينية. ومن بين نبواتهم الخاطئة أن ملكة بريطانيا سوف تصبح راهبة، وأن كاثي لي جيفورد سوف تحلّ محل جاي لينو كمقدمة برنامج «عرض المساء» (Charlotte Observer 12 / 30 / 93).

وبالمثل لم تكن النبوات ذائعة الصيت لنوسترداموس مذهلة بأي حال من الأحوال. وعلى العكس من الاعتقاد الشائع، فلم يتنبأ بمكان أو بسنة أي زلزال كبير في كاليفورنيا.

حتى معظم نبواته الشهيرة مثل ظهور هتلر كانت غامضة. ومثله مثل سائر العرافين، أخطأ في كثير من الأحيان، وهو بذلك نبي كذاب وفقاً للمعايير الكتابية. (Geisler,BECA,615)

4(ب) موعد مجيء المسيا

1(ج) زوال القضيب:

«لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه، حتى يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوب» (تكوين 49: 10).

إن أفضل ترجمة لكلمة «قضيب» هنا هي «عصا السبط أو القبيلة». وقد كان لكل سبط من أسباط إسرائيل الاثنى عشر عصا كتب عليها اسم السبط. وهذه الآية تعني أن عصا سبط يهوذا لن تزول حتى يجيء شيلون. وقد رأى علماء اليهود والمسيحيين على السواء في اسم «شيلون» اسماً من أسماء «المسيا الآتي».

ونحن نعلم أنه خلال السبي البابلي لمدة سبعين سنة زال السلطان من سبط يهوذا، لكن السبط لم يفقد «عصاه» أو هويته القومية المميزة. وكان لهم قضاتهم ومشترعوهم حتى وهم في بلاد السبي (عزرا 1: 5 و8).

ومن ثم فقد توقَّع اليهود من هذه النبوة حدوث أمرين حالاً بعد مجيء المسيا:

1- زوال القضيب أو الهوية القومية لسبط يهوذا.

2- انهيار السلطة القضائية.

وقد جاءت العلامة المنظورة على بدء زوال القضيب من سبط يهوذا عندما حكم هيرودس الكبير (الذي لم يكن يهودياً) بعد حكم الأمراء المكابيين الذين كانوا من سبط لاوي، وآخر اليهود الذين حكموا في أورشليم (Sanhedrin, folio 97, verso).

وفي كتابه «يسوع أمام مجمع السنهدريم» يعنون لومان الفصل الثاني هكذا: «تقلُّصت السلطة القضائية لمجمع السنهدريم قبل محاكمة المسيح بثلاثة وعشرين عاماً»، ومن هذا الوقت لم يصبح لمجمع السنهدريم حق إصدار أحكام الإعدام.

وقد حدث ذلك بعد عزل أرخيلاوس، ابن هيرودس وخليفته، عام 11م. (Josephus, AJ, Book 17, Chap. 13, 1- 5) لقد قلص الحكام الذين حكموا باسم أوغسطس سلطات مجمع السنهدريم حتى يمارسوا بأنفسهم حق إصدار حكم الإعدام. وقد حرمت كافة الدول الخاضعة لحكم الامبراطورية الرومانية من إصدار أحكام الإعدام. ويقول المؤرخ تاسيتوس: «احتفظ الرومان لأنفسهم بحق استعمال السيف، وتركوا كل ما عدا ذلك».

ومع ذلك فقد احتفظ مجمع السنهدريم بالحقوق التالية:

1- حق الحرمان أو القطع (يوحنا 9: 22).

2- حق السجن (أعمال 5: 17 و18).

3- حق العقاب البدني (أعمال 16: 22).

ويقول التلمود: قبل خراب الهيكل بأكثر من أربعين سنة سلب الرومان حق إصدار حكم الإعدام من اليهود. (Talmud, Jerusalem, Sanhedrin, fol. 24, recto).

ومع ذلك يبدو أن هذا الحق لم يبق في أيدي اليهود حتى ذلك الوقت. فربما يكون قد سُلب منهم في أيام كوبونيوس عام 7م.

ويقول المعلم اليهودي رشمن: «عندما وجد أعضاء السنهدريم أنهم قد حرموا حق الحكم بالحياة أو الموت تملَّكهم الذعر، فغطوا رؤوسهم بالرماد ولبسوا المسوح وصرخوا: ويل لنا لأن القضيب زال من يهوذا، ولم يأت المسيا!». (Lemann, JBS, 28 - 30)

ويقول المؤرخ يوسيفوس الذي كان شاهد عيان لتلك الأحداث: «بعد موت الوالي فستوس، وقبيل قدوم ألبينوس خلفه، رأى رئيس الكهنة أن الفرصة مواتية لعقد مجلس السنهدريم. ومن ثم أحضر يعقوب أخي يسوع المسمى المسيح وآخرين معه للمثول أمام هذا المجلس المنعقد عاجلاً، وأصدر ضدهم حكم الموت رجماً. وقد عبَّر جميع الرجال الحكماء المحافظون على الشريعة عن استيائهم إزاء هذه الفعلة... حتى أن بعضهم ذهبوا إلى ألبينوس نفسه -الذي كان قد ذهب إلى الإسكندرية- وأفادوه بالعمل غير القانوني الذي قام به حنان، بدعوة السنهدريم بغير تصريح من السلطة الرومانية». (Josephus, AJ, Book 20, Chap. 9, Section 1)

وحتى يحفظوا ماء وجههم، تعلل اليهود بأسباب شتى لإلغاء عقوبة الإعدام. فعلى سبيل المثال يقول التلمود: (Bab., Aboda Zarah, or Of Idolatry, fol. 8, recto)

«لاحظ أعضاء السنهدريم زيادة عدد القتلة، حتى أصبح إعدامهم جميعاً مستحيلاً، فرأوا من المناسب أن يغيروا مكان اجتماعهم حتى يتفادوا إصدار حكم الإعدام» ويقول ميموندس: «قبل خراب الهيكل الثاني بأربعين سنة توقف إصدار حكم الإعدام في إسرائيل، رغم أن الهيكل كان مازال قائماً، وذلك لأن أعضاء السنهدريم هجروا قاعة «الحجارة المنحوتة» ولم يعودوا لعقد اجتماعاتهم هناك». (LeMann, JBS, 30- 33)

ويقول لايتفوت: (Evangelium Matthaei, horoe hebraicoe, pp. 275, 276, Cambridge, 1658).

قرر أعضاء السنهدريم عدم إصدار أحكام الإعدام طالما ظلت أرض إسرائيل خاضعة لسيادة الرومان، وحياة أبناء إسرائيل مهددة منهم. فإن إصدار حكم الإعدام على أحد أولاد إبراهيم بينما اليهودية تدوسها أقدام الغزاة الرومانيين لهو إهانة للدم العريق، دم الآباء. أليس الأصغر في إسرائيل، بصفته ابناً لإبراهيم، أعظم من الأمم؟ فلنترك إذاً قاعة الحجارة المنحوتة، لأنه في خارجها لا يمكن الحكم على أحد بالموت، فلنعلن احتجاجنا على ذلك بهجر هذه القاعة والكفّ عن إصدار الأحكام، لأنه وإن كانت روما تحكم العالم إلا أنها لا يمكن أن تتحكم في حياة اليهود ونواميسهم. (Lightfoot, EM, as cited in LeMann, JBS, 33, 34, 38).

ويقول التلمود: (Boa., Sanhedrin, Chap. 4, fol. 51b) «بما أن السنهدريم لم يعد له سلطة القضاء في جرائم الجنايات الكبرى، فليست هناك حاجة فعلية لهذا القانون، الذي يمكن أن يكون فعَّالاً فقط في أيام المسيا». (Nezikin, BT, 346).

وبمجرد قمع السلطة اليهودية، توقف السنهدريم عن أداء مهامه. لقد زال القضيب من يهوذا ففقدت سلطتها السياسية والقضائية. وعلم اليهود ذلك فقالوا: «ويل لنا، لأن القضيب زال من يهوذا ولم يأت المسيا!». (Talmud, Bab., Sanhedrin, Chap. 4, fol. 37, recto)

ولم يعرفوا أن المسيا كان شاباً ناصرياً يجول في وسطهم.

2(ج) خراب الهيكل
«ويأتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه» (ملاخي 3: 1).

هذا الشاهد وأربعة شواهد أخرى (مزمور 118: 26، دانيال 9: 26، حجي 2: 7- 9، زكريا 11: 13) تفيد أن المسيا سيأتي وهيكل أورشليم قائم. وهذه النبوة ذات دلالة عظيمة، خصوصاً إذا علمنا أن الهيكل أخرب سنة 70م ولم يقم منذ ذلك الوقت!.

«وبعد اثنين وستين أسبوعاً يقطع المسيح وليس له، وشعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس» (دانيال 9: 26).

وهذه النبوة مذهلة، فهي تقدم الأحداث التالية بحسب ترتيبها الزمني:

1- المسيا يأتي.

2- المسيا يقطع (يموت).

3- تخرب المدينة (أورشليم) والقدس (الهيكل).

وقد أخرب تيطس الروماني وجيشه أورشليم والهيكل عام 70م. فإما أن يكون المسيا قد جاء، أو أن تكون النبوة كاذبة!

3(ج) تحقيق النبوة
في (دانيال 9: 24- 27) تذكر النبوة ثلاثة أمور محددة عن المسيح، وهي تشمل سبعين أسبوعاً (من السنين)، أو 490 سنة. أولاً: تذكر النبوة أنه في نهاية تسعة وستين أسبوعاً، سوف يأتي المسيح إلى أورشليم (نفهم من قوله «سبعين سنة» في (دانيال 9: 2) أن المقصود بقوله «سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعاً» هو تسعة وستون أسبوع سنين). وتبدأ الأسابيع التسعة والستون (483 سنة من حاصل ضرب 69* 7) من صدور القرار بإعادة بناء أورشليم بحسب الآية 25.

ثانياً: تذكر النبوة أنه بعد أن يأتي المسيح، سيُقطع (أي يموت). ثم يأتي رئيس ليخرب أورشليم والهيكل ويتمم الأسبوع الأخير من السبعين أسبوعاً أو 490 سنة.

وطبقاً لما ورد في (دانيال 19: 24- 26)، سوف يحدث كل هذا عند تمام تسعة وستين أسبوع سنين. ولكن (دانيال 19: 24) يذكر سبعين أسبوعاً (7 + 62 + 1)، وليس تسعة وستون. وهو يصف الأسبوع الأخير في الآية 27. ويعتقد الكثير من الدارسين أن هذه الآية تصف شخصاً وزمناً آخر غير ما ورد في الآية 26. فمع أن الكاتب يشير إلى «رئيس»، فربما كانت هذه الإشارة إلى رئيس آخر سيأتي في نهاية الأزمنة. (ومن الأمور الشائعة في النبوات ازدواج الإشارة، فمثلاً يمكن أن تشير النبوة إلى الملك داود وإلى المسيا الآتي في ذات الوقت). ويؤيد هذا الرأي أن الرئيس في الآية 27 سوف يبطل ممارسات العبادة في الهيكل اليهودي، ولكنه يقول في الآية 26 إن الرئيس قد أخرب الهيكل! ومن ثم فإن هذا الرئيس قد يأتي في النهاية بعد بناء الهيكل، وهو ما لم يحدث بعد. وبغض النظر عن طريقة تفسير الأسبوع السبعين (وهو يمثل السنوات السبع الأخيرة في النبوة)، فإن الجزء الأول من النبوة يمكن دراسته تاريخياً (Hoehner, CALC, 17) ولمزيد من الدراسة حول هذه النبوة انظر المرجع التالي: (Chronological Aspects of the life of Christ)

1(د) نص النبوة
«سبعون أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الإثم وليؤتى بالبر الأبدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القدوسين. فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعاً يعود ويُبني سوق وخليج في ضيق الأزمنة. وبعد اثنين وستين أسبوعاً يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة وإلى النهاية حرب وخرب قضي بها. ويثبت عهداً مع كثيرين في أسبوع واحد وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة وعلى جناح الأرجاس مخرب حتى يتم ويصب المقضي على المخرب» (دانيال 9: 24- 27).

2(د) تفسير النبوة

1(هـ) العناصر الرئيسية في النبوة
عن مذكرات الدكتور چيمس روسكب، الأستاذ بمعهد لاهوت تالبوت، كاليفورنيا فيما يختص بشعب دانيال، إسرائيل، ومدينته أورشليم (الآية 24) تذكر النبوة رئيسين:

1- المسيح (آية 25).

2- رئيس آت (آية 26).

وفترة زمنية مداها سبعون أسبوعاً (آية 24):

1- كفترة زمنية واحدة (آية 24).

2- مقسمة إلى ثلاث فترات: سبعة أسابيع، اثنان وستون أسبوعاً، أسبوع واحد. (الآيات 25، 27).

وتحدد النبوة بداية السبعين أسبوعاً (آية 25).

يأتي المسيح في نهاية تسعة وستون أسبوعاً (آية 25).

يخرب المدينة والقدس شعب رئيس آت (آية 26).

يقيم الرئيس الآتي عهداً مع إسرائيل في بداية الأسبوع الأخير (آية 27)، وينقض العهد في وسط الأسبوع (آية 27).

في نهاية الأسابيع السبعين، سوف يكون لإسرائيل بر أبدي (آية 24).

2(هـ) المدى الزمني لعبارة «سبعون أسبوعاً».
1- كلمة «أسبوع» في العبرية هي Shabua وتعني «سبعة»، وعلى هذا فإن سبعين أسبوعاً هي سبعون سبعة.

2- كان اليهود يتحدثون عن أسبوع أيام أو أسبوع سنين. «وكان ذلك في بعض الأحيان، أكثر أهمية بالنسبة لهم». (McClain, DPSW, 13)

3- يتضح ذلك من النص الوارد في (لاويين 25: 2- 8) حيث يذكر أسابيع السنين. وهناك ما يجعلنا نقرر أن السبعين أسبوعاً التي وردت في دانيال هي أسابيع سنين:

1- تحدث دانيال عن أسابيع السنين ومضاعفات العدد سبعة في بداية هذا الأصحاح (دانيال 9: 1 و2).

2- كان دانيال يعلم أن السبي البابلي يرجع إلى عدم حفظ سنة اليوبيل. ولما كان اليهود في السبي 70 سنة فيكون عدم حفظهم لليوبيل قد استمر 490 سنة (لاويين 26: 32- 35، 2 أخبار أيام 36: 21، دانيال 9: 24).

3- تشير القرينة إلى أن المقصود هنا سنوات.

4- في دانيال 10: 2، 3 يتحدث دانيال عن «ثلاثة أسابيع أيام». ولو أنه قصد هنا أسابيع أيام لقال ذلك.

3(هـ) طول السنة النبوية
يجب أن نحدد طول سنة التقويم المستخدمة في الكتاب المقدس تبعاً للكتاب المقدس ذاته:

1- من الناحية التاريخية: قارن تكوين 7: 11 مع تكوين 8: 4، وقارن كلا النصين مع تكوين 7: 24 وتكوين 8: 3.

2- من الناحية النبوية: يشير الكتاب المقدس في كثير من المواضع إلى «الضيقة العظيمة» تحت مسميات شتى، ولكن جميعها تشترك في احتساب السنة 360 يوماً:

- دانيال 19: 27: «في وسط الأسبوع» وواضح هنا أن المقصود ثلاث سنوات ونصف.

- دانيال 7: 24 و25 «زمان وأزمنة ونصف زمان». وتترجم هذه العبارة حرفياً ثلاثة أزمنة ونصف.

- رؤيا 13: 4- 7: «اثنين وأربعين شهراً» -أي ثلاث سنوات ونصف.

- رؤيا 12: 13 و14 «زماناً وزمانين ونصف زمان».

- رؤيا 12: 6 «ألفاً ومئتين وستين يوماً» -أي ثلاث سنوات ونصف.

4(هـ) بداية السبعين أسبوعاً
اقترح الدارسون أربع قرارات في تاريخ إسرائيل يمكن اعتبار كل منها بداية للسبعين أسبوعاً وهي:

1- قرار الملك كورش عام 539 ق.م. (عزرا 1: 1- 4).

2- قرار الملك داريوس عام 519 ق.م. (عزرا 5: 3- 7).

3- قرار الملك أرتحشستا لعزرا عام 457 ق.م. (عزرا 7: 11- 16).

4- قرار الملك أرتحشستا لنحميا عام 444 ق.م. (نحميا 2: 1- 8). (Hohner, CALC, 131)

إلا أن أنسبها هو قرار الملك أرتحشستا إلى نحميا.

ويعلق ج. د. ويلسون على بداية الفترة التي تشير إليها النبوة قائلاً: يشار إلى هذا الأمر الملكي في (نحميا 2). وكان ذلك في السنة العشرين للملك أرتحشستا. ولا يذكر نص هذا الأمر، ولكننا يمكن أن نعرف مضمونه بسهولة. يسمع نحميا عن حالة الخراب التي تقبع فيها مدينة أورشليم، فيتملكه الحزن. وعندما يسأله الملك عن سبب ذلك يجيبه نحميا: «المدينة بيت مقابر آبائي خراب وأبوابها قد أكلتها النار». وعندما يسأله الملك عن طلبه فإنه يطلب أن يصدر الملك أمراً «بإرساله إلى مدينة أورشليم ليبنيها. وبالفعل يرسله الملك إلى هناك، حيث يعيد بناء أورشليم.

إذن فهذا هو «الأمر لتجديد أورشليم». وليس هناك أمر ملكي آخر يعطي الحق في إعادة بناء المدينة مثل هذا الأمر الذي يذكره لنا سفر نحميا ويذكر لنا كيف كان يتم العمل في إعادة بناء المدينة. ولقد وضع البعض نظريات مختلفة حددت قرارات ملكية مختلفة لبداية هذه الفترة، ولكن لا يخلو أي منها من الشك.

أما الأمر الوارد في (نحميا 2) فهو الأمر بتجديد أورشليم، وليس أي من الأوامر الأخرى يصرّح لبناء مدينة أورشليم. فجميع الأوامر الأخرى تشير إلى بناء الهيكل فقط.

لقد صدر هذا الأمر عام 444 ق.م. بناءً على ما يلي:

1- «في شهر نيسان، في السنة العشرين لأرتحشستا الملك» (نحميا 2:1).

2- ارتقى أرتحشستا العرش عام 465 ق.م.

3- عندما لا يحدد الكاتب العبري يوم الشهر يكون المقصود عادة اليوم الأول من الشهر. ومن ثم يكون تاريخ صدور الأمر 1نيسان 444 ق.م.

4- وبحسب تقويمنا يكون اليوم هو 5 مارس 444 ق.م.

5(هـ) نهاية الأسابيع السبعة الأولى:
1- استغرق إعادة بناء المدينة 49 سنة (آية 25).

2- تجدر الإشارة هنا إلى أن نهاية النبوة اليهودية وأسفار العهد القديم جاءت بعد 49 سنة من عام 444 ق.م، وهو تاريخ كتابة سفر ملاخي آخر أسفار العهد القديم.

لو صحت نبوة دانيال، فإنه من الأمر بتجديد أورشليم (1نيسان 444 ق.م.) إلى مجيء المسيح إلى أورشليم 483 عاماً (تسعة وستون أسبوع سنين)، وكل عام يساوي 360 يوماً بحسب السنة النبوية اليهودية، أي 173.880 يوماً.

والحدث الختامي في التسعة والستين أسبوعاً هو ظهور المسيح نفسه لإسرائيل باعتباره المسيا المنتظر، كما تنبأ عنه زكريا 9: 9. وبعد دراسة مستفيضة لنبوة دانيال وتواريخ الأحداث المتصلة بها، قال هارولد هوهنر:

إن حاصل ضرب 69 أسبوعاً * 7 سنوات * 360 يوماً= 173.880 يوماً. والفرق بين عام 444 ق.م. و 33 م. هو 476 سنة شمسية. وإذا ضربنا هذا الرقم * 365.24219879 أي * 365 يوماً و 5 ساعات و 48 دقيقة و 45.975 ثانية (إذ أن السنة الشمسية بها 1/4 365 يوماً تقريباً)، فإننا نحصل على 173.855 يوماً و 6 ساعات و 52 دقيقة و 44 ثانية أو 173.855 يوماً. وبطرح هذا الرقم من الفرق بين عامي 444 ق.م. و 33 م. يتبقى 25 يوماً. وإذا أضفنا 25 يوماً على التاريخ السابق الذي يبدأ من يوم 5 مارس (عام 444 ق.م.)، فإننا نصل إلى يوم 30 مارس (عام 33م) 10 نيسان 33م. وهذا يوافق دخول المسيح الانتصاري إلى أورشليم. (Hoehner, CALC, 138).

6(هـ) الفترة بين التسعـة والستين أسبوعاً والأسبوع السبعين
بعد تماما تسعة وستين أسبوعاً وقبل بداية الأسبوع السبعين، هناك حادثتان هامتان لابد أن تحدثا:

1- «يقطع المسيح» (دانيال 9: 26). وقد صلب المسيح في 3 نيسان 33 م الموافق يوم الجمعة التالي لدخوله الانتصاري إلى أورشليم.

2- خراب أورشليم والهيكل (دانيال 9: 26).

ويناقش ويلسون هذه النبوة قائلاً:

وبعد ذلك أرسل القائد الروماني (تيطس) جيشاً ليخرب مدينة أورشليم والهيكل. وكان هذا الخراب تاماً. فإنه لم يدنس الهيكل فقط كما فعل أنطيوخس أبيفانس، ولكنه هدمه. ومنذ ذلك الوقت لم يقم الهيكل في أورشليم. وانتهت بذلك العبادة الطقسية اليهودية. ولم ولن تعد مرة أخرى. فمنذ سقوط أورشليم لم يعد هناك كهنوت يقيمها، إذ قتل كل نسل هارون. وليس هناك ذبائح كهنوتية أو كفارة يقوم بها رئيس الكهنة بعد، لأنه بحلول هذه الكارثة، انقضى العهد القديم. فعندما قدَّم حمل الله في الجلجثة أبطله، إلا أن مظهره الخارجي بقى لأربعين سنة. وانتهى ذلك بخراب أورشليم في عام 70م. (Wilson, DDWD, 148, 149)

3(د) الخلاصة
كانت نبوات دانيال عن المسيح دقيقة للغاية عندما تحدث عن السبعين أسبوعاً. وحتى مع افتراض أن تاريخ كتابة سفر دانيال كان عام 165 ق.م.، تكون هذه الأحداث قد حدثت بعد التنبؤ بها بما لا يقل عن مائتي عام. وهي تشمل:

1- مجيء المسيح.

2- موت المسيح.

3- خراب أورشليم واليهكل.

أما الجزء الثالث من النبوة والذي يتعلق بالأسبوع السبعين فهو لم يتم بعد.

5(أ) ملخص لنبوات العهد القديم التي تحققت حرفياً في المسيح
قال فلويد هاميلتون في كتابه «أساس الإيمان المسيحي» (وهو كتاب في الدفاع عن الإيمان المسيحي): «يقول كانون ليدون- وهو حجة في دراسات العهد القديم - إن بالعهد القديم 332 نبوة تحققت حرفياً في المسيح» (Hamilton, BCF, 160). وفي موسوعة النبوات الكتابية يورد بين 191 نبوة عن المسيح.

1(ب) مجيئه الأول
الحدث: تكوين 3: 15، تثنية 18: 15، مزامير 89: 20، إشعياء 9: 6، 28: 16، 32: 1، 35: 4، 42: 6، 49: 1، 55: 4، حزقيال 34: 24، دانيال 2: 44، ميخا 4: 1، زكريا 3: 8.

الوقت: تكوين 49: 10، عدد 24: 17، دانيال 9: 24، ملاخي 3: 1.

ألوهيته: مزامير 2: 7 و11، 45: 6 و7، 11، 72: 8، 89: 26 و27، 102: 24- 27، 110: 1، إشعياء 9: 6، 25: 9، 40: 10، إرميا 23: 6، ميخا 5: 2، ملاخي 3: 1.

ناسوته: تكوين 12: 3، 18: 18، 21: 12، 22: 18، 26: 4، 28: 14، 49: 10، 2صموئيل 7: 14، مزامير 18: 4- 6، 50، 22: 22 و23، 29: 36، 89: 4، 132: 11، إشعياء 11: 1، إرميا 23: 5، 33: 15.

2(ب) رسول يرسل أمامه
إشعياء 40: 3، ملاخي 3: 1، 4: 5.

3(ب) ميلاده وسنوات طفولته
الحدث: تكوين 3: 15، إشعياء 7: 14، إرميا 31: 22.

مكان ميلاده: عدد 24: 17 و19، ميخا 5: 2.

سجود المجوس له: مزامير 72: 10 و15، إشعياء 60: 3، 6.

النزول إلي مصر: هوشع 11: 1.

مذبحة أطفال بيت لحم: إرميا 31: 15.

4(ب) رسالته وعمله
رسالته: تكوين 12: 3، 49: 10، عدد 24: 19، تثنية 18: 18 و19، مزامير 21: 1، إشعياء 59: 20، إرميا 33: 16.

كاهن مثل ملكى صادق: مزامير 110: 4

نبى مثل موسي: تثنية 18: 15.

قبول الأمم: إشعياء 11: 10، تثنية 32: 34، مزامير 18: 49، 19: 4، 117: 1، إشعياء 42: 1، 45: 23، 49: 6، هوشع 1: 10، 2: 23، يوئيل 2: 32.

خدمته فى الجليل: إشعياء 9: 1، 2

معجزاته: إشعياء 35: 5 و6، 42: 7، 53: 4.

فضائله الروحية: مزامير 45: 7، إشعياء 11: 2، 42: 1، 53: 9، 61: 1، 2.

كرازته: مزامير 2: 7، 78: 2، إشعياء 2: 3، 61: 1، ميخا 4: 2.

تطهيره الهيكل: مزامير 69: 9.

5(ب) آلامه
اليهود والأمم يرفضونه: مزامير 2: 1، 22: 12، 41: 5، 56: 5، 69: 8، 118: 22 و23، إشعياء 6: 9 و10، 8: 14، 29: 13، 53: 1، 65: 2.

اضطهاده: مزامير 22: 6، 35: 7 و12، 56: 5، 71: 10، 109: 2، إشعياء 49: 7، 53: 3.

دخوله الأنتصارى إلي أورشليم: مزامير 8: 2، 118: 25 و26، زكريا 9: 9.

صديقه يخونه: مزامير 41: 9، 55: 13، زكريا 13: 6.

تسليمه بثلاثين من الفضة: زكريا 11: 12.

موت الخائن: مزامير 55: 15 و23، 109: 17.

شراء حقل الفخارى: زكريا 11: 13.

هجْر التلاميذ له: زكريا 13: 7.

اتهامات كاذبة: مزامير 2: 1، 2، 27: 12، 35: 11، 109: 2.

صمته أمام متهميه: مزامير 38: 13، إشعياء 53: 7.

السخرية به: مزامير 22: 7، 8، 16، 109: 25.

شتمه ولكمه والتفل عليه وجلده: مزامير 35: 15 و21، إشعياء 50: 6.

صبره على الآلام: إشعياء 53: 7- 9.

صلبه: مزامير 22: 14 و17.

تقديم المر والخل له: مزامير 69: 21.

صلاته لأجل أعدائه: مزامير 109: 4.

صرخاته علي الصليب: مزامير 22: 1، 31: 5.

موته فى ريعان الشباب: مزامير 89: 45، 102: 24.

موته مع الأشرار: إشعياء 53: 9 و12.

اضطراب الطبيعة عند موته: عاموس 5: 20، زكريا 14: 4- 6.

إلقاء القرعة علي ثيابه: مزامير 22: 18.

عدم كسر عظامه: مزامير 34: 20.

طعنه: مزامير 22: 16، زكريا 12: 10، 13: 6.

موته طوعاً: مزامير 40: 6-8.

موته الكفارى: إشعياء 53: 4-6، 12، دانيال 9: 26.

دفنه مع غنى: إشعياء 53: 9.

6(ب) قيامته
مزامير 2: 7 و16: 8- 10، 30: 3، 41: 10، 118: 17.

7(ب) صعوده
مزامير 16: 11، 24: 7، 68: 18، 110: 1، 118: 19.

8(ب) مجيئه الثاني
مزامير 50: 3- 6، إشعياء 9: 6 و7، 66: 18، دانيال 7: 13 و14، زكريا 12: 10، 14: 4- 8.

سلطانه الشامل الأبدى:
1أخبار أيام 17: 11- 14، مزامير 2: 6- 8، 8: 6، 45: 6- 7، 72: 8، 110: 1- 3، إشعياء 9: 7، دانيال 7: 14.

 

 

 

التالي

السابق