الخميس 3 يوليو - تموز - 2003

عوبديا وإيليا


فعرفه وخَرَّ على وجهه وقال أَ أَنت هو سيدي إيليا؟ فقال له أنا هو. اذهب وقُل لسيدك هوذا إيليا (1مل18: 7،8)

لقد كان كل من إيليا وعوبديا مؤمناً بالله، لكن مقابلتهما الواحد للآخر كشفت حالة كل منهما. لم تكن المقابلة مقابلة شركة بين مؤمن ومؤمن، وكيف تكون شركة بين مؤمن ملتصق بالرب ومؤمن ملتصق بملك شرير؟

يحاول عوبديا التهرب من خدمة يرى فيها كل الخطر على نفسه. وهذا واضح من رده على إيليا « ما هي خطيتي حتى إنك تدفع عبدك ليد آخاب ليُميتني؟ ». حقاً ما أكبر الفرق بين إيليا وعوبديا. كان عوبديا يتلقى الأوامر من الملك الشرير، أما إيليا فمن الرب، فكان يتحرك وكان يعمل حسب أمر الرب إلهه. نعم كان عوبديا يخشى الرب جداً، لكنه لم يكن يخدم الرب. كان أخآب سيده ومنه يتلقى الأوامر، ففي اللحظة التي التقيا فيها كان عوبديا يبحث عن عشب للخيل والبغال تنفيذاً لأمر سيده الملك.

لقد كان عوبديا في مستوى روحي ضعيف، وضعيف للغاية، فأمام إيليا خَرَّ على وجهه وقال أ أنت هو سيدي إيليا؟ وإن دلت هذه العبارة على شيء فإنما تدل على مستوى عوبديا الروحي الضعيف جداً. المراكز العالمية تخلع على الإنسان مجداً عالمياً ولكنها لا تستطيع أن تهبه عظمة روحية. ونحن لا نرى إيليا يعترف بعوبديا كخادم للرب بل كخادم للملك الشرير، فيقول له « اذهب قُل لسيدك هوذا إيليا ».

وجواب عوبديا كشف بكل وضوح أنه كان يعيش في خوف من الملك، وأنه كان يخشى غضب الملك إذا ما حمل إليه رسالة إيليا « فقال ما هي خطيتي حتى إنك تدفع عبدك ليد آخاب ليُميتني؟ ».

وفي الواقع لم يكن عوبديا في قلق وخوف من الملك فحَسَب، بل كان في حالة أفقدته الثقة في الله. كان يظن أن روح الله سيحمي إيليا من غضب الملك، أما هو فلم يكن له إيمان يضع به نفسه في حماية الرب، ولا شك أن ضميره القلِق هو الذي سلبه هذه الثقة في الله.

وعوبديا، إذ لم تكن له ثقة في الله، لم يكن بالتبعية مهيأ لأن يخدم الرب ويحمل رسالة تعرضه للخطر وربما للموت، فنراه يكرر ثلاث مرات هذه الكلمة « يقتلني » فيعتذر عن القيام بالأمر خوفاً من غضب الملك وشره من ناحية، واعتماداً على صلاحه هو من ناحية أخرى (ع12،13).

حقاً ما أكبر الفرق بين إيليا وعوبديا‍.


 

هاملتون سميث

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS